رسخت دولة الكويت بصمتها الإنسانية في مساعدة المحتاجين حول العالم، وما يميز الجهود الكويتية في دعم اللاجئين سياستها القائمة على عدم التمييز بين الذين ينتظرون العون والإغاثة على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم وانتماءاتهم؛ ما أضفى على العمل الإغاثي الكويتي جانباً إنسانياً عميقاً وبحتاً.
اللاجئون السوريون
استجابة للوضع الإنساني المتفاقم للاجئين السوريين في المخيمات على الحدود السورية التركية، مع تواصل موجات البرد التي زادت من معاناة اللاجئين السوريين، وصل وفد من «نماء» الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي إلى تركيا، بهدف تقديم مساعدات عاجلة إلى اللاجئين والنازحين من أجل سد احتياجاتهم الضرورية العاجلة.
يأتي ذلك في إطار نداء استجابة عاجل أطلقته «نماء» تحت شعار «كن عوناً لهم»، الذي يستهدف الأسر الأكثر تضرراً على الحدود السورية – التركية.
وقال مدير إدارة الإغاثة خالد الشامري الذي يترأس الوفد: إن «نماء» الخيرية قامت بتوزيع أكثر من 300 سلة غذائية، بالإضافة إلى مواد للتدفئة وبطانيات وأغطية وملابس شتوية، استفاد منها أكثر من 1500 أسرة سورية، كما قامت بتوزيع الكسوة على 100 طفل ويتيم وأرملة، ومساعدة 20 مريضاً، كما قامت بتوزيع سلات غذائية ومواد للتدفئة على 1000 أسرة في الشمال السوري.
الإنجازات المميزة
فيما تقدم المدير العام لزكاة كيفان التابعة لجمعية النجاة الخيرية جاسم الأنصاري بجزيل الشكر لأهل الخير داعمي زكاة كيفان، الذين بتوفيق الله جل وعلا ثم بجميل عطائهم تم تنفيذ العديد من المشاريع الرائدة داخل الكويت وخارجها خلال عام 2023م.
وقال الأنصاري: من الإنجازات المميزة التي تمت خلال العام الماضي بناء 13 مسجداً في كل بنغلاديش والهند والنيجر وبنين، كما قمنا بترميم مسجد في الأردن.
وأضاف: تم كذلك كفالة 22 إمام مسجد في كل من بنغلاديش والهند واليمن، وكفالة 11 محفظاً للقرآن الكريم في اليمن، وكفالة 21 معاقاً من أصحاب الهمم، وكذلك تم توزيع نسخ من المصحف الشريف، وتقديم المساعدات المالية للأسر المتعففة وأسر المرضى، ودعم مشاريع الإغاثة العاجلة للدول المتضررة من الكوارث والنكبات.
وأوضح الأنصاري أن زكاة كيفان حققت أيضاً جملة من الإنجازات الإنسانية الأخرى خلال عام 2023م، مثل كفالة الأيتام وتوزيع الكسوة والعيدية وكفالة الأسر وكفالة طلاب العلم، كما تم حفر 104 آبار للمياه في العديد من الدول، وتنفيذ مشاريع إنتاجية تنموية متعددة.
دفء الشتاء
وطرحت جمعية إحياء التراث الإسلامي حملة تحت شعار «دفء الشتاء»؛ بهدف توفير مواد التدفئة والسلال الغذائية لـ2000 أسرة من اللاجئين والنازحين السوريين الذين يعانون البرد ونقص الغذاء خلال فصل الشتاء، وهذا المشروع يجوز دفع الزكاة فيه.
وأوضحت الجمعية، في بيان لها، أنها تنفذ هذه الحملة من خلال لجنة إغاثة سورية التابعة لها، بهدف تأمين أكبر قدر ممكن من احتياجات هذه الأسر، لا سيما مع البرد القارس وموسم الشتاء، وقد استفاد من أولى مراحل هذه الحملة مئات الأسر السورية اللاجئة، التي تلقت مساعدات شتوية طارئة اشتملت على السلال الغذائية التي تحتوي على المواد الغذائية الأساسية التي تكفي الأسرة المتوسطة الواحدة من أسبوعين إلى شهر، والبطانيات الشتوية الثقيلة ومادة الخبز.
تمكين الاتحاد
فيما أكد رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية د. ناصر العجمي اعتماد وزارة الشؤون الاجتماعية قراراً وزارياً برقم (260) لسنة 2023م بشأن تعديل وإصدار النظام الأساسي لاتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، حيث نص القرار في مادته الأولى على تعديل اسم الاتحاد من «اتحاد الجمعيات الخيرية والمبرات» ليصبح «اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية»، مثمناً حرص الوزير فراس المالك على التجاوب مع مصالح ومتطلبات الجمعيات الخيرية والإنسانية.
وفي تصريح صحفي، قال العجمي: إن التعديلات تمت بناء على رغبات واقتراحات الأعضاء خلال الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد، مشيراً إلى أنها شملت تعديل اسم الاتحاد إلى اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية، إضافة إلى رفع أعداد أعضاء مجلس الإدارة من 9 إلى 11 عضواً، سعياً إلى إتاحة المجال أمام أكبر عدد من ممثلي الجمعيات والمبرات المنضوية، تأكيداً على مبدأ الشفافية الذي يسير عليه الاتحاد.
وأضاف أن من بين التعديلات السماح للاتحاد بافتتاح فروعه داخل وخارج الكويت، وأيضاً تمت إضافة بند مهم؛ وهو «إتاحة التنسيق والإشراف وإدارة الحملات الإغاثية والمشاريع الخيرية المشتركة لتمكين الاتحاد من تحقيق أهدافه»، من خلال دور تنفيذي ودور ميداني على أرض الواقع، ليقود الجمعيات والمبرات التي وصل عددها إلى 86 عضواً، وهو الأمر الذي لم يكن معمولاً به في السابق، مشيراً إلى رفع قيمة الاشتراك السنوي للأعضاء من 100 إلى 300 دينار، للحصول على دعم أكبر ولتمكين الاتحاد من القيام بواجباته تجاه العمل الخيري والإنساني.