وصول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إلى فلسطين وفتح بيت المقدس
عام 12هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 21 نوفمبر 644م، كتب يزيد بن أبي سفيان (رضي الله عنه) أحد قادة جيوش الفتح بالشام، إلى الخليفة أبي بكر الصدّيق (رضي الله عنه) يقول: “بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فإن ملك الروم هرقل لما بلغه مسيرنا إليه ألقى الله الرعب في قلبه، فتحمّل، فنزل إلى أنطاكية وخلف أمراء من جنده على مدائن الشام وأمرهم بقتالنا وقد تيسروا لنا واستعدوا، وقد أخبرنا مسالمة الشام أن هرقل استنفر أهل مملكته وأنهم قد جاؤوا يجؤون الشوك والشجر فمرنا بأمرك، وعجّل في ذلك برأيك، نتبعه إن شاء الله.. ونسأل الله النصر والصبر والفتح وعافية المسلمين”.
عام 15هـ:
وصول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إلى فلسطين وفتح بيت المقدس: في 13 رمضان 15هـ الموافق 18 أكتوبر 636م وصل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى فلسطين بعد معارك ضارية لجنود الإسلام لفتح ديار الشام، وتسلم مفاتيح مدينة القدس وكتب لأهلها يؤمن أرواحهم وأموالهم.
عام 40هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 19 يناير 661م، رحل أبو لبابة، هو بشر بن عبدالمنذر بن رفاعة، من بني عمرو بن عوف، هو من الأنصار، كُنّي بأبي لبابة؛ لأن ابنته كانت تُسمى لبابة، نشأ في المدينة المنّورة، وكانت قبيلته متحالفة مع اليهود، اتصل بدعاة الإسلام الذين بعثهم الرسول مُحَمّد (عليه الصلاة والسلام) إلى المدينة، وأسلم على يديهم، شارك في عديد من غزوات المسلمين، منها “بدر” و”أُحد”، واستخلفه الرسول على المدينة مرتين، كان من رواة الحديث، ونزلت آيتين في القرآن الكريم تشيران إلى حادثتين وقعتا لأبي لبابة، شعر بأنه أغضب الله غزّ وجّل لما قدّم نصيحة إلى اليهود الذين كانوا بالمدينة المنّورة، فندم على ذلك فأضرب عن الطعام.
ونزلت آية “لا تخونوا الله”؛ فقرر التكفير عن ذنبه وراح إلى المسجد وربط نفسه إلى سارية، مازالت هذه السارية إلى يومنا تحمل اسمه، وبقي مربوطاً إلى السارية ست ليال حتى خارت قواه ونزلت آية أخرى: “وآخرون اعترفوا بذنوبهم”، ولم يزل هكذا حتى جاءه الرسول (صلى الله عليه وسلّم) وفكّ وثاقه إشارة إلى غفران الله له، توفي أبو لبابة في خلافة الإمام عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) ودُفن بمدينة قابس في تونس، وقبره يزار إلى اليوم.
عام 67هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، سجّل ظهور الطاعون وانتشاره في الحجاز، وسُمّي “الطاعون الجارف”، لأنه كان يجرفُ من يتعرض له ولا يهرب منه، وقد كان ذلك أيام حكم عبدالله بن الزبير للحجاز، كان إجمالي ما مات بذلك الطاعون حوالي مائتي ألف شخص، منهم ثمانون ولداً للصحابي الجليل أنس بن مالك (رضي الله عنه).
عام 95هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، توفي الحجاج الثقفي، هو الحجاج بن يوسف الثقفي، والي الكوفة الواقعة في العراق أيام الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، ساعد الحجاج الأمويين كثيراً في تثبيت أركان حكمهم، وأهم ما فعله هو القضاء على دولة عبدالله بن الزبير، التي أعلنها عام 63هـ بعد رفضه مبايعة يزيد، وقد بايعه أهل الحجاز على ذلك.
