بكل فخر واعتزاز ورفعة، يحتفي الكويتيون، يوم غد الإثنين، بالذكرى الخامسة لتكريم الأمم المتحدة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتسميته “قائداً للعمل الإنساني”، والكويت “مركزاً للعمل الإنساني”، في إنجاز مستحق رسخ مكانة الكويت عالياً في أعرق المحافل الدولية.
وھذا الإنجاز الفريد من نوعه الذي أسس دعائمه سمو أمير البلاد يتوج المسيرة الطويلة للعمل الإنساني والخيري الذي عرف عن الكويت منذ القدم.
وھا ھي الكويت تستذكر ھذه اللحظات التاريخية وتقطف ثمار ما زرعته من عمل إنساني حافل، إذ يأتي ھذا التكريم الأممي الأبرز من نوعه تقديراً وعرفاناً بالدور المھم الذي انتھجته البلاد وسمو الأمير في دعم مسيرة العمل الإنساني والخيري، وامتدت أياديھا البيضاء إلى العديد من دول العالم المحتاجة للمساعدة.
وتمكنت البلاد من خلال سياساتھا المعززة للقيم والمبادئ والأدوار الإنسانية وبتوجيھات من سمو الأمير من إبھار الأسرة الدولية والمنظمات المتخصصة بالعمل الإنساني، إذ بادرت الأمم المتحدة في التاسع من سبتمبر عام 2014 بتنظيم احتفالية تكريم غير مسبوقة بمناسبة تسمية الكويت “مركزاً للعمل الإنساني”، وسمو الأمير “قائداً للعمل الإنساني”.
ولا يزال الشعب الكويتي الذي يعتبر عنصراً رئيساً في ھذا الإنجاز يساھم بدوره في ھذه الجھود الإغاثية والإنسانية من خلال الجمعيات الخيرية الكويتية واللجان الشعبية، وبما يقدمه من دعم متواصل للعديد من المشاريع الإنسانية في آسيا وأفريقيا بمبادرات شعبية وأياد خيرة امتدت إلى الكثير من المحتاجين في أصقاع الأرض، لا سيما أثناء المجاعات والكوارث الطبيعية أو من صنع الإنسان.
ودأب سمو الأمير عبر كثير من الفعاليات على جعل الكويت الدولة السباقة إلى العمل الخيري الإنساني، وتقديم المبادرات الإنسانية العالمية، وأن تكون مركزاً رائداً لاستضافة العديد من الأنشطة ذات الصلة، بل وحرص سموه كذلك على المشاركة شخصياً في المؤتمرات المعنية بالعمل الإنساني.
ولا تزال الكويت تواصل نشاطھا المتزايد بتقديم المساعدات الإنسانية في مناطق مختلفة من العالم من أجل توفير الدعم وبذل الجھود الھادفة إلى تخفيف المعاناة البشرية، إذ تركز على جھود التعمير ودعم وضع إستراتيجيات متكاملة لمساعدة مختلف المحتاجين في المرحلة ما بين الإغاثة وإرساء أسس التنمية المستدامة.
دور محوري
وتؤدي الكويت دوراً محورياً في الجھود الإنسانية، لا سيما التي تضطلع بھا الأمم المتحدة عبر وكالاتھا المتخصصة، مؤكدة على تجذر ورسوخ الشراكة بين البلاد وھذه المنظمة الدولية.
وتؤكد الكويت دائماً من خلال عضويتھا الحالية في مجلس الأمن وفي مناسبات أخرى أھمية إتاحة الوصول الكامل ودون عوائق إلى اللاجئين المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية والخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والدعم النفسي والاجتماعي، إضافة إلى السماح للأمم المتحدة وغيرھا من المنظمات الإنسانية بأداء عملھا.
وتعمل الكويت دون كلل أو ملل من أجل توفير حياة كريمة لمختلف المحتاجين في مناطق الصراع بكل مراحلھ، وإعادة التأھيل من بعده، ويأتي ذلك في ظل وصول عدد الأشخاص النازحين قسراً في جميع أنحاء العالم إلى أعلى مستوياتھ منذ الحرب العالمية الثانية.
ووفقاً لإحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإنھ يوجد حالياً 40 مليون نازح داخلياً، و25.4 مليون لاجئ، و3.1 مليون شخص طالب لجوء في شتى أنحاء العالم.
وفي موازاة ذلك، تؤكد الكويت إيمانھا بأھمية معالجة الأزمات خلال مراحلھا الأولية للحيلولة دون تفاقمھا ومعالجة جذورھا لضمان عدم اندلاعھا مرة أخرى ما يتوافق تماماً مع رؤية الأمم المتحدة والدور المنوط بھذه المنظمة التي يجب على جميع أجھزتھا العمل معا لتحقيق ھذه الغاية.
وفي ھذا الشأن، تدعو الكويت دائماً إلى ضرورة مواصلة التأكيد على أھمية الامتثال للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وقانون حقوق الإنسان، وضمان التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأكدت الكويت في أكثر من مناسبة تحمل مسؤولياتھا الإقليمية والدولية تجاه تحقيق التنمية بمختلف أبعادھا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، من خلال قطع أشواط طويلة في سبيل تنفيذ المبادرات السامية لسمو أمير البلاد للنھوض بالشراكات الدولية التي تأتي استمراراً لتاريخ الكويت المتواصل من العمل الإنمائي والإنساني.
ولم تدخر البلاد جھداً في مساعيھا الرامية إلى تقديم المساعدات التنموية للدول النامية والدول الأقل نمواً والبالغ عددھا 106 دول حتى اليوم، إذ تقوم بدورھا عضواً فاعلاً في الأمم المتحدة ومن خلال المؤسسات المختلفة.
ويساھم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عن طريق تقديم المنح والقروض الميسرة لإقامة مشاريع البنى التحتية في الدول النامية، إذ بلغت قيمة ھذه المساعدات أكثر من ضعف النسبة المتفق عليھا دولياً.
وتؤكد الكويت باستمرار تمسكھا بالنظام الدولي متعدد الأطراف، ومبادئ وأھداف ميثاق الأمم المتحدة، والإيمان بأھمية وضرورة الدفع قدماً بكافة الجھود لضمان استمرار وعطاء المنظمة العريقة لا سيما تلك المتعلقة بالمساعدات الإنسانية والتنمية.
المصدر: “كونا”