التقىت حسن البنا عام 1946 أنا وشقيقي عبد العزيز في الحجاز وأهدى لنا كتاب “حضارة العرب” لجوستاف لوبون – وكتاب عن القبائل العربية يسمي “الرحلة الحجازية”
التقىت حسن البنا عام 1946 أنا وشقيقي عبد العزيز في الحجاز وأهدى لنا كتاب “حضارة العرب” لجوستاف لوبون – وكتاب عن القبائل العربية يسمي “الرحلة الحجازية”
وافق أول مجلس أمة في الكويت علي مشروع بمنع الخمر ثم أقره نائب الأمير لأن الأمير كان في زيارة للهند آنذاك
منعنا استيراد لحم الخنزير- الذي كان أطفالنا يأكلونه وهم لا يدرون- في قانون لتنظيم استيراد الأطعمة قدمه محمد صقر المعوشرجي ووافق عليه مجلس الأمة
عبد الناصر أصدر حكما بسجني خمس سنوات والأسد الأب حاول اغتيالي ثلاث مرات وحاول تفجير جمعية الإصلاح بسبب موقفنا من مجازر حماة
——————————
ولد العم عبد الله العلى المطوع عام 1345ه ي الموافق 1926 م ونشأ في أجواء عائلية متدينة. وعند بلوغه سن ال14 عاما اشتغل بالتجارة مهنة الآباء والأجداد في ظل ثقة والده التي كان محلا لها حيث أظهر تفوقا في إدارتها والإشراف عليها.
تلقى تعليمه مع أبناء جيله في مدرسة ملا عثمان نسبة لعائلة عبد اللطيف العثمان ومدرستا المباركية والاحمدية. كان رحمه الذي امتد به العطاء ل80 عاما يتمتع بصلات قوية مع الجميع داخل الكويت وخارجها وبخاصة المنتمين للحركات الاسلامية وفي مقدمتها حركة الاخوان المسلمين واتاح له اشتغال والده في التجارة التعرف على التجار الذين يقصدون والده من كل حدب وصوب وخصوصا الذين كانوا يأتون من البادية وبعض البلاد كالسعودية والعراق وغيرها.
لقاءه بمؤسس دعوة الإخوان الإمام حسن البنا
التقى العم عبد الله المطوع وشقيقه عبد العزيز مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا عام 1946 في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحضرا له محاضرة في المدينة المنورة، وأهدى لهما البنا كتابين، الأول: كتاب “حضارة العرب” للمؤلف الفرنسي جوستاف لوبون – وهو كتاب يشيد بالحضارة العربية والإسلامية ومزود بالرسوم – وكان من نصيب أخيه عبد العزيز والكتاب الثاني هو”الرحلة الحجازية” وهو كتاب نادر يتحدث عن القبائل العربية الموجودة في الساحة وتعداد الحجيج والمحمل الذي كانت ترسل به كسوة الكعبة من مصر وبعض الصور القديمة وكان من نصيب عبد الله المطوع ( العم أبو بدر ) ، وقد كتب البنا بخط يده ذكرى تحث على الأخوة في الله وتذكر بهذا اللقاء في الحرمين الشريفين ووقعه بتوقيعه
حياة حافلة بالعمل الخيري
أسهم في تأسيس جمعية الارشاد الاسلامي في عام 1370 هي 1950 م كأول عمل إسلامي مؤسسي في الكويت .
وفي مطلع الستينيات أسس جمعية الاصلاح الاجتماعي التي سارت على أهداف ومباديء جمعية الارشاد وترأس مجلس ادارة الجمعية في عام 1976 حتى وفاته فييوم الأحد الموافق 3/9/2006 م .
وكان يرحمه الله من أبرز رجالات العمل الخيري محبا له ومنفقا سخيا على كل أوجه البر والخير.
