الزراعة المائية الذكية، مشروع تخرج للطالب محمد عمار أيوب من مدينة طولكرم الطالب في كلية الزراعة في جامعة النجاح، والمعتمد على التحكم بها من خلال الهاتف النقال الموصول بالإنترنت.
بداية الفكرة
“المجتمع” التقت الطالب في كلية الزراعة محمد أيوب ويقول: الفكرة نادرة من حيث التحكم بهذه الزراعة من خلال الهاتف، المزود بتطبيق خاص، فهي فكرة نادرة ورائدة وكانت مبادرة مني.
وأضاف: الزراعة المائية تعني استخدام وسط بديل عن التربة لنمو النباتات، وذلك عن طريق تزويد النباتات باحتياجاتها من الأسمدة اللازمة لنموها، والنباتات المزروعة بالطرية المائية تحتاج إلى متابعة حثيثة، واستخدام الجوال في متابعتها والتحكم بكل ما يلزم جعلها سهلة ومتاحة لكل مواطن عادي.
كيف يتم التحكم؟
يتابع الطالب محمد أيوب عن كيفية المتابعة قائلاً: التطبيق الخاص لهذه الغاية على الجوال يتحكم بنسبة الحموضة في الماء والتي يجب أن تكون ما بين 5.8 – 6.65، وهذه النسبة هي الحموضة المثالية للنباتات المزروعة من خلال الزراعة المائية، وفي حال اختلال النسبة يتم إشعار المتابع بتغيير النسبة فيبادر من خلال الجوال تعديل النسبة لتصبح النسبة المطلوبة، كذلك التحكم بالإضاءة والتحكم بملوحة الماء والتي تتراوح ما بين 5.1 إلى 5.2.
وأشار الطالب أيوب: من خلال الهاتف والتطبيق الخاص يتم تشغيل المضخات بشكل آلي كل 15 دقيقة والتوقف 3 دقائق إضافة إلى التحكم في عملية التبريد في فصل الصيف عن طريق تشغيل المراوح.
جدوى الزراعة المائية
يقول الطالب محمد أيوب: جدوى الزراعة المائية التي يتم التحكم بها من خلال الهاتف النقال (الجوال) أنها توفر الماء، فالماء ينساب في أنابيب خاصة إلى الأحواض الزجاجية بشكل دورة مائية، وتوفير الوقت على الشخص القائم على هذه الزراعة، إضافة إلى التوفير في المساحة، فعلى سبيل المثال 20 شتلة من الخس تحتاج إلى 50 سم فقط في صندوق زجاجي محكم، حيث تستطيع زراعة أشتال ضعف أو ثلاثة أضعاف الزراعة التقليدية، وسرعة نمو النبات وجودة الثمار مقارنة بالزراعة التقليدية.
ويضيف أيوب: من الفوائد المهمة في الزراعة المائية، التي يتم التحكم بها من خلال الجوال، أننا في هذه الطريقة تخلصنا بالكامل من أمراض التربة مثل النيماتودا، والفيوزاريوم وغيرها، إضافة إلى عدم استخدام المبيدات الحشرية، فهذه الزراعة آمنة صحياً، وثمارها ذات جودة عالية جداً وصحية لجسم الإنسان، ولا يوجد لها أي أضرار للبيئة، فهي صديقة للبيئة، وتوفر في مجال النفقات التشغيلية.
وأردف قائلاً: هذه الزراعة يستطيع أي شخص ممارستها ولا يشترط أن يكون مزارعاً وفي داخل البيت، فهي لا تحتاج إلى حيز كبير، وتستطيع ربة المنزل ممارستها بدون أي عناء، فلا حراثة ولا إزالة أعشاب.
وعن تكاليف هذه الزراعة، قال الطالب أيوب: في البداية نحتاج إلى بنية تحتية من هياكل من الزجاج وأنابيب بلاستيكية ومجسات صغيرة حتى تساعدنا في المراقبة الإلكترونية، ومن خلال تطبيق الهاتف الذكي، وفي قادم الأيام تبقى البنية التحتية قائمة ولا تكون ضمن التكاليف.
وأضاف: يمكن توسيع رقعة الزراعة المائية الذكية من خلال مساحة كبيرة، ويتم التحكم بها من خلال تطبيق الجوال، فهي سهلة جداً، وفيها جملة من التوفير في كل الاحتياجات المطلوبة.
رغبة
وعن رغبته بعد مشروع التخرج في الزراعة المائية الذكية، قال أيوب: أمنيتي أن يتم اعتماد هذا المشروع كأساس لمشروع إنتاجي على مستوى الوطن، فهذه الزراعة آمنة من جميع الجوانب، ويسهل السيطرة عليها عن بُعد وبدون تواجد مباشر.
المشرف على مشروع التخرج
“المجتمع” التقت المشرف على مشروع التخرج للطالب محمد أيوب، د. حسان أبو قاعود وقال: هذه المشروع نوعي ويمكن استخدامه على أرض الواقع، وهو مطبق خارج فلسطين بشكل أوسع، والفكرة ليست معقدة، والمراقبة الإلكترونية واستخدام التكنولوجيا، أكثر فعالية من المراقبة البشرية، فالعامل يشعر بالتعب والمرض والنسيان، بينما الحاسوب والجوال يتم الاعتماد عليهما عن بعد وأثناء السفر للخارج، ونحن في فلسطين نحتاج إلى هذه الزراعة المهمة كونها متاحة لكل مواطن، والاعتماد على مساحات كبيرة لم يعد ذات أهمية في ظل هذه الزراعة الحديثة المعتمدة على الماء.