احتل الحجاج بن يوسف الثقفي مكانة متميزة بين أعلام الإسلام، ويندر أن تقرأ كتاباً في التاريخ أو الأدب ليس فيه ذكر للحجاج الذي خرج من سواد الناس إلى الصدارة بين الرجال وصانعي التاريخ بملكاته الفردية ومواهبه الفذة في القيادة والإدارة.
وعلى قدر شهرة الحجاج كانت شهرة ما نُسب إليه من مظالم؛ حتى عدَّه كثير من المؤرخين صورة مجسمة للظلم، ومثالاً بالغاً للطغيان، وأصبح ذكر اسمه يستدعي في الحال معاني الظلم والاستبداد، وضاعت أعمال الحجاج الجليلة بين ركام الروايات التي تروي مفاسده وتعطشه للدماء، وإسرافه في انتهاكها، وأضافت بعض الأدبيات التاريخية إلى حياته ما لم يحدث حتى صار شخصية أسطورية بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، وقليل من المؤرخين من أنصف الحجاج، ورد له ما يستحق من تقدير.
وإذا كان الجانب المظلم قد طغى على صورة الحجاج، فإننا سنحاول إبراز الجانب الآخر المشرق في حياته، والمؤثر في تاريخ المسلمين حتى تستبين شخصية الحجاج بحلوها ومرها وخيرها وشرها.
المولد والنشأة:
في الطائف كان مولد الحجاج بن يوسف الثقفي في عام (41هـ/ 661م)، ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف، وكان أبوه رجلاً تقياً على جانب من العلم والفضل، وقضى معظم حياته في الطائف، يعلِّم أبناءها القرآن الكريم دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجراً.
حفظ الحجاج القرآن على يد أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبدالله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل وهو في بداية حياته بتعليم الصبيان، شأنه في ذلك شأن أبيه.
وكان لنشأة الحجاج في الطائف أثر بالغ في فصاحته؛ حيث كان على اتصال بقبيلة هذيل أفصح العرب، فشب خطيباً، حتى قال عنه أبو عمرو بن العلاء: “ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج”، وتشهد خطبه بمقدرة فائقة في البلاغة والبيان.
اختلف المؤرخون القدماء والمحدثون في شخصية الحجاج بن يوسف بين مدح وذم، وتأييد لسياسته ومعارضة لها، ولكن الحكم عليه دون دراسة عصره المشحون بالفتن والقلاقل ولجوء خصوم الدولة إلى السيف في التعبير عن معارضتهم لسياسته أمر محفوف بالمزالق، ويؤدي إلى نتيجة غير موضوعية بعيدة عن الأمانة والنزاهة.
ولا يختلف أحد في أنه اتبع أسلوباً حازماً مبالغاً فيه، وأسرف في قتل الخارجين على الدولة، وهو الأمر الذي أدانه عليه أكثر المؤرخين، ولكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والقلاقل التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.
ويقف ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول: “إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصاً على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيراً، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم”.
وقد وضعت دراسات تاريخية حديثة عن الحجاج، وبعضها كان أطروحات علمية حاولت إنصاف الحجاج وتقديم صورته الحقيقية التي طمس معالمها وملامحها ركام الروايات التاريخية الكثيرة.. وتوفي الحجاج بمدينة واسط في مثل هذا اليوم.
عام 202هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 25 مارس 818م، قامت انتفاضة أهل “ربض شقندا” ضد الأمير الحكم بن هشام وقامت قرطبة قياماً عاماً على حكم أحد الأمراء، وكادوا يقضون عليه، لو أن قيادتهم لم توفّق إلى تثبيتهم أمام جند الأمير وقواده، وانتهى الأمر بالقضاء على الحركة قضاءً مروعاً، فقتل ألوف الناس، وقضى الحكم بإخلاء منطقة “الربض” من سكانه فخرجوا ألوفاً، استقر بعضهم في المغرب، وسارت بقيتهم في البحر، ونزلوا بالإسكندرية واستولوا عليها.