منع الخمر في الكويت
كانت هناك شركة إنجليزية تعرف باسم “كري مكنزي” توزع الخمور في الكويت تحت غطاء أنها للأجانب، وانتشرت الخمور بشكل كبير في الكويت، وعندئذ قام مع آخرين بجمع توقيعات لآلاف المواطنين على عرائض تطالب السلطة بمنع الخمور، وكان ذلك في بداية استقلال الكويت، ولكن السلطة لم تستجب لمطالبهم !
ومع أول مجلس أمة تشكل في الكويت بعد الاستقلال يقول أبو بدر رحمه الله إن السيد يوسف هاشم الرفاعي وكان وزيرًا حينذاك نصحنا بالاتصال بالمستشار حسن العشماوي لنستعين به في إعداد مشروع قانون لمنع الخمر في الكويت وقد كان .
أعددنا مشروع قانون ووقَّع عليه 6 من أعضاء مجلس الأمة حسب الدستور، وقد صوَّت عليه أعضاء المجلس بالإجماع ما عدا عضو واحد، وقدم الموضوع للأمير الشيخ عبد الله السالم للتصديق عليه إلا أنه أعاده إلى المجلس لدراسته، فكانت النتيجة السابقة نفسها الإجماع باستثناء عضو واحد، فكان الأمير أمام خيارين إما أن يقوم بحل المجلس أو التصديق على مشروع القانون، لكن شاء الله وسافر إلى الهند في سفرة خاصة، فجاء نائب الأمير الشيخ صباح السالم الذي أصبح أميرًا بعد وفاة أخيه الشيخ عبد الله وصدّق على مشروع القانون. كما تمكن أيضا مع المخلصين من أبناء الكويت أيضًا من منع بيع الخمر على متن الخطوط الجوية الكويتية أيضاعن طريق المجلس.
وقف إنشاء المسرح الراقص
يقول العم أبو بدر يرحمه الله “قام أحد المواطنين بإنشاء مسرحا للرقص في منطقة النقرة فاتصلنا بكبار المسئولين، كما اتصلنا بالشيخ يوسف بن عيسى القناعي الذي كان رئيسًا لمحكمة التمييز ورئيسًا فخريا لجمعية الإرشاد، اتصلنا به، وأوضحنا له أبعاد الموضوع وخطورة مثل هذا المسرح على أبنائنا، فرفع كتابًا لأمير الكويت يطالبه بعدم إنشاء هذا المسرح حفاظًا على أخلاقيات المجتمع، لكن الشيخ عبد الله السالم أمير الكويت آنذاك رد عليه بما معناه أن فكرة المسارح قائمة حتى في المدارس، ولم يستجب لمطلبه
وعندئذ اتصلنا بالمهندس “ظافر الشوا” وكان من أهل غزة الطيبين، وكان يعمل في البلدية، وتحديدًا في مجال تخطيط الشوارع فشرحنا له الموضوع ومخاطره، وكان المسرح ما زال تحت الإنشاء، فتجاوب معنا وفي أثناء تصميمه للشوارع خطط لأن يكون هناك شارع يمر بمكان المسرح وانتهى الأمر”
منع الخنزير
يقول أبو بدر يرحمه الله ” كان لحم الخنزير منتشرًا في الكويت، وأطفالنا يأكلونه دون أن يعرفوا ماذا يأكلون!!، وبفضل الله حاولنا منع ذلك بشتى الوسائل، حيث أسهمنا في استصدار قانون يحرم بيع واستيراد الخنزير، وكانت البداية من خلال توجيه سؤال في مجلس الأمة من قبل مبارك الحجرف لوزير التجارة آنذاك الشيخ عبد الله الجابر، مفاده لماذا لا يمنع استيراد لحوم الخنزير وتداولها داخل الكويت؟ إضافة إلى ذلك كان يترأس البلدية آنذاك محمد صقر المعوشرجي وهو رجل فاضل يري ضرورة تطهير الكويت من المحرمات فوضع قانونًا لتقنين استيراد الأطعمة ومن بين مواده منع استيراد لحم الخنزير وأُرسل القانون إلى مجلس الأمة، فتمت الموافقة عليه، وبعد ذلك تم توجيه إنذار لكل المطاعم التي تتعامل في هذه اللحوم ونظمت حملات تفتيشية، قامت بمصادرة جميع لحوم الخنزير الموجودة وإحراقها، كما منعت أي مواد فيها لحوم الخنزير من دخول البلاد”
استهدافه من قبل الأنظمة المستبدة
خمس سنوات سجن لعبد الله العلي المطوع–
قصة استهداف الراحل الكبير عبد الله المطوع بدأت مع محنة الإخوان المسلمين في عهد عبد الناصر حيث حكم عليه بالسجن خمس سنوات مع الشغل والنفاذ لقيامه بإرسال بعض المساعدات للأسرة المنكوبة بطغيان عبد الناصر عن طريق وسيط فلسطيني من تجار غزة.السيد صادق المزيني وهو رجل هزته السياسات المتعسفة للنظام الناصري ضد الإخوان لا لشيء إلا لأنهم من الإخوان المسلمين.
