في اليوم الواحد، قد يمر المرء في حياته الاجتماعية بأكثر من مجلس؛ بين العائلة، أو الأصدقاء، أو زملاء العمل.. وقد يغفل عن زينة لازمة وضرورية، فإن لكل شيء زينة، وزينة المجالس آدابها.
قواعد وآداب المجلس التي حض عليها الإسلام في الكتاب والسُّنة، تجمع بين الضوابط الشرعية وقواعد الذوق الحديثة، وهي:
1- الاستئذان:
من السُّنة النبوية أن يلقي المرء السلام، ثم يستأذن، فيقوم عند الباب بحيث لا ينظر إلى من في داخله، ثم يقول: السلام عليكم، أأدخل؟ فإن لم يجبه أحد، قال ذلك ثانية وثالثة، فإن لم يجبه أحدٌ ينصرف.
روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع».
2- الجلوس حيث انتهاء المجلس:
من أدب المجالس أن نجلس حيث يجلسنا أهل البيت، فهم أعلم بعورة بيتهم منا، وأن نفسح لبعضنا بعضاً، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يُقيمن أحدكم رجلًا من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن توسعوا وتفسحوا».
3- إفساح المكان للغير:
على المرء أن يفسح لأخيه في المجلس، تلبية لأمر الله؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ) (المجادلة: 11).
4- الأمانة:
يجب أن يكون الحاضر أميناً فيحفظ أسرار المجلس، فلا ينشر سراً أذيع فيه، ولا يكشف عورة اطلع عليها، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «المجالس بالأمانة».
5- عدم التناجي:
إذا كان في المجلس الواحد ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الثالث مراعاة لمشاعره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يُحزنه».
6- عدم الانفراد بالحديث:
ينصح كذلك بعدم استئثار أحد بالحديث، بل من الذوق منح الفرصة للغير المشاركة فيه.
7- النظر للمتحدث:
من حسن الاستماع النظر للمتحدث، والإنصات إليه.
8- تجنب كثرة الكلام:
على المتحدث ألا يُمل الجالسين بكثرة الكلام، عن الحسن رحمه الله قال: «حدثوا الناس ما أقبلوا عليكم بوجوههم، فإذا التفتوا فاعلموا أن لهم حاجات».
9- ذكر كفارة المجلس:
يستحب مع كل مجلس الذكر والدعاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جلس في مجلس، فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك».
10- المصافحة عند المغادرة:
يستحب مصافحة الآخرين عند المغادرة، لتوثيق روابط المودة والألفة، وإظهار التقدير لهم.