كتب المحلل السياسي الأمريكي جورج فريدمان، في موقع “جيوبوليتيكال فيوتشرز”، أن إيران أعلنت أنها لن تحضر الجولة الأولى من المفاوضات بشأن إعادة الاتفاق النووي.
وتقول طهران: إن العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يجب أن ترفع أولاً لبدء المحادثات، ومن الواضح أن هذا التكتيك يهدف إلى تحسين موقف إيران التفاوضي مع الولايات المتحدة، لكن هذا الموقف يجب أن يكون ذا مصداقية، وأن يُقرأ بهذه الطريقة من كلا الجانبين.
ويرى فريدمان أن إيران تعتبر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن في موقف ضعيف فيما يخص هذه القضية باعتبار أنه لطالما أكد أن التخلي عن الاتفاق النووي كان خطأ سيصححه في أول فرصة، لذلك يحتاج بايدن إلى إحياء الاتفاقية الأصلية أو استبدالها إلى شيء مماثل.
ويضيف فريدمان أن قيمة البرنامج النووي كبيرة بالنسبة لإيران، وتؤدي طهران دائماً دور من يحاول امتلاك سلاح نووي، دون إعطاء أي مؤشر على اقترابها من امتلاكه بالفعل، وهذا هو السيناريو المثالي لإيران، فهي تحاول التهديد دون إجبار أي جهة على اتخاذ إجراءات محفوفة بالمخاطر، وبذلك يمكن لإيران التفاوض بشأن تنازلات مقابل عدم بناء سلاح نووي، دون أن تتعرض للتهديد المباشر بالإبادة النووية.
ويلفت فريدمان إلى نقطة جوهرية؛ وهي أن إيران تحاول أيضاً إبراز قوتها بطريقة أكثر فعالية من خلال تقديم الدعم لعدد من التنظيمات في المنطقة مثل “الحوثيين” في اليمن، و”حزب الله” في لبنان، والفصائل المدعومة إيرانياً في كل من سورية والعراق، ويعتبر ذلك التكتيك الأبرز للسياسة الخارجية الإيرانية وأكثرها فعالية حيث تستطيع من خلاله ممارسة الضغط على الدول العربية و”إسرائيل” والقوات الأمريكية التي لا تزال منتشرة في المنطقة.
وينصح فريدمان الولايات المتحدة بتعزيز الشراكة مع المملكة العربية السعودية لصد الطموحات الإيرانية السرية.
_________________________________
المصدر: “جيوبوليتيكال فيوتشرز”.