هذا الذي تحياه مصر ضياعُ
أودى بوحدتها و حل صراعُ
بين الأشقاء الألى لم يعرفوا
إلا التسامح و السلام يُشاع
يا إخوتي ماذا دهانا بعدما
طربت لما قمنا به الأسماع
و لمَ تسارعت الخطى لتشرزمٍ
لا يُستحب لشره الإسراع
يأتي النزاع على البلاد فتيةً
و تصيبها في المقتل الأطماع
ماذا سيفعل بالبلاد مريضةً
كانت على وشك الشفاء نزاع
يا ويل من مكروا بها فإذا بنا
بعد الوئام مع الهوى أشياع
كنا نؤمل أن يطيب حصادها
فإذا بكل دروبها قُطَّاع
منعوا الدواء و داؤها متمكنٌ
و فشا إلى أنْ أنَّ منه نخاع
مصر التي ثارت على ظلامها
و مضى بها صوب النجاة شراع
كانت تريد ذراع طبٍّ حاذقٍ
فامتد للدجل الغبي ذراع
كانت تريد شهامةً و مروءةً
فتآمر الأنذال و الأنطاع
كانت تريد قيادةً فيها الوفا
فانقضَّ يركب ظهرها الخدَّاع
رامت أمان القلب بين ضلوعه
فغدت سهاماً تلكمو الأضلاع
هجم افتئاتاً خائنٌ وثقت به
ليكون ردءاً إذ يُرام دفاع
يا لائما من كان يعمل مخلصاً
و يجدُّ في خذلانه الأتباع
ماذا على من ليس يملك قوةً
يدعو إلى رشدٍ و ليس يُطاع
يا ويل قومٍ لا أمانة عندهم
و الغدر يُشرى بينهم و يُباع
و أقولها و الحزن يعصر مهجتي
و تنوش حتى روحيَ الأوجاع
إن أمةٌ جنت اختلافا في الضحى
أنَّى لهم في ظلمةٍ إجماع
فلتثبتوا يا قابضين على اللظى
ليظل للأمل الوضيء شعاع
م.وحيد حامد الدهشان