عام 414هـ:
مبايعة عبدالرحمن بن هشام بالخلافة في قرطبة:
في الثالث عشر من شهر رمضان عام 414هـ الموافق 28 نوفمبر 1023م، بويع عبدالرحمن بن هشام بالخلافة في قرطبة، وهو أموي تلقب بالمستظهر بالله، وكانت خلافته لمدة شهر واحد وسبعة عشر يوماً.
عام 484هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، أقيمت أول صلاة جمعة بجامع الجيوش بجبل المقطم في القاهرة، هذا المسجد بناه بدر الجمالي والي عكا، الذي استدعاه الخليفة المستنصر بالله الفاطمي، إثر سوء الأحوال في مصر، نتيجة ضائقة اقتصادية شديدة، شهدت أياماً سوداء، عُرفت باسم “الشّدة العظمى”.
عام 599هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك توفي إسماعيل بن مُحَمّد بن حسّان، القاضي أبو طاهر الأسواني الأنصاري، رحل إلى بغداد وتفقه على ابن فَضلان، ورجع فأقام بأسوان حاكماً مدرّساً.
عام 625هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، اتّجه إلى الديار الشامية الملك الكامل صاحب مصر، وقد نزل في طريقه إلى الشام في ظاهر غزة، وقام بتعديلات إدارية عديدة، وأمر عليّ بن يوسف بأن يتولى أمر نابلس والقدس.
عام 756هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وكان يصادف يوم الجمعة، رحل المسند المُعمّر شمس الدين أبو عبدالله مُحَمّد، ابن المُحّدَث نجم الدين إسماعيل بن إبراهيم بن سالم الدمشقي، المعروف بابن الخَبَّاز، بدمشق، وصلي عليه من يومه بجامعها ودُفن بمقابر باب الصغير، حَدَّث كثيراً وطال عمره وانتُفعَ به وكان رجلاً صالحاً.
عام 758هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وكان يوم الأربعاء منه، رحل المسند المُعَمَّر شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن عبدالرحمن بن مُحَمّد بن عبدالله المَرْدَاويِ الصالحي الحريري، توفي ببستان الأعسَر بظاهر مدينة دمشق، وصُلي عليه بالجامع المُظَفَّرِي ودُفن بمقبرة المرداويين، سمع من يحيى بن الحنبلي، وابن بخاري وغيرهما، وأجاز له جماعة وحَدَّث كثيراً.
عام 1199هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك مولد السلطان العثماني محمود الثاني، أحد سلاطين الدولة العثمانية، صدرت في عهده التنظيمات العثمانية التي كانت خطوة على طريق الإصلاح، وقضى على فرقة الانكشارية التي كانت في أخريات عهدها من معوقات التقدم، تقلد السلطان محمود الثاني مقاليد الخلافة العثمانية سنة (1199هـ/ 1784م) وهو في الرابعة والعشرين من عمره، واستقر عزمه على أن يمضي في طريق الإصلاح الذي سلكه بعض أسلافه من الخلفاء العثمانيين، ورأى أن يبدأ بالإصلاح الحربي، فكلف الصدر الأعظم “مصطفى البيرقدار” بتنظيم الإنكشارية وإصلاح أحوالهم، وإجبارهم على اتباع التنظيمات القديمة الموضوعة منذ عهد السلطان سليمان القانوني وأُهملت شيئاً فشيئاً، امتاز السلطان محمود الثاني بالشخصية القوية والهمة العالية، والعزيمة الصادقة، حاول جاهداً أن يعيد للدولة مكانتها، لكن الأحداث الدولية لم تساعده، وأنهكته الحروب مع روسيا، وشغلته حروبه مع مُحَمّد علي والي مصر الطموح الذي تطلع إلى ضم أجزاء كبيرة من الدولة، ووقعت الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي في عام (1245هـ/ 1830م)، تعرض السلطان للإصابة بعدوى السل، ولما اشتد به المرض نُقل إلى إحدى ضواحي إسطنبول للاستشفاء بهوائها النقي، ثم لم يلبث أن عاجلته المنية في (19 ربيع الآخر 1255هـ/ 2 يوليو 1839م) وخلفه السلطان عبدالمجيد.
