عصر الجمعة، اليوم الأول في العام الحالي، قام مواطن فلسطيني يدعى نشأت ملحم، من قرية عرعرة في فلسطين المحتلة عام 1948م، بمهاجمة عدد من المستوطنين الصهاينة في شارع “ديزنغوف” في “تل أبيب”، فقتل ثلاثة وأصاب آخرين.
غادر نشأت ملحم المكان، وبقي متخفياً، لكنه أصاب المجتمع الصهيوني بالصدمة، حيث أحرج حكومة نتنياهو، وأظهر عجز القوى الأمنية الصهيونية، وفرض حظر التجوال في منطقة “تل أبيب”، وأدخل الرعب إلى قلوب الصهاينة.
بعد ثمانية أيام من الملاحقة والتعقّب، اكتشفت الأجهزة الأمنية الصهيونية مكان ملحم، فحصل اشتباك معه، واستشهد هناك بعدما أصيب برصاصات قناصة في الصدر والرأس.
نشأت ملحم تحوّل إلى حكاية فلسطينية وإلى أسطورة؛ حيث إن عملية نشأت ملحم تختلف عن العمليات الأخرى