الصراع بين الحق والباطل، وبين قوى الخير والشر صراع قديم ضارب بأطنابه في عمق التاريخ، كما أنه مستمر وممتد إلى قُبيل قيام الساعة، وهو من سنن الله في كونه يعرف بسنة التدافع.
قال ابن خلدون: “اعلم أن الحروب وأنواع المقاتلة لم تزل واقعة في الخليقة منذ برأها الله” قال: “وهو أمر طبيعي في البشر لا تخلو عنه أمة ولا جيل”[1]
فالذي يحلم بأن ينتهي الصراع من العالم تماماً، هذا يعيش في وهم، لا حقيقة له، اللهم إلا ما يكون قبيل قيام الساعة زمن عيسى عليه السلام.
الشخصية اليهودية
واليهود منذ أن وجدوا على الأرض يمثلون حلقة سوداء في سلسلة الصراع العالمي، بل ويمثلون قوة الشر على مر التاريخ أينما وجدوا.
والسر في ذلك إنما يكمن في طبيعة نفس معقدة خبيثة يحملونها بين جنباتهم.
يقول الدكتور صلاح الخالدي: “إن المتأمل للتحليل القرآني الكاشف للنفسية اليهودية يدرك أنها ركبت تركيبًا خاصًا، وأن أوضح وصف لها هو الالتواء والتعقيد.
قال: “فجاءت النفسية اليهودية معقدة، تداخلت خيوطها، وتعمق فيها الغدر، والحقد، والحسد، واللؤم، والمكر والخديعة، والتآمر والأنانية، والتكبر والافتراء، والكذب والزعم، والتحريف والتبديل والتحايل، كأنها مزجت من هذا المزيج المريض فكانت نتاجا مرا شائها له”[2]
وكفى بالله شهيدًا
فالنفس اليهودية-بشهادة من خلقها-جاءت ممزوجة بهذه الطباع السيئة، جامعة لكل نقيصة، ومجسمة لكل رذيلة، نفس ترى أنها فوق البشر، وأن الله خلق البشر ليكونوا خدمًا لها، وهذا مرض عضال يسميه علماء النفس بمرض (البارانويا) وهو ما يعرف بجنون العظمة، حتى قال فرويد: إن اليهود مصابون بمرض البارانويا.
ولم لا قد جاء في توراتهم المحرفة ما يحرضهم على ذلك: (أنتم أولاد للرب إلهكم…لأنكم شعب مقدس للرب إلهكم، وقد اختاركم الرب لكي تكونوا له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض)، [3]
وهو زعم مدحوض بنص كلام الله تعالى: (بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ) فالحق أن لهم ما لسائر البشر وعليهم ما عليهم لكنه الداء الذي جبلوا عليه واستشرى فيهم.
وجنون العظمة أخطر ما يصيب النفس من أدواء، وأعضل ما ينتابها من أمراض، إذ ترى أنها إلى اللاهوت أقرب منه إلى الناسوت، لذا نراهم يرفضون التعامل النافع المبني على الندية مع الأخرين، نراهم يتفننون في إيقاع السوء بهم، ومقابلة الإحسان بالسوء والإيذاء والتخريب.
ولا ينبئك مثل خبير:
يقول الدكتور خضر عباس أستاذ علم النفس بجامعة الكويت:
(إن الشخصية اليهودية الصهيونية مريضة نفسيًا، وهي تحمل في ذاتها أمراضا عديدة من بينها: (الاضطرابات الطفيلية، البارانويا (جنون العظمة)، كما أن الاضطرابات السلوكية في الشخصية اليهودية واضحة، كالعدوانية والانطوائية والتمركز حول الذات، والتشاؤم، والحذر التوجسي بالآخرين -الشك- وانعدام الانفعال، والنقص في الحس الاجتماعي والأخلاقي- التوحد- والإغراق في المادية، والحرص على التعلق بالحياة). [4]
أمراض خطيرة وطباع دنيئة أنتجت لنا شخصية مذهلة جديرة بالوقوف أمامها طويلا.
وإن المتأمل في طبيعة هذه الشخصية اليهودية ليدهش ويذهل من طبيعتها وسماتها المتمحضة للشر، وكأنها ما خلقت إلا للإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل، ولا يكاد العاقل يصدق أن بشرًا من الممكن أن يكونوا بهذه الطبيعة، لولا أن الوحي قد حكى ذلك عنهم، والتاريخ فضحهم، والمعاشر لهم قد تأكد منهم كما سيتضح معنا في المقالات اللاحقة بإذن الله تعالى،
فياليت قومي يعلمون:
يا ليت إخواننا المتعاطفين مع اليهود يعلمون، يا ليت إخواننا المخدوعين والمطبعين معهم يعلمون، يا ليت ساستنا وقادتنا ومن يجلسون للتفاوض مع اليهود يعلمون، يعلمون طبيعة من يفاوضون، وشخصية من يعاهدون، وحقيقة من معهم يطبعون، فلو أن الدبلوماسي المسلم انطلق في تفاوضه معهم وهو يؤمن بأن هذه جبلتهم وتلك أخلاقهم، لما كان هذا حال أمتنا وقدسنا وأقصانا، فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد.. وهو حسبنا ونعم الوكيل.
_______________
الهوامش:
1- مقدمة ابن خلدون ص135
2- الشخصية اليهودية-صلاح الخالدي- ط دار القلم- ص120
3- الدرر السنية- موسوعة الأديان-اليهودية وما تفرع عنها
4- مدونة الدكتور خضر عباس- مقال بعنوان خصائص الشخصية اليهودية لدى علماء النفس