لا يمكن أن تشعر في هذه الخطوات الملكية التي ذكرناها عنواناً؛ ولا يمكن أن تعايشها إلا حينما تكون قد استشعرت أنك في وسط راقٍ تسود فيه الحرية والكرامة والقانون، والحرية الذاتية الداخلية التي لا يقيدها إلا رضا الله تعالى ما استطعت.
وحينما يتكاثر حولك الكذبة؛ وخصوصاً من كبار السن مع الأسف ومن لمعت سطوتهم ونجوميتهم، ويتكاثر الرويبضة وأهل فسطاط النفاق، وترى التكاثر الانشطاري للتحوت! وأنت ثابت وتملك ذاتك يزداد شعورك في هذه الخطوات الملكية، وأنت ترى نفسك إنساناً طبيعياً في هذا الوسط الغبش؛ بل لا يمكن أن تكون طبيعياً؛ إذا حاولت أن تجاري هذا السوء والتكاثر الانشطاري للمقابل، والوضع الذي تعايشه وتراه ومن ثم الالتفات له. لأنك حينها ستهدر أجمل أوقات حياتك الثمينة؛ وأنت تحاول تهذيب هذه الانشطارات الطبيعية المواكبة والمتلائمة مع بيئتهم، واخلاقياتهم وتربيتهم.
حينها تأخذ قراراً تفرضه على نفسك. ” الشعور بالمَلكية ” لتكون ماشياً راسخاً قوياً واثقاً، تمشي أمام قطط الحواري ملكاً، وأنت تلاحظهم كل في موقعه، هذا ينظر إليك ممتطياً “برميل” النفاق، وذاك يسرق النظرة إليك من وسط “برميل” الكذب، وآخر يصد عنك مرة ” ويرمقك ” أخرى بطرف عينيه، فلعلك تغفل عن أفعاله المشينة، وآخر يسير بخطى سريعة تاركاً “برميل” الكذب متوجهاً الى فتحة الصرف الصحي حبيبته! حينها تستشعر أنك تسير وأنت تستمتع بذاتك الملكية المنطلقة ذاتياً لا من أوامر وأسياد! وأنه لا أسياد لك إلا الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقناعاتك العقلية والفكرية.
وأنت في هذه النشوة الملكية تنظر إلى “قطط البراميل” تسيرهم أسيادهم، وسيدتهم رائحة الزبالات – أجلكم الله – فهي الآمر الناهي لهم، بأمر الإغراء مرة، وأمر التهديد والتخويف أخرى، نعم هكذا تشعر داخلك وذاتك أنك “واثق الخطوة يمشي ملكاً”، وحينها تشعر أيضاً بالاستمتاع وأنت تستمع ” لمواء” هذا القط المهرج أو ذاك، وكأنه الثمل المترنح، الذي يروي لك بطولاته، وذكاءه وعلمه وقدراته! وهو يعتقد بسبب ابتسامتك، وحسن استماعك له أنه بالفعل أقنعك، وما علم أنك ” واثق الخطوة يمشي ملكا “، وأنك علمت واكتشفت أكاذيبه، ولكنك أخذت قرار سماعك له؛ عبارة عن جزء من نشاطك الترفيهي بسبب ما تراه من السوء المحيط بك، فترفه عن نفسك سماعاً لمواء هذا القط الثمل الكذوب، أو ذاك! وأنك تسمع له؛ كما تسمع لأي نكتة أو قصة طارئة جميلة ترفيهية للحظات، تسمعها وأنت متوجه إلى هدفك ” واثق الخطوة يمشي ملكا “.
حينما تشاهد، وتسمع، وتعايش الشرق والغرب، ومن تعفن جلده من بني جلدتنا، لا هم لهم إلا التآمر على ملكيّتك، وعلى دينك، ودعوتك، وعقلك تستشعر كم أنت ” واثق الخطوة يمشي ملكاً “.
حينما ترى كل مجرم يصنع جريمته ويتهم فكرك ودعوتك.. فيسرق السارق ما يسرق ويتهم فكرك ودعوتك كذباً وزوراً.
حينما ترى القاتل يقتل بكل بشاعة واحتراف إجرامي، ويسعى بفنية وحرفية عالية ليتهم فكرتك وفكرك، ودعوتك في الجريمة.. نعم.. لابد أن تشعر هنا: ” واثق الخطوة يمشي ملكا ” ولكن.. ليس كأي ملك، ملك تبحث عنه أمة منذ فترة ليس بالقصيرة.. أمة ضحكت عليها وفي أوساطها القردة والخنازير، وسادت بها التحوت، والرويبضة، وقطط ” براميل الفرجان! “.. تعلم حينها أنك ” واثق الخطوة يمشي ملكاً “.. نعم واثق الخطوة يمشي ملكاً ” مؤدياً صلاتك، تتلو كتاب الله تعالى، تكثر من ترديد آية الكرسي، والدعاء والرقائق، تشعر أن دعوتك ” واثق الخطوة يمشي ملكاً ” ودليلك: إجماع سهام أعداء الأمة منطلقة على فكرك وفكرتك ودعوتك، وأنت ” واثق الخطوة تمشي ملكاً ” قائلاً: ” قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ” (التوبة 51).
تشعر أنك ملك حينما ترى الشاهد ” للحصني ” يشهد له محاولاً إلقاء واخفاء أفعال وقذارة ” الحصني ” المشينة كما هو في المثل ” يا لحصني من شاهدك؟ قال: ذنبي ” نعم.. هو الذنب.. الذي يغطي ” دبر الحصني ” وروثه -أجلكم الله- الشاهد.. الذي يشهد له وهو من يغطي “خملته ” وكيف لا وهو جزء منه.. نعم ” يا لحصني شاهدك ذنبك “.
حينها تشعر كم أنت عظيم واثق الخطى، وتحمل دعوة عظيمة وصلبة وفكرة بالنسبة للعدو وأذنابه مخيفة، فتزداد تمسكاً بما أنت فيه وعليه لشعورك أنك: ” واثق الخطوة يمشي ملكاً “، وأن الأمة بحاجة إلى فكرتك وفكرك ودعوتك، وخطاك الثابتة الواثقة ودليلك كما ذكرت آنفاً؛ سهام العدو ورجاله من خدم وقطط ” البراميل ” والذنب الشاهد.. الذي دائما يشهد للحصني ” نعم.. والذي لا قدرة له إلا أن يكون ذنب ” الحصني ” الذي يخفي دبره!
ـــــــــــــ
إعلامي كويتي.