ترجم موقع “عربي 21” تقريراً نشر في صحيفة “لوموند” الفرنسية حول آليات حصول تنظيم الدولة على الإنترنت، التي يعتمد عليها التنظيم في الدعاية واستقطاب المقاتلين للانضمام إليه في سورية والعراق.
وقالت الصحيفة في التقرير: إن تحقيقات أجريت مؤخراً كشف معطيات جديدة حول وجود معاملات بين بعض الشركات الأوروبية ومزودين لـ”تنظيم الدولة”؛ ما سبب إحراجاً كبيراً لهذه الشركات.
وأشارت الصحيفة إلى ظهور معلومات جديدة تتعلق بالعمل التقني لـ”تنظيم الدولة” على شبكة الإنترنت في سورية والعراق، حيث يعتمد التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي للدعاية لنشاطاته والترويج لأفكاره المتطرفة، ويمكن لهذه المعلومات أن توفر أجوبة مناسبة للجدل المتزايد حول وسائل الدعم التقني، التي يستفيد منها التنظيم في الدعاية الضخمة التي يقوم بها على الإنترنت.
وذكرت الصحيفة أن قدرة “تنظيم الدولة” على إجراء اتصالات عبر الأقمار الصناعية تعدّ من أبرز الأجوبة التي قدمتها التحقيقات؛ حيث أوضحت أن “تنظيم الدولة” يعتمد فقط على الاتصال عبر الأقمار الصناعية في سورية والعراق، التي رغم كونها تمثل وسيلة اتصال مكلفة مقارنة بالوسائل التقليدية، فإنها تبقى أحياناً الخيار الوحيد المتاح للتنظيم في مناطق النزاع والمناطق ذات البنية التحتية المدمرة.
وذهبت الصحيفة أبعد من ذلك في استنتاجاتها، عندما أقرت بأنه يتم التحكم بهذه الأقمار الصناعية من طرف مشغلين أوروبيين، ومن أبرزهم مشغل القمر الصناعي الفرنسي “يوتلسات”، الذي يحتكر أحد البنوك العمومية الفرنسية جزءاً من رأسماله، أو القمر الصناعي “سيس” من لوكسمبورج، والقمر الصناعي البريطاني “أفنتي”، إلا أن هؤلاء المشغلين نفوا وجود علاقات مباشرة بينهم وبين المستخدم النهائي الذي يستفيد من خدماتهم، وهو “تنظيم الدولة”.
وأضافت الصحيفة أن عناصر المجموعات المقاتلة في سورية بشكل عام يتوجهون لمدينة أنطاكية في تركيا، لشراء المعدات التقنية اللازمة لالتقاط إشارة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، ومن بينها جهاز الاستقبال والصحن اللاقط، وأكدت الشركتان المالكتان لقمري “يوتلسات” و”سيس” أن لديهما معاملات تجارية مع تركيا، ولكنهما غير مسؤولتين عن وصول هذه المعدات إلى سورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة الاستقبال الرقمية تحتوي عادة على نظام تحديد المواقع “جي بي أس”؛ ما يسمح بتعقبها، وأكدت التحقيقات أنه تم تعقب بعض الأجهزة التي أرسلت إشارات من مناطق يسيطر عليها “تنظيم الدولة” في سورية والعراق، بين عامي 2014 و2015م، إلا أن المشغلين “سيس” و”يوتلست” نفيا أن تكون لهما أي علاقة بزبائن في سورية والعراق.
وذكرت الصحيفة أنه من الناحية النظرية، يستطيع “تنظيم الدولة” أن يقوم بتركيز جهاز الاستقبال بعد جلبه من تركيا، في مناطق تغطيها الأقمار الصناعية في العراق أو سورية، إلا أن مشغل القمر الصناعي “سيس” أكد القيام بعمليات مسح دورية للمناطق التي يسيطر عليها “تنظيم الدولة” في سورية والعراق.
وأضافت الصحيفة أن المشغل الفرنسي “يوتلسات” نفى أن يكون لديه أي تعامل مباشر مع أطراف في سورية والعراق، لكنه لم يؤكد القيام بعمليات مسح عبر نظام “جي بي أس”، للتأكد مما إذا كان “تنظيم الدولة” يستغل ترددات القمر الصناعي “يوتلسات” في المناطق الخاضعة لنفوذه.
وقالت الصحيفة: إن المشغل البريطاني “أفنتي”، كان له رد مخالف عند سؤاله حول إمكانية استغلال “تنظيم الدولة” لترددات قمره الصناعي؛ حيث أكد أنه لا يقوم بالاحتفاظ بالمعطيات الخاصة بالمستخدمين.