عام 1265هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، توفي والي مصر مُحَمّد علي باشا، شبّ مُحَمّد علي في ألبانيا والتحق بالجيش العثماني التركي، قدم إلى مصر للمرة الأولى جندياً ضمن جنود الحامية التركية التي جاءت إلى مصر لطرد المحتل الفرنسي منها، غير أنه ما لبث أن استقر بها وصار حاكماً فعلياً لها، بعد حمل السلطان العثماني على الاعتراف به والياً، ثم قتل المماليك الشراكسة، يعود السبب الرئيس في ذيوع شهرة مُحَمّد علي إلى أنه الحاكم الذي أخذ بأسباب المكتشفات التكنولوجية وأفضل التدريبات العسكرية المعمول بها في البلاد الغربية، بذل الكثير من الجهد للقضاء على الفساد السياسي العثماني، وكانت له طموحات توسعية، فتحالف ضده الأوروبيون وهزموه وحطموا آماله في إقامة دولة عربية موحدة، فركن إلى الاستقرار وحياة البذخ في أواخر أيامه، حتى عانت مصر من وطأة الديون، مات مُحَمّد علي باشا في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك في قصر رأس التين بمدينة الإسكندرية، فنقل جثمانه إلى القاهرة حيث دفن بالمسجد الكبير الذي يحمل اسمه إلى اليوم بالقلعة.
عام 1332هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك ذكرى نشوب الحرب العالمية الأولى التي شاركت فيها ثلاثون دولة، واستمرت أربع سنوات ونصف السنة، انقسم فيها العالم إلى معسكرين متحاربين؛ الأول بزعامة ألمانيا والنمسا والمجر والدولة العثمانية، والثاني بزعامة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، برزت على الساحة الأوروبية ألمانيا وإيطاليا كدولتين قويتين بعد تحقيق وحدتيهما عام (1287هـ/ 1870م)، وأخذتا تطالبان بنصيبهما في المستعمرات، وتشاركان الدول الكبرى في التنافس الاستعماري، وفي الوقت نفسه ازدادت التناقضات الأوروبية، وازداد معها الشك وفقدان الثقة بين الدول الأوروبية، وكان مبدأ تحكيم القوة بشكل مطلق في النزاع يسود ذلك العصر؛ فظهرت سياسة الأحلاف الأوروبية الكبرى القائمة على مبدأ توازن القوى، وعرفت أوروبا سباق التسلح بين هذه التحالفات.
وقد تهيأت الظروف لنشوب حرب عالمية كبرى بين الدول الأوروبية عقب اغتيال طالب صربي متطرف لولي عهد النمسا الأرشيدق “فرانز فيرديناد” وزوجته في سراييفو يوم (4 شعبان 1332 هـ/ 28 يونيو 1914م)، فانتهزت النمسا هذا الحادث وأعلنت الحرب ضد صربيا، وسرعان ما انتشرت هذه الحرب المحلية لتشمل القارة الأوروبية كلها، فقد شعرت روسيا بمسؤوليتها عن حماية الصرب فأعلنت التعبئة العامة، ورفضت الإنذار الألماني بوقف هذه التعبئة، فأعلنت ألمانيا الحرب على روسيا.
ولما كانت فرنسا مرتبطة بتحالف مع روسيا، أعلنت ألمانيا عليها الحرب، وأخذت في تنفيذ مشروعها الحربي في غزو فرنسا عن طريق اختراق بلجيكا ولوكسمبورج في (14 رمضان 1332هـ/ 14 أغسطس 1914م)، وكانت تلك بداية الحرب العالمية الأولى، التي شارك فيها ثلاثون دولة، واستمرت أربع سنوات ونصف السنة.
