أعلن وزير الخارجية السوداني، عمر قمر الدين، الإثنين، عن تقديم بلاده اشتراطات للاتحاد الإفريقي للعودة لمفاوضات “ذات جدوى” في ملف سد النهضة، ملوحا بأن الخرطوم لديها “خيارات” أخرى.
جاء ذلك عقب إطلاع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان خلال لقائه بمكتبه بالخرطوم وزيري الري ياسر عباس، والخارجية، بشأن تطورات المفاوضات حول سد النهضة التي يرعاها الاتحاد.
ووفق بيان لمجلس السيادة، قال قمر الدين إن بلاده قدمت “اشتراطات (لم يوضحها) لجنوب إفريقيا باعتبارها رئيس الاتحاد الإفريقي للعودة إلى مفاوضات ذات جدوى حول السد“.
وأضاف: “السودان سيكون في عمل دؤوب لإيضاح رؤيته أملا بأن تكون الدورة الجديدة للاتحاد في فبراير جولة أخرى لتحقيق ما يصبو إليه وإلا سيكون له خيارات (لم يعلنها) فيما يلي هذا الملف“.
وأوضح أن “المفاوضات خلال الفترة الماضية لم تكن ذات جدوى لأنها تركزت بين الدول الثلاث مباشرة والتي تباعدت مواقفها منذ البداية”، مؤكدا تمسكه بلعب خبراء الاتحاد دورا أكبر لتذليل عملية التفاوض.
وأشار إلى احتجاج السودان للاتحاد الأفريقي وإثيوبيا على عزم أديس أبابا مواصلة عملية ملء السد للعام الثاني (في يوليو المقبل) بدون اتفاق، واصفا ما يتم بأنه “خرق للقانون الدولي“.
وفي 4 يناير الجاري، رفضت الخرطوم المشاركة في اجتماع ثلاثي عبر الفيديو كونفرانس مع مصر وإثيوبيا حول سد “النهضة”، قالت إنه لم يقر مطلبها بخصوص تعظيم دور خبراء الاتحاد الإفريقي والمراقبين عبر اجتماعات ثنائية.
قبل أن تعلن الأحد فشل اجتماع سداسي بين وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا في التوصل إلى صيغة مقبولة لمواصلة التفاوض حول سد “النهضة”، ورفع الأمر للاتحاد الإفريقي.
وتخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة حول السد، على مدار 9 سنوات مضت، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت ومحاولة فرض حلول غير واقعية.
وتصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل سلبا.