بالتزامن مع استمرار حملات السلطات الأمنية الألمانية ضد حركة “مواطني الرايخ” اليمينية المتطرفة، المتهمة بمحاولة تنفيذ انقلاب على السلطات الدستورية الألمانية مؤخراً، جدد الأزهر الشريف تحذيره من استمرار تجاهل أخطار تلك الجماعات في الدول الغربية، سواء على المسلمين أو على البلاد ذاتها، ودعا إلى اتخاذ كافة التدابير الأمنية لمواجهة فكرها الهدام الذي يقف وراء حملات “الإسلاموفوبيا” ونشر الكراهية والتمييز ضد المسلمين والعرب.
“المجتمع” تنشر خريطة بأبرز مروجي “الإسلاموفوبيا” في الغرب، من واقع وثائق الأزهر الشريف وبيانات مرصده لمكافحة التطرف، الذي يدق ناقوس الخطر تكراراً ومراراً، من استمرار تجاهل القارة البيضاء لخطر اليمين المتطرف الذي بات واضحاً أنه لا يقتصر على المسلمين فقط.
المرصد الأزهري يحذر من خطر الأحزاب اليمينية على أوروبا
“مواطنو الرايخ” و”البقائيون” “والبديل” و”بيجيدا” في ألمانيا
ووضع الأزهر الشريف 4 جماعات يمينية متطرفة في ألمانيا، على قائمة مروجي “الإسلاموفوبيا”، وهم: حركة “مواطني الرايخ” وجماعة “البقائيين”، وحزب “البديل من أجل ألمانيا”، وحركة “بيجيدا”.
ومنذ يوليو 2018، حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من حركة “مواطني الرايخ” المتطرفة، التي تورطت في الأيام الأخيرة في الانقلاب الفاشل بالبلاد.
وأكد المرصد، في تقرير رسمي له وقتها، أن الحركة تشكل خطرا كبيراً على المجتمع الألماني بصفة عامة وعلى الأجانب واللاجئين والمسلمين بصفة خاصة، حيث سجلت السلطات كثيراً من اعتداءاتهم على اللاجئين وعلى المساجد داخل ألمانيا.
وفي عام 2019، لفت الأزهر الانتباه إلى خطورة حركة “البقائيين” الألمانية اليمينية المتطرفة، التي أعلنت أنها تجهز نفسها للقيام بحرب أهلية ضد العرب والمسلمين، وتتدرب على عمليات قتل متخيَّلة ضد العرب واللاجئين، بالتنسيق مع متطرفي “مواطني الرايخ”.
كما حذر الأزهر من حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف الذي تأسس عام 2013، ويتبنى سياسات مناهضة للاجئين والمسلمين، الذي نجح في الوصول إلى البرلمان الألماني عام 2017، عبر خطاب شعبوي يتخذ من التحريض ضد المسلمين دعاية لتحقيق مكاسب سياسية ما يقوض فرص التعايش على المجتمع الألماني.
خطورة “البقائيين” و”البديل” و”بيجيدا” كخطورة “مواطني الرايخ” الألمان
وأشار المرصد الأزهري إلى أن حركة “بيجيدا” المتطرفة ترفع شعارات القومية التي تمجد العرق الأبيض وتتخذ الهجوم على الإسلام والمسلمين ستاراً ومطية لتحقيق أهداف خبيثة، كما انتقلت من ألمانيا إلى بريطانيا مؤخراً.
حزب “فوكس” و”النازيون الجدد” في إسبانيا
وعلى قائمة الأزهر السوداء لمروجي “الإسلاموفوبيا”، في إسبانيا، حزب “فوكس” اليميني المتطرف وحركة “النازيون الجدد”.
وفي تقرير حديث لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، حمل عنوان “تطور ظاهرة الإسلاموفوبيا في إسبانيا خلال عام 2021″، حذر الأزهر من تفاقم الظاهرة في بلاد الأندلس بسبب اليمين المتطرف وخطاباته العدائية.
ويعد حزب “فوكس” اليميني المتطرف في إسبانيا أبرز الجماعات التي حذر منها مرصد الأزهر، وفق التقرير، حيث يعتبره ظهير تغذية “الإسلاموفوبيا” في البلاد، الذي يقود خطابات معادية للأجانب والمسلمين خاصة، ويرفض هجرتهم إلى إسبانيا، ويحرض ضد حجاب المسلمات في الأماكن العامة وفي العمل، بجانب اعتراضه على تدريس مادة التربية الدينية الإسلامية في المدارس الإسبانية العامة.
ولفت مرصد الأزهر الانتباه إلى خطر جماعة “النازيين الجدد” في إسبانيا والمعروفة بـ”باستيون فرونتال”، التي تقوم بالتحريض على جرائم كراهية وعنف ضد المسلمين؛ ما دفع النيابة العامة الإسبانية إلى ملاحقة ماريا إيزابيل بيرالتا، إحدى النازيات الجدد، على خلفية تلك الاتهامات.
“فوكس” و”النازيون الجدد” يهددان الإسبان و”أخوة إيطاليا” يعيد الفاشية
أحزب فاشية ومتطرفة في إيطاليا
ويتصدر خريطة اليمين المتطرف في إيطاليا 3 أحزاب، هي: حزب “إخوة إيطاليا” وهو حزب فاشي برئاسة جورجيا ميلوني، وحزب “الرابطة” بزعامة ماتيو سالفيني، وحزب “فورتسا إيطاليا” بزعامة سيلفيو برلوسكوني.
وحذر الأزهر، في تقريرين حديثين، في يوليو وأغسطس الماضيين، من أن اليمين المتطرف في إيطاليا يقدم خطاباً عنصرياً ضد الأجانب بشكل عام، والمسلمين بشكل خاص، وأنه يستغل حاجة المسلمين إلى بناء المساجد في الترويج المغلوط إلى فكرة “أسلمة إيطاليا” وإثارة مخاوف المجتمع الإيطالي، عبر تبني خطاب “الإسلاموفوبيا”، لتشويه صورة المجتمع الإسلامي، واستدعاء شعارات الدفاع عن الهوية الإيطالية الكاثوليكية للبلاد.
“التجمع الوطني” و”جيل الهوية” بفرنسا
وفي فرنسا، يبزر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف برئاسة مارين لوبان في واجهة مروجي “الإسلاموفوبيا” بالبلاد، فيما تعد منظمة “جيل الهوية” اليمنية المتطرفة من أخطر الكيانات المناهضة للمسلمين التي صدر قرار من السلطات الفرنسية بحلها، قابلته بالرفض معظم أحزاب اليمين المتطرف ومنها “التجمع الوطني”.
واتهم مرصد الأزهر، في تقرير حديث له، مارين لوبان وحزبها بأنهما يشنان حرباً ضد الإسلام في فرنسا، فيما اعتبر تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق فرانسوا فيون، الذي زعم فيها أن الإسلام فقط هو من يشكل اليوم مشكلة في الجمهورية الفرنسية، تهدد مستقبل المسلمين بفرنسا.
وأوضح المرصد، في ديسمبر 2019، أن مؤشر “الإسلاموفوبيا” في فرنسا في تصاعد مؤسف خلال السنوات الخمس الأخيرة.
لوبان وبالودان وفيلدرز.. رؤوس التطرف في فرنسا والدنمارك وهولندا
“تشديد الاتجاه” بالدنمارك و”الحرية” بهولندا
ويتهم مرصد الأزهر حزب “تشديد الاتجاه -سترام كورس” اليميني المتطرف في الدنمارك بزعامة العنصري المتطرف راسموس بالودان بقيادة حملات الكراهية ضد المسلمين.
وأدان الأزهر حرق بالودان المصحف الشريف مرتين في أبريل ومايو الماضيين، في مقر إقامته بالسويد، تحت حماية الشرطة، في تكرار لجريمته في عام 2019 بحرق نسخ من القرآن الكريم أمام مبنى البرلمان الدنماركي، رفضاً لأداء المسلمين صلاة الجمعة.
ويصنف مرصد الأزهر “حزب الحرية” اليميني المتطرف بهولندا وزعيمه خيرت فيلدرز بأنه أبرز أحزاب اليمين المتطرف في هولندا وأوروبا، حيث يحرص فيلدرز دائماً على إثارة الكراهية ضد المسلمين وثوابت الإسلام.
وحذر المرصد من مغبة استمرار الدعواتِ التي يطلقها فيلدرز، ومن بينها تنظيم مسابقة لتصميم رسوم كاريكاتورية لنبي الإسلام محمد ﷺ.
“الفجر الذهبي” باليونان
ويعتبر حزب “الفجر الذهبي” اليميني المتطرف صاحب الدور الرئيس في تغذية وإذكاء ظاهرة “الإسلاموفوبيا” وشعور الكراهية تجاه المسلمين في اليونان، بحسب تقرير لمرصد الأزهر، في سبتمبر الماضي.
وأوضح المرصد الأزهري أنه منذ عام 2010 حين ظهر هذا الحزب للمرة الأولى في الانتخابات المحلية في أثينا، وهو يواصل إنتاج وتصدير خطاب الكراهية صراحة ضد الإسلام والمسلمين عبر الموقع الرسمي للحزب، تحت ذريعة أن وصول المهاجرين واللاجئين المتواصل إلى اليونان سيؤدي في النهاية إلى أسلمتها.
عودة الفاشية والنازية الجديدة
وفي تقدير موقف، نشره مرصد الأزهر في مطلع نوفمبر الماضي تحت عنوان “اليمين المتطرف يهدد بعودة الفاشية والنازية الجديدة إلى أوروبا”، حذر الأزهر من تطورات غير مأمونة العواقب في المستقبل بعدما شهدت بعض دول الاتحاد الأوروبي خلال الفترة الماضية صعوداً غير مسبوق لأحزاب اليمين المتطرف في إطار عمليات انتخابية يسودها الخطاب العنصري والشعبوي على عدة مستويات وطنية، خلال الأشهر الماضية.
وأوضح المرصد أن المخاوف تزداد في إيطاليا بعد فوز حزب “أخوة إيطاليا” في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بجانب فوز حزب “فوكس” الإسباني بعدد 52 مقعداً في البرلمان الحالي، وحصول حركة “الديموقراطيون السويديون” اليمينية المتطرفة على ثاني أكبر قوة تصويتية في انتخابات سبتمبر 2022، وفوز حزب “بريكسيت” بزعامة السياسي الشعبوي نايجل فاراج بنسبة 30% من الأصوات البريطانية، وامتلاك حزب مارين لوبان 88 نائباً في الجمعية الوطنية الفرنسية، وتواجد حزب “البديل” الألماني بقوة في مدن ألمانيا الشرقية مثل “ساكسونيا” و”تورينجن”.