أفادت سلطات الاحتلال الصهيوني بمقتل شخص وإصابة 5 آخرين في هجوم دهس بسيارة في تل أبيب، بعد ساعات على عملية أخرى بالأغوار قتلت فيها مستوطنتان وأصيبت ثالثة بجروح خطيرة.
وذكر الإسعاف الصهيوني أن قتيلا سقط في العملية، ونقل 5 مصابين آخرين، اثنان منهم في حالة خطيرة جراء هجوم تل أبيب.
وقالت سلطات الاحتلال الصهيوني إن القتيل في عملية تل أبيب هو سائح إيطالي، في حين ذكر الإسعاف الصهيوني أن جميع ضحايا عملية تل أبيب من السياح، ولكنه أشار إلى أن القتيل الإيطالي قضى بالرصاص وليس بفعل عملية الدهس، وأكد أن المنفذ لم يطلق أي رصاصة.
وأفادت هيئة البث الصهيونية (رسمية) بأن عملية كورنيش تل أبيب كانت مزدوجة وتضمنت عملية دهس، ومن ثم إطلاق نار، فيما تم قتل المنفذ.
منفذ العملية
وقد أعلنت أجهزة الأمن الصهيونية أن يوسف أبو جابر من بلدة “كفر قاسم” في جنوب منطقة المثلث داخل الخط الأخضر، هو منفذ عملية الدهس التي وقعت في منطقة كورنيش تل أبيب الليلة.
وحسب شرطة الاحتلال الصهيوني، فإن المنفذ في الخامسة والأربعين من عمره، وليست له سوابق أمنية. وأشارت إلى أنه استعمل سيارة عائلته في تنفيذ العملية.
وقالت شرطة الاحتلال الصهيوني إن منفذ الهجوم دهس عمدا بسيارة مجموعة من المشاة قبل أن تنقلب سيارته، حيث انحرفت وصعدت إلى الرصيف، ودهست مجموعة من المشاة ثم انقلبت.
وأكدت الشرطة أيضا أن ضابط شرطة هُرع إلى المكان للمساعدة، فلاحظ أن سائق السيارة حاول الترجل وإشهارَ سلاح كان بحوزته، فعاجله وأطلق عليه النار وقتله.
وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام صهيونية لحظة إطلاق ضابط الشرطة الإسرائيلية النار على المشتبه في تنفيذ عملية الدهس في تل أبيب.
وقالت القناة 12 الصهيونية إن منفذ الهجوم أطلق النار من نافذة سيارته على المارة، ثم انقلبت سيارته في منطقة تشارلز كلير، وحاول الهروب فقتلته الشرطة.
استنفار وتعبئة
وبعد هجوم تل أبيب، أمر رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو بتعبئة مزيد من احتياطيي قوات الشرطة والجيش.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن “رئيس الوزراء أصدر تعليماته للشرطة الإسرائيلية بتعبئة جميع وحدات شرطة الحدود الاحتياطية وأمر جيش الاحتلال الصهيوني بتعبئة قوات إضافية لمواجهة الهجمات الإرهابية”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن قائد قوات حرس الحدود أمر باستدعاء 4 وحدات بالإضافة إلى 6 وحدات تعمل حاليا.
ردود فعل
وقد اعتبرت فصائل فلسطينية، مساء الجمعة، أن عملية تل أبيب جاءت ردا على جرائم الاحتلال الصهيوني بحق المسجد الأقصى والفلسطينيين.
وقد دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمواصلة كل أشكال الفعل المقاوم “دفاعا عن أرضنا وأقصانا وإحباطا لكل مشاريع الاحتلال”.
وفي أول تعليق على العملية، قال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع إن عملية تل أبيب تدلل على قدرة المقاومة وشبابها على ضرب الاحتلال، مؤكدا أن عمليات الرد على جرائم الاحتلال في الأقصى تتصاعد ولن تتوقف إلا بكسر عنجهية الاحتلال.
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي “نبارك عملية تل أبيب، ونؤكد أنها رد مشروع على جرائم الاحتلال واعتداءاته على شعبنا ومقدساتنا”.
ورأت لجان المقاومة الشعبية أن عملية تل أبيب “صفعة قوية للأمن الإسرائيلي، وتأكيد على أن الثأر للأقصى لم ولن ينتهي”.
من جانبها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن العملية “تأتي ردّا على جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى والعدوان على قطاع غزة”.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن عملية تل أبيب رد طبيعي على جرائم الاحتلال واعتداءاته واقتحاماته المتكررة للأقصى.
وفي ردود الفعل الدولية، أدانت الخارجية الأميركية بشدة ما سمتها “الهجمات الإرهابية” التي وقعت في الضفة الغربية وتل أبيب.
وقالت الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب حكومة وشعب إسرائيل وإنها على اتصال وثيق مع شركائها الإسرائيليين وتعيد تأكيد التزامها الدائم بأمنهم.
عملية غور الأردن
وفي وقت سابق، قال جهاز الإسعاف الصهيونية إن مستوطنتيْن قتلتا وأصيبت ثالثة بجروح خطرة الجمعة في إطلاق نار بمنطقة الحمرا شرق بلدة طوباس في غور الأردن (شمال شرق الضفة الغربية)، في وقت أمرت فيه القيادة العسكرية الصهيونية بتعزيز القوات في الضفة.
وذكر متحدث باسم جيش الاحتلال أن المستوطِنات الثلاث تعرضن لهجوم مسلح عند مفرق الحمرا شرق بلدة طوباس قبل أن ينسحب المهاجمون، وذكر مراسل الجزيرة سمير أبو شمالة أن حالة المستوطنة المصابة حرجة.
وقال المتحدث إن قوات الأمن تلاحق من سماهم الإرهابيين منفذي هجوم الأغوار بعد أن فرضت القوات طوقا أمنيا في المنطقة وعلى المداخل والمخارج في أريحا ونابلس. وأضاف أنه اشتبه أول الأمر في تعرض السيارة لحادث سير، لكن تبين وجود آثار رصاص داخلها.
اشتباكات بالضفة
وبالتزامن مع ذلك، أصيب فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، خلال اقتحام بلدة برقين شمالي الضفة الغربية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن الطواقم الطبية في مستشفى جنين الحكومي تعاملت مع إصابتين برصاص الاحتلال الحي، من بلدة برقين (غربي جنين)، إصابة متوسطة في الصدر، وأخرى طفيفة بالقدم.
ووفق شهود عيان، فإن مركبات عسكرية إسرائيلية اقتحمت القرية، فاندلعت مواجهات مع السكان واشتباك مع مسلحين فلسطينيين.
من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان مقتضب، إنها خاضت اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت برقين، دون مزيد من التفاصيل.