صادف أمس الجمعة ذكرى انتفاضة الحجارة التي انطلقت في الثامن من ديسمبر عام 1987م، وانتفضت مدن الضفة الغربية لمدة سبع سنوات، معلنة رفض الاحتلال ومخططاته، وبعد قرار الرئيس الأمريكي مساء الأربعاء الماضي بالاعتراف بالقدس كعاصمة أبدية للاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها، عادت مشاهد انتفاضة الحجارة في ذكراها السنوية.
“المجتمع” رصدت مشاهد انتفاضة الحجارة في يوم جمعة الغضب التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية في كافة محافظات الضفة الغربية.
المدخل الجنوبي
المدخل الجنوبي لقلقيلية عادت إليه مظاهر انتفاضة الحجارة وشارك في جمعة الغضب حشد من الشبان الذين أشعلوا الإطارات وقذفوا الحجارة باتجاه جنود الاحتلال وحراس أبراج الجدار، ووقعت عدة إصابات في صفوفهم.
“المجتمع” التقت مع أحد الشبان الذي عرف نفسه باسم أحمد: أنا عمري 17 عاماً، حيث ولدت في انتفاضة 2000م، واليوم أشارك في جمعة الغضب نصرة للقدس والمسجد الأقصى ووالدي أخبرني عن انتفاضة الحجارة وكيف شارك فيها، فالشعب الفلسطيني كُتب عليه أن يكون منتفضاً في وجه الاحتلال، وأجيال تسلم أجيالاً، وأنا أخرج اليوم تلبية للنداء وليس دفاعاً عن فصيل وحزب بل دفاعاً عن قضية هي عنوان قضيتنا.
حي النقار.. والانتفاضة
وفي المنطقة الغربية لقلقيلية في حي النقار شهدت المنطقة مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال.
“المجتمع” التقت الفتى براء (16 عاماً) وعقَّب قائلاً: اتفقت أنا وزملائي على النزول عصراً في حي النقار لإلقاء الحجارة على قوات الاحتلال، فهذا يومنا كي نرفض قرار أمريكا، والحجارة لغتنا مع الاحتلال، ولن نرفع الراية البيضاء أمام الاحتلال.
وأضاف الفتى براء: سمعت قبل أيام أغنية وطنية عن الانتفاضة الأولى.. انتفاضة الحجارة، واليوم نطبق معاني الأغنية الوطنية “هبت النار والبارود غنى”.
بلدة عزون.. ومشاهد الحجارة
وفي بلدة عزون، اشتعل المدخل الشمالي للبلدة بالإطارات المطاطية والمواجهات الحامية، وأطلق الجنود الرصاص المطاطي والمعدني على المتظاهرين وحطموا السيارات المتواجدة القريبة.
حسن شبيطة، الناشط في مقاومة الاستيطان، قال لـ”المجتمع”: عزون تعيش أجواء انتفاضة الحجارة التي نعيش ذكراها، ونحن في بلدة عزون ترعرع فيها جيل على وقع المواجهات والاقتحامات والمئات من أطفال عزون تم اعتقالهم والتحقيق معهم في المستوطنات القريبة، وإصدار أحكام بالسجن عليهم وغرامات مالية، فجيل الانتفاضة الأولى يشاهد جيلاً يستلم الراية في ذات الظروف.
كفر قدوم.. وقبضة الاحتلال
وفي قرية كفر قدوم تعيش القرية أجواء الانتفاضة منذ الأول من يوليو عام 2011، وأصيب العشرات بالرصاص الحي منذ انطلاقة المسيرة الأسبوعية، وفي ذكرى انتفاضة الحجارة كانت المسيرة حاشدة شارك فيها جيل انتفاضة الحجارة وجيل جديد نشأ في ظل المسيرة الأسبوعية.
منسق مسيرة كفر قدوم الأسبوعية مراد أشتيوي قال لـ”المجتمع”: ذكرى انتفاضة الحجارة كان لها وقع في مسيرة كقر قدوم، والتقت أجيال الانتفاضة الأولى والثانية ويوم جمعة الغضب مع بعضهم بعضاً، وهذا يؤكد استمرار حالة النضال في صفوف الشعب الفلسطيني.
مداخل المدن الأخرى
وفي مدينة رام الله، اشتعل مدخل رام الله الغربي المعروف بمدخل مستوطنة بيت آيل، وفي منطقة بيت لحم اشتدت المواجهات قرب مسجد بلال وفي مناطق الخليل وفي مدينة طولكرم في منطقة جامعة خضوري وغيرها من مناطق المحافظة، وبلغت الإصابات عن مائتي إصابة بالرصاص المطاطي والمعدني والحي.