– صحيفة ألمانية: موسكو حصلت على ضمانات لإقامة قواعد عسكرية في 6 دول أفريقية بينها مصر
– صحيفة روسية كشفت في عام 2016 عن محادثات مع مصر حول استئجار منشآت عسكرية من ضمنها قاعدة جوية في مدينة سيدي براني
– موقع أمريكي: روسيا تسعى لاستعادة نفوذها في جميع أنحاء العالم
في أكتوبر 2016م، نشرت صحف روسية أنباء تشير إلى “محادثات حول استئجار روسيا قاعدة جوية في مدينة سيدي براني شمال غربي مصر”، وقيل: إن جانباً من المفاوضات يقوم على تبادل المصالح، بحيث تبيع روسيا للقاهرة طائرات ومعدات حديثة أبرزها طائرات “سوخوي 35” مقابل عودة النفوذ الروسي لقاعدتهم السابقة منذ أيام الرئيس جمال عبدالناصر.
الجديد هو كشف صحيفة “بيلد” الألمانية، 4 أغسطس الجاري، وبالتزامن مع وصول طائرات “سوخوي 35” بالفعل لمصر، أن روسيا أخذت تصاريح لإقامة قواعد عسكرية في 6 دول أفريقية، بينها مصر والسودان.
فقد أشارت الصحيفة نقلاً عن تقرير سري لوزارة الخارجية الألمانية أن روسيا عقدت اتفاقيات تعاون عسكري مع 21 دولة أفريقية منذ عام 2015، في حين كانت لها اتفاقيات تعاون مع 4 دول فقط في أفريقيا قبل هذا التاريخ.
وأنه وفقاً لتلك الاتفاقيات، فإن موسكو حصلت على ضمانات لإقامة قواعد عسكرية في مصر، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وإريتريا، ومدغشقر، وموزمبيق، والسودان.
وتزامن هذا مع نشر صحيفة “سفابودنايا براسا” الروسية، في شهر مايو الماضي، تقريراً تحدثت فيه عن تقرير صادر عن المجلس الأطلسي حول توسيع موسكو نفوذها في شرق البحر الأبيض المتوسط، والتهديد الذي يشكله على الغرب.
مؤشرات الموافقة على القاعدة الروسية
في عام 2013، تحدثت صحيفة “الوطن” المصرية عن مفاوضات سرية بين قادة موسكو والقاهرة حول إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية روسية جديدة في مصر، وفي هذا الصدد؛ تم اقتراح بعض الموانئ في البحر الأبيض المتوسط بالإسكندرية ودمياط وبور سعيد وروزيتا كمواقع محتملة للقاعدة الروسية، ويبدو أنه وقع الاختيار على ميناء سيدي براني.
وأكدت الصحيفة أن الطرفين تمكّنا من الوصول إلى أقرب نقطة اتفاق عام 2017، وبدء نشر روسيا قواتها الخاصة في القاعدة الجوية المصرية في سيدي براني، أي على بعد 100 كيلومتر من حدود مصر مع ليبيا، ولكن نفت وزارة الدفاع الروسية على الفور هذه المعلومات.
وقبل زيارة بوتين لمصر عام 2017 جرى توقيع اتفاق أعلن عنه رسمياً يسمح للطائرات العسكرية الروسية باستخدام المجال الجوي والقواعد الجوية المصرية.
وقبل وصول بوتين، زار مصر، يوم 29 نوفمبر 2017، وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، ونشرت الحكومة والصحف الروسية، يوم 30 نوفمبر 2017، مسودة اتفاق نادر بين روسيا والسلطة في مصر يسمح للطائرات العسكرية للدولتين بتبادل استخدام المجال الجوي والقواعد الجوية.
ولأنه لا يتصور أن تسافر الطائرات المصرية إلى روسيا لإجراء مناورات عسكرية هناك لعدم قدرتها على ذلك، فمعنى الاتفاق الحقيقي أنه اتفاق لاستعمال الروس قواعد مصر العسكرية وأجواءها الجوية، وجاء النص على حق مصر بالمثل لذر الرماد في العيون، كما يقول خبراء عسكريون.
وخطورة هذا الاتفاق أن مصر ظلت دوماً ترفض إنشاء قواعد عسكرية لأمريكا أو روسيا، واقتصر الأمر على تسهيلات –نظمها اتفاق “كامب ديفيد” – في أوقت الأزمات مثل حرب العراق وغزو أمريكا لأفغانستان وغيرها.
كما أنه جاء في أعقاب تأكيد قناة “روسيا اليوم”، وموقع “ستراتفور” الاستخباري الأمريكي، أكتوبر 2016، أن روسيا تتفاوض مع مصر لاستخدام ميناء “سيدي براني” لإقامة قاعدة عسكرية روسية على ساحل البحر المتوسط، ونفي مصر ذلك.
ولكن الاتفاق الجديد حمل تنازلات ضخمة لا تمنح الروس فقط قاعدة عسكرية، بل يمنحهم كل المطارات والقواعد العسكرية المصرية للعمل منها على غرار ما قدمه لهم الرئيس السوري بشار الأسد لينقذوا نظامه.
وهو ما يشير لرغبة النظام المصري في الحصول على مقابل روسي سواء في حماية نظامه أو دعمه في مواجهة المغامرات الأمريكية والتقلب في مواقف واشنطن أو فك الحظر على السياحة الروسية في ظل شح الخزينة المصرية، أو الحصول على طائرات “سوخوي 35” المتقدمة لتعادل “إف 35″ التي أعطتها أمريكا لـ”إسرائيل”.
وفي الفترة من 27 أكتوبر وحتى 7 نوفمبر 2019، استضاف مركز التدريب التكتيكي التابع لقوات الدفاع الجوي المصرية بالقرب من القاهرة تدريبات عسكرية مشتركة، أطلق عليها اسم “سهم الصداقة 1”.
ما الذي تريده روسيا من مصر؟
تريد روسيا من مصر ثلاثة أمور:
الأول: موطئ قدم أكثر رسوخاً في صورة قاعدة عسكرية في سيدي براني، كما هي الحال بالنسبة لقاعدتها في طرطوس السورية، ضمن عملية بناء شبكة من التحالفات لتأمين موطئ قدم أكثر رسوخاً على النطاق الإقليمي، وسبق لمصر تاريخياً استضافة المنشآت العسكرية السوفييتية على أراضيها.
الثاني: توفير الدعم لحفتر ضمن سعيها لوضع أقدامها في ليبيا، وإنشاء قاعدة عسكرية هناك أيضاً، لهذا أرسلت قوات مرتزقة “فاغنر” مؤخراً لتكرار تجربتها في سورية.
ثالثاً: تريد روسيا تحول مصر إلى مصدر لشراء السلاح الروسي كما كانت خلال حقبة عبدالناصر، والسادات، وضمن هذه الصفقات تأتي صفقة “سوخوي 35” التي أثارت أزمة مصرية أمريكية على غرار أزمة واشنطن مع تركيا لشرائها صواريخ وطائرات روسية.
قصة القاعدة العسكرية الروسية في مصر
في أكتوبر 2016، ذكرت صحيفة “أزفيستيا” الروسية أن روسيا تجري محادثات مع مصر حول استئجار منشآت عسكرية، من ضمنها قاعدة جوية في مدينة سيدي براني شمال غرب مصر، قرب ساحل البحر المتوسط.
ونقلت “أزفيستيا” عن مصدر في الخارجية الروسية، ومقرب من وزارة الدفاع، أنه تم التطرق أثناء المحادثات إلى أن القاعدة ستكون جاهزة للاستعمال بحلول عام 2019، في حال توصل الطرفان لاتفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن القاعدة التي تقع في مدينة سيدي براني سيتم استخدامها كقاعدة عسكرية جوية.
وقد أكد تقرير لموقع “ستراتفور” الاستخباري الأمريكي أن روسيا تتفاوض مع مصر بالفعل لاستخدام ميناء “سيدي براني”، وأن مصر تلفت نظر أمريكا لأهمية هذه القاعدة.
وقال التقرير تحت عنوان “روسيا تسعى جاهدة لتغطية قواعدها”: إن روسيا تسعى حالياً لاستعادة نفوذها في جميع أنحاء العالم، عبر دراسة استعادة قواعدها العسكرية خلال الحقبة السوفييتية في مصر وفيتنام وكوبا، لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية عالمياً.
وقال: إن ما كشفته “أزفيستيا” نقلاً عن مسؤولين بوزارة الدفاع والخارجية الروسية بشأن تفاوض القاهرة وموسكو على منح روسيا تسهيلات عسكرية في مصر وتجديد وجودهم في قاعدة جوية سوفييتية سابقة في المدينة المطلة على البحر المتوسط “سيدي براني”، ما هو سوى جزء من خطة إستراتيجية روسية لإعادة قواعد الاتحاد السوفييتي السابقة من مصر إلى فيتنام إلى كوبا لإيران.
وأشار إلى أن “سيدي براني” كانت هي القاعدة العسكرية التي استخدمتها الطائرات المصرية في عملياتها فوق ليبيا، وتسعى روسيا الآن أيضاً لإحياء وجودها السابق في هذه القاعدة، مقابل مبالغ أو مساعدات محددة وفقاً لشروط الاتفاق.
رغم نفي سابق للسفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إقامة أي قواعد عسكرية على أراضي مصر، شكك سياسيون مصريون في النفي الرسمي، مؤكدين أن الحكومة سبق أن نفت الكثير من الوقائع ثم ثبت أنها حقيقية.
ومعروف أن الاتحاد السوفييتي كان يمتلك قاعدة بحرية في مدينة سيدي براني المصرية حتى عام 1972، وكان يستغلها لمراقبة السفن الحربية الأمريكية، ولكن عقب تدهور العلاقات المصرية السوفييتية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، غادرت القوات السوفييتية هذه القاعدة.
فهل سمح النظام المصري الحالي بالفعل للروس بقاعدة عسكرية مقابل أسلحة متطورة، خصوصاً أن المؤشرات تشير لهزيمة ترمب في انتخابات الإعادة، وهناك قلق في القاهرة من القادم الجديد للبيت الأبيض بايدن؟