بقلم ـ محمد سالم البلهان:
أستاذنا الكبير أحمد الصراف حفظه الله وأبقاه.. مما لا ريب فيه ولا شك أن جميع الذين سمح الله لهم بمعرفتكم ومن الذين يتابعون ما تكتبونه من مقالات قيمة في الصحف يكنون لكم الاحترام والتقدير، لأنكم علم من أعلام العمل الإعلامي الكويتي الجاد المجيد.
لقد اطلعت على ما جاء في مقالتكم التي كانت بعنوان «الكويت.. الوعاء الأخير»، التي نشرتها لكم جريدة القبس الغراء بتاريخ الثلاثاء 27 يونيو 2023م، التي وصفتم بها مبدأ عمل الإخوان المسلمين «بالشرّ». الواقع يا أستاذي وكما تعلمناه في أوائل أيام نشأة جمعية الإرشاد الإسلامي في الكويت التي كانت برئاسة المرحوم العم عبدالعزيز المطوع رحمه الله أن فكرة الإخوان جاءت من معنى مبدأ قول رباني كما قال المولى عز وجل «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»، من هذا المبدأ برزت فكرة جمع الإخوان المسلمين الذين بمعتقداتهم هذه أرادوا أن يصلحوا ما أفسده أعداء العروبة والإسلام الذين يعملون على تمزيق تلاحم وحدة الإخوة المسلمين إلى شيع ومذاهب، بها جعلوا الأخ المسلم عدواً لأخيه المسلم، وذلك لتسهيل تحقيق مطامعهم وأهدافهم الدنيئة في القضاء على الإسلام والمسلمين في أي مكان.
وهناك دليل واضح يراه كل إنسان في هذا الوجود وهو ما تعانيه الشقيقة جمهورية إيران من عقوبات.. لا لشيء سوى أن شعب إيران اختار مبادئ الدين الإسلامي مناراً يهدى به في طريقه إلى الله. تُحارب إيران لتمسكها بالإسلام الحنيف من دون التفريط بمعتقداته، ولذلك فهي تواجه عقوبات لا يعلم إلا الله مداها، متخذين من محاولة حصولها على مفاعل نووي ذريعة في الوقت الذي يدعمون فيه بكل قوة وأمانة ما يقيمه العدو الصهيوني من مفاعل نووي يهدد به كل شعوب المنطقة.
الإسلام الذي تتبناه مجموعة الإخوان المسلمين فكرة مسلمة تعمل على جمع المسلمين كافة في بوتقة واحدة، لكي يسير الإسلام بشموخ تجده بدعم من هؤلاء القوم في كل بقاع دول العالم، وقد غزا بعض شعوب دول أوروبا بمبادئه السمحة، فاتخذ الكثير منهم الإسلام ديناً مجتمعين تحت رايته إخواناً. تعال معي أستاذي الكريم إلى مجاهل الغابات الأفريقية تلك التي قضيت في رحابها فترة من الزمن سفيراً للكويت في أفريقيا، هناك في أقصى مناطق غرب أفريقيا في تلك الغابات الكثيفة تسمع صوت الأذان للصلاة يعلو بلغة عربية فصيحة، وحينما تسأل هؤلاء البسطاء الأفارقة سكان تلك الغابات ما هذا الذي تسمعون، يردون عليك بكل بساطة «إخوان مسلم»، بالرغم من أن البعض أدخل الكثير من المذاهب الدينية إلى تلك الساحة، ولكن في الأخير لا تسمع كلمة لدى هؤلاء الأشقاء الأفارقة غير «إخوان مسلم»، وقد تجد ذلك واضحاً جداً لدى شعوب دول غرب أفريقيا الذين ينشرون الإسلام بأمن وأمان.
أستاذي الكبير في الستينيات أيام الشباب كنت أحد المشتركين في جمعية يطلق عليها جمعية السياسيين، أسسها وبناها الزعيم ريمون إده، أوفدتني تلك الجمعية مع مجموعة من الزملاء لحضور مؤتمر لدراسة الأيديولوجيات وتأثير الشيوعية على مفاهيم شعوب دول العالم الثالث، وكان ذلك المؤتمر قد عقد في جامعة ليون بفرنسا، وكان المؤتمر يدرس الأيديولوجيات التي منها الشيوعية وتأثيرها على عقول شباب العالم الثالث، وكان من ضمن الأيديولوجيات التي كانت في ذلك المؤتمر دين الإسلام كأيديولوجية، وقد تحدث أحد أساتذة جامعة السوربون وأشار للمجتمعين بالقول إن الخطورة ليست في انتشار الشيوعية، لأن الشيوعية أيديولوجية وضعها الإنسان، إنما الخوف، كما يدعي، هو انتشار الإسلام لأنه دين رباني يعتقده المسلمون. ولذا، فإن كلمة الله أكبر تجمع هؤلاء الناس في صفوف متراصة منظمة، فالإسلام هو الدين الوحيد الذي سينتشر مستقبلاً، والإسلام الدين الوحيد الذي سيكون عبرة للعالمين. وهذا من نتائج مجهودات الإخوان المسلمين، لأن المسلمين إخوة. وشكراً لإصغائكم بارك الله في عمركم.
ـــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن صحيفة “القبس” الكويتية.