كانت هذه الأحكام غير مستغربة من النظام الناصري “الجائر ” حسب تعبير الراحل الكبير يرحمه الله ،ولكن وجه الاستغراب كان في أن الحكم صدر ضد مواطن كويتي وليس مصر ، إلا أن أمير الكويت آنذاك الشيخ صباح السالم الصباح قال: “لن نمكنهم منه”.
بعث سوريا يحاول قتله وتفجير جمعية الإصلاح الاجتماعي
كان لابد أن تكون مواقف أبو بدر رافضة لجرائم النظام البعثي الدموي في مدينة حماة وقامت مجلة المجتمع التي كان يرأس مجلس إدارتها حتي وفاته بفضح جرائم البعث فكان من الطبيعي أن يؤدي هذا إلي محاولة النظام السوري تصفيته وتفجير جمعية الإصلاح .
يقول أبو بدر رحمه الله ” قام عبد الحليم خدام نائب حافظ الأسد باستدعاء السفير الكويتي في دمشق السيد عبد اللطيف مسلم القناعي وكان غاضبا جدا وقال له (نحن لسنا عاجزين عن تصفية عبد الله العلي المطوع ،فأخبر السفير حكومته وأخبرني صديق سوري عن نية البعث بتصفيتي وخطط البعث للقيام بتفجير جمعية الإصلاح وقد حاولوا تفجيرها بالفعل إلا أن شابا كويتيا اكتشف القنبلة فأبلغنا الجيش والشرطة اللذان قاما بإبطالها
وقد قامت السلطات الكويتية بالتحقيق في الحادثة التي تبين أن الجناة هم الملحق العسكري السوري الذي فر من البلاد وأحد العملاء الذي قبض عليه وحوكم علي تلك الجناية
وقد وقعت محاولتان أخريان قام بإحداهما مواطن عراقي تم إرساله للكويت لاغتيال العم أبو بدر إلا أن أمره افتضح وقتل من قبل مخابرات البعث العراقي في الكويت قرب شارع فهد السالم
أما المحاولة الثانية كانت لشاب فلسطيني يقول العم أبو بدر : جاء هذا الشاب بسيارة مرسيدس مخصصة لقتلي عن طريق البر ولكن ضمير الشاب الفلسطيني استيقظ وأبلغنا في جمعية الاصلاح وأبلغ السلطات عن شريك له (زوج أخته) وعن مخطط لقتلي وقتل الشيخ أحمد القطان الذي كان يشن حملة شعواء من علي المنبر علي البعث السوري آنذاك بسبب مجازر حماة. وتحسبا لمحاولة السلطات السورية لاغتياله قام أبو بدر يرحمه الله بشراء سيارة واقية من الرصاص لتنقلاته.