قال الشيخ محمد الصالح العثيمين، رحمه الله: أهيبُ بإخواني أن تكون لديهم العزيمة والشجاعة في تقليل المهور ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً؛ لأن ذلك أعظم بركة في النكاح، وإني أقصُّ عليكم قصة جرت على يديَّ، فقد عقدتُ عقد النكاح لرجلٍ، فلما قرأت خطبة النكاح، قلتُ لأبي المرأة: زوِّج الرجل، فقال: زوَّجتُك ابنتي على صداق ريال! فكنتُ أظن أن هذا مما يقوله العامة من قبل، حيث يرسلُ الزوج للزوجة حِمل سيارة ودراهم، ثم عند العقد يقول أبو الزوجة: زوجتُك ابنتي على ريال، والمهر حقيقة هو حِمل سيارة ومعه دراهم أيضاً!
فقلتُ له: هذا لا أصل له، فالصداق ما دفعه الزوج، ولا يصح أن نقول: زوَّجتُك ابنتي على صداق ريال، لا قدر الله إلا الخير، فلو مات الزوج مثلاً في هذه الحال لم تستحق هذه الزوجة عليه إلا ريالاً واحداً، والباقي يُردُّ للزوج، لو طلقها قبل الدخول فلا تستحق الزوجة إلا نصف المهر؛ أي: نصف ريال، ونصف ريال يرجع للزوج وكذلك حمل السيارة يرجع إليه.
فقلت له: هذا لا أصل له، قال: والله ما أخذتُ منه مهراً إلا هذا الريال! فشكرته على ذلك، وقلت: الآن قل: زوَّجتُك ابنتي على مهر ريال.
ثم قلت له: الرجل يحتاج إلى غرفة نوم، وفراش، قال: هذا كلُّه تبرع مني، فقلت: جزاك الله خيراً، هؤلاء أناس فُضلاء طيبة نفوسهم، ليت الناس يسلكون هذا المسلك، لكن نسأل الله السلامة، الآن كما نسمع، مهور كثيرة مُشغلة للذمة، مقلقة للراحة، موجبة للغمِّ والهم.