كان الحلفاء يتفوقون على ألمانيا والنمسا والمجر في القوة العسكرية، فقد كان لديهم 30 مليون مقاتل، في مقابل 22 مليون مقاتل، وكان للبحرية الإنجليزية السيطرة على البحار، أما الجيش الألماني فكان أفضل الجيوش الأوروبية وأقواها، وبلغت قوته أربعة ملايين وثلاثمائة ألف مقاتل مدربين تدريباً كاملاً، ومليون مقاتل مدربين تدريباً جزئياً.
وبدأت ألمانيا في تنفيذ خطتها لغزو فرنسا التي وضعت قبل تسع سنوات، غير أن روسيا انتهزت فرصة انشغال القوات الألمانية في فرنسا، وأرسلت جيشين كبيرين لتطويق القوات الألمانية في روسيا الشرقية، الأمر الذي اضطر ألمانيا إلى سحب ثلثي القوات الألمانية بعد أن كانت على بعد 12 ميلاً من باريس، وانتصر الألمان على الروس في معارك “تاننبرج” الشهيرة، وفقدت روسيا ربع مليون من جنودها، إلا أن هذا الانتصار أدى إلى هزيمة الألمان أمام الفرنسيين في معركة “المارن الأولى”، وكتب الخلاص لباريس من السيطرة الألمانية، وتقهقر الألمان وأقاموا المتاريس والخنادق، وتحولت الحرب منذ ذلك الحين إلى حرب خنادق احتفظ خلالها الألمان بتفوق نسبي فكانوا على بعد 55 ميلاً من باريس.
لم تمنع هزيمة روسيا أمام الألمان من قتال النمسا والانتصار عليها حيث أجبرتها على الارتداد إلى مدينة كراكاو البولندية القديمة، وأصبح الروس في وضع يهددون فيه ألمانيا تهديد خطيراً؛ لأنهم لو تمكنوا من احتلال كراكاو لأمكنهم تدمير خط الدفاع على الحدود الألمانية بأسره، ولم يجد الألمان وسيلة غير تهديد وارسو في بولندا الخاضعة للسيادة الروسية، واشتبك الطرفان في معارك “لودز” التي انتهت بحماية الحدود الألمانية.
عام 1425هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وكانت صحته قد تدهورت ونقل إلى فرنسا، إلا أن الأطباء الفرنسيين لم يتمكنوا من تحديد سبب تدهور صحته، وهو ما رجح فرضية تسميمه، وقد تم إعلان وفاته رسمياً يوم الخميس 11/11/2004م، ولا يعرف على وجه اليقين مكان ولادة محمد عبدالرؤوف القدوة الحسيني الذي اشتهر فيما بعد باسم “ياسر عرفات” (أبو عمار)، والأغلب أنه ولد في القاهرة في 24 أغسطس 1929م، وهو الابن السادس لأب كان يعمل في التجارة، وهاجر إلى القاهرة عام 1927م وعاش في حي السكاكيني، وعندما توفيت والدته وهو في الرابعة من عمره أرسله والده إلى القدس، وهناك بدأ وعيه يتفتح على أحداث ثورة 1936م، في عام 1937م عاد مرة أخرى إلى القاهرة ليعيش مع عائلته، ثم التحق بكلية الهندسة في جامعة الملك فؤاد (القاهرة حالياً) حيث تخصص في دراسة الهندسة المدنية وتخرج فيها عام 1951م، وعمل بعدها في إحدى الشركات المصرية، وأثناء فترة دراسته كوَّن رابطة الخريجين الفلسطينيين التي كانت محط اهتمام كبير من جانب وسائل الإعلام المصرية آنذاك، واشترك إلى جانب الجيش المصري في صد العدوان الثلاثي عام 1956م، تزوج ياسر عرفات في سن متأخرة من السيدة سها الطويل وأنجب منها بنتاً واحدة.