يترقب الموريتانيون بدء حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، في ظل قلق بشأن قدرة السلطات على توفير الكميات اللازمة وتخزينها في الظروف المناسبة، إضافة إلى مخاوف من أضرار جانبية محتملة.
ولم تعلن السلطات بعد تاريخاً محدداً لبدء عملية التلقيح في البلد العربي البالغ عدد سكانه أكثر من 4 ملايين نسمة.
لكن الناطق باسم الحكومة سيدي ولد سالم، قال خلال مؤتمر صحفي، في 3 فبراير الجاري: إن كميات معتبرة من اللقاح ستصل نواكشوط خلال أسبوعين، دون أن يحدد نوعية اللقاح ولا عدد الجرعات.
جدوى اللقاح
قال المواطن أطول عمرو ولد محمد: إن الكثير من المواطنين لم يقتنعوا حتى الآن بجدوى هذا اللقاح، ويخشون من عدم قدرة السلطات على توفير شبكة تبريد مناسبة (لتخزينه).
وأضاف: أنا شخصياً قلق من عدم قدرة السلطات على توفير شبكة تبريد مناسبة، أتمنى أن تستطيع السلطات إقناع المواطنين أنها قادرة على اقتناء نوعية جيدة من اللقاح، وقادرة أيضاً على توفير شبكة تبريد مناسبة.
وأردف: ربما ننتظر حتى تثبت جدواه، بعدها يمكن أن نتلقى اللقاح.
متفقاً مع ولد محمد، قال المواطن أحمدو ولد أحمد سالم، لـ”الأناضول”: لن آخذ لقاح كورونا، لم أقتنع حتى الآن بجدواه.
توعية السكان
بينما قال الربيع ولد أدوم (صحفي): إن الحكومة قامت بالجهود اللازمة للحصول على اللقاح، وهذه خطوة مهمة، لكن هناك حاجة لتعبئة السكان لفهم أكثر لفائدة هذا اللقاح.
وتابع ولد ادوم أن هناك شائعات بشأن مدى فعالية اللقاح، سيكون من الجيد بالنسبة لي أخذ هذا اللقاح في حال توفيره.
كما أكد المواطن سيدي محمد ولد محمد سالم أهمية اللقاح، ودعا السلطات إلى توزيعه مجاناً على السكان، خصوصاً الفقراء.
فيما قال محمد فال بلال، وهو من سكان العاصمة نواكشوط، لـ”الأناضول”: سأتلقى اللقاح في حال توفره بكل سرور، ليس هناك مبرر للتشكيك في جدواه.
التلقيح اختياري
في ظل مخاوف كثير من الموريتانيين بشأن جدوى اللقاح واحتمال وجود أضرار جانبية، أعلنت وزارة الصحة أن تلقي اللقاح سيكون اختيارياً، أي سيقتصر على الراغبين فيه.
وقال مدير الصحة العامة بالوزارة، المنسق الوطني لمواجهة كورونا، سيدي ولد الزحاف، لـ”وكالة الأنباء الرسمية”، في 29 يناير الماضي: إن الحكومة ستوعّي المواطنين حول “نوعية وطبيعة اللقاح وهدفه دون إلزام أي مواطن بأخذ الجرعة”.
وتابع أن الحكومة عبرت عن حاجتها إلى لقاح فعال وآمن يتماشى مع شبكة التبريد الوطنية المستخدمة في البرنامج الموسع للتلقيح.
وأفاد ولد الزحاف بوجود نحو 30 نوعاً من اللقاحات وصلت مراحل متقدمة من التجربة، والدول الغنية بدأت منذ الوهلة الأولى بدعم المختبرات والشركات العالمية لتضمن استفادتها ضمن القائمة الأولى من الدول.
وأضاف أن المجتمع الدولي بدأ ينتبه لاحتكار اللقاح من جانب الدول الغنية، وبالتالي شرع في مبادرة لإشراك كل الدول لتستفيد جميع شعوب العالم، وموريتانيا من ضمن الدول المستفيدة منذ البداية.
وقال ولد الزحاف: إن السلطات ضاعفت جهدها للحصول على اللقاح بكل الطرق، وبدأت الاستعدادات اللوجستية، خصوصاً الجانب المتعلق بالحفظ والتخزين.
ولفت إلى أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كلف وزراء الخارجية والصحة والمالية بالبحث المكثف عن اللقاح بكل الطرق.
واستدرك: إلا أن اللقاح لم يتوفر بعد نتيجة كثرة الطلب على الكميات المنتجة في المصانع والاختبارات المتكررة حتى يستوفي الشروط المنصوص عليها عالمياً، مما يجعل الحصول عليه متوقفاً على تفاهمات دولية أو ثنائية.
إحصاء المستهدفين
وتقول وزارة الصحة الموريتانية: إن الكميات التي ستحصل عليها البلاد من اللقاح ستكون الأولوية فيها للمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة ونقص المناعة ومن يستخدمون أدوية تحد من مناعتهم.
وأضافت أن هذه المجموعة تم تحديدها وإحصاؤها تقريبا، وهي المستهدفة الأولى، فيما تشمل المجموعة الثانية الطواقم الصحية، باعتبارها الأكثر عرضة للإصابة.
وستشمل مجموعة ثالثة عمال نقاط العبور الحدودية، وقطاعات التعليم والقوات المسلحة، بحسب الأولوية.
وتلقت موريتانيا، خلال الأشهر الماضية مساعدات من دول، بينها تركيا والصين واليابان والإمارات، للمساهمة في الحد من انتشار الفيروس.
وسجلت موريتانيا، حتى صباح الأربعاء، 16 ألفاً و868 إصابة، بينها 427 حالة وفاة، و16 ألفاً و86 حالة تعافٍ، وفق موقع “ورلدوميتر”.
وحتى صباح الأربعاء، تجاوز عدد مصابي كورونا في العالم 107 ملايين و411 ألفاً، توفي منهم نحو مليونين و351 ألفاً، وتعافى قرابة 79 مليوناً و338 ألفاً، وفق الموقع نفسه.