أعرب زعماء الأحزاب السياسية في البرلمان التركي، عن رفضهم الشديد لمواقف الولايات المتحدة حيال تركيا في الأزمة الأخيرة بين البلدين.
ففي مقالة كتبها لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تحت عنوان “كيف ترى تركيا الأزمة مع الولايات المتحدة؟”، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن الخطوات أحادية الجانب التي تتخذها الولايات المتحدة ضد بلاده تلحق الضرر بمصالح أمريكا وأمنها فقط.
وشدد على أن قرار العقوبات غير مقبول وغير منطقي، ويلحق الضرر في نهاية المطاف بالصداقة طويلة الأمد بين البلدين.
وأضاف أردوغان أن على واشنطن أن تتخلى عن فكرتها الخاطئة، وأن العلاقات بين الطرفين يمكن أن تكون مخالفة لمبدأ الند للند، وأن تتقبل وجود بدائل أمام تركيا.
وفي خطاب ألقاه اليوم السبت في ولاية أوردو الشمالية، قال أردوغان: “أوجه الخطاب إلى مسؤولي الولايات المتحدة مجدداً، أنتم تتخلون عن شريك إستراتيجي في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مقابل قس، هذا أمر مؤسف”.
وأضاف: “إنهم يهددوننا (الولايات المتحدة)، لا يمكنهم إخضاع هذه الأمة عبر لغة التهديد إطلاقاً، نحن نفهم لغة القانون والحق”.
من جهته، قال رئيس البرلمان التركي بن علي يلدريم: “نرى أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة تتحول إلى حرب اقتصادية عالمية”.
وفي تغريدة له على موقع “تويتر”، اليوم السبت، أضاف يلدريم أن “المواقف العدائية التي استهدفت إيران ثم روسيا والآن تركيا في منطقة أوراسيا الواعدة، لن تعيق التعاون والتضامن بين دولنا.. على أمريكا التي لا حليف لها سوى الدولار أن تعلم ذلك”.
وعلى صعيد متصل، قال رئيس “الشعب الجمهوري” التركي، كمال قليجدار أوغلو: “كل تغريدة لترمب (بحق تركيا) تمس كرامة شعبنا وهذا أمر غير صائب ولا نقبله إطلاقاً.. كما لا نقبل من دولة نعدها حليفة لنا أن تتعامل مع تركيا بأسلوب عدائي”.
وفي مؤتمر صحفي، اليوم السبت، لفت قليجدار أوغلو إلى أن تطابق الرؤى وإجماعها في بلدنا حيال تغريدات ترمب ضد تركيا أمر غاية في الأهمية.
من جانبه، قال زعيم حزب “الحركة القومية”، دولت باهجة لي: إن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس الإرهاب الاقتصادي متذرعة بمواطنها أندرو برانسون، القس الموضوع قيد الإقامة الجبرية في تركيا.
جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في موقع “تويتر”، أمس الجمعة، وأكد باهجة لي أنّ السبب وراء ارتفاع سعر العملة الأجنبية أمام الليرة التركية ليس اقتصاديًا بل لأسباب سياسية وابتزازات دبلوماسية.
وأصدر تعليمات إلى حزبه بتحويل العملات الصعبة المقدمة لخزانته كمساعدات إلى الليرة التركية.
كما أعربت رئيسة حزب “إيي”، مرال أقشنر، عن وقوفها إلى جانب الحكومة الرئاسية.
وفي تصريحات أدلت بها أمس، قالت أقشنر: “حزبنا مستعد لتقديم كل أنواع الدعم للحكومة من أجل التغلب على المشكلات التي تهدد بقاء الأمة والدولة”.
وتواجه تركيا في الآونة الأخيرة حربًا اقتصادية من جانب قوى دولية؛ ما تسبب في تراجع سعر صرف الليرة، وارتفاع نسب التضخم في البلاد.
وأمس الجمعة، قال ترمب في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: إن “الليرة التركية تتراجع بسرعة أمام الدولار الأمريكي”.
وأعلن أنه صادق على مضاعفة الرسوم المفروضة على الصلب والألومنيوم القادم من تركيا، وذكر أن الرسوم ستكون بعد الآن بمعدل 20% في الألومنيوم، و50% في الصلب.
والأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن إدراج وزيري العدل والداخلية بالحكومة التركية على قائمة العقوبات، متذرعة بعدم الإفراج عن القس الأمريكي؛ ما دفع أنقرة إلى استخدام حقها في المعاملة بالمثل وتجميد الأصول المالية لوزيري العدل والداخلية الأمريكيين.
وقرر القضاء التركي حبس برانسون، في 9 ديسمبر 2016، على خلفية عدة تهم تضمنت ارتكابه جرائم باسم منظمتي “كولن” و”بي كا كا” الإرهابيتين تحت ستار وضعه كرجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما، قبل أن يصدر قرار قضائي بفرض الإقامة الجبرية عليه.