لا يقتصر استخدام الطائرات الصغيرة من قبل جيش الاحتلال على استهداف ومراقبة المشاركين في مسيرات العودة في قطاع غزة ومطلقي الطائرات الورقية، فجيش الاحتلال شرع باستخدام هذه الطائرة في سماء التجمعات الفلسطينية التي تكون قريبة من الطرق الالتفافية لحماية مركبات المستوطنين ومراقبة المنطقة بشكل أدق من الكاميرات الأمنية المنصوبة بالقرب من هذه التجمعات.
في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، وثق ناشطون إطلاق جيش الاحتلال قبل يومين طائرة صغيرة وسط المدينة، أثناء عملية الاقتحام، وهذه أول مرة يتم فيها استخدام طائرات صغيرة لمساعدة جيش الاحتلال خلال عملية اقتحام أحياء المدينة.
وفي بلدة عزون شرق قلقيلية، وثق نشطاء إطلاق جيش الاحتلال طائرة صغيرة قبل أيام وسط البلدة واستمرت فترة طويلة وهي تحلق فوق المنازل وبالقرب من المدخل المطل على الشارع الالتفافي رقم (55).
موثق الانتهاكات “الإسرائيلية” في البلدة الناشط حسن شبيطه قال عن هذا الإجراء الأمني: جيش الاحتلال يحاول إحكام السيطرة على المناطق التي تنطلق منها حالات إلقاء الحجارة، وفي سبيل هذه الغاية يستخدم كل وسيلة متاحة، ووجود زنانة صغيرة معهم يؤكد أن هدفهم تأمين الأمن المفقود في المنطقة، فهناك أبراج عسكرية وكاميرات أمنية وأسيجة وبوابات ومع ذلك تم إحضار طائرة صغيرة، فعزون ليست غزة، ومع ذلك يتم استخدام طائرات صغيرة للمراقبة وملاحقة الأهالي داخل المنازل.
وفي مدينة قلقيلية، ذكر أحد الشبان أن جيش الاحتلال أطلق الطائرة التي يتم التحكم بها، أثناء اقتحامهم، وبعد انسحابهم اختفت من سماء وسط المدينة، وهذه أول مرة يشاهد هذه الطائرة وقد أثارت تساؤلات في نفوس الأهالي.
ويرى الناشط الميداني أحمد زيد أن استخدام هذه الطائرات الصغيرة يهدف إلى إرهاب الأهالي في منازلهم، كون هذه الطائرات لها صيت سيئ في استهداف النشطاء في مسيرات العودة في غزة أو المقاومين، ويمكن أن تكون هذه الطائرات مزودة بأسلحة قتالية ومن الطبيعي أثناء الاقتحام يهرب الناس من الشوارع والمنازل وليس بالضرورة أن يكونوا مطلوبين بل لتجنب إجراءات الجنود التعسفية، وهذه الطائرات عبارة عن عيون في السماء يسهل عليها مراقبة المنازل والشوارع والأحياء ويمكن استخدامها في الهجوم، فهي ترافق عملية اقتحام وليست في مهمة تصوير عادية كما يظن البعض.
أما المواطن بسام قال: من حقنا أن نخاف من هذه الطائرات الصغيرة، فنحن لا نعلم طبيعة هذه الطائرات ومهمتها، وما نسمع عنها في قطاع غزة يجعلنا نعيش كابوسها المرعب والخطير، وقد طلبت من أولادي وجيراني تجنب الخروج أثناء الاقتحام للمدينة بعد سماعي بوجود طائرات صغيرة معهم يطلقونها وتكون مرافقة لهم.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال قد أصدرت أمراً عسكرياً في مايو الماضي يحظر على الفلسطينيين استخدام الطائرات الصغيرة في تصوير حفلاتهم وأعراسهم، إلا من خلال تصريح أمني، وكل من يخالف الأمر العسكري يتم سجنه لمدة ثلاث سنوات ودفع غرامة مالية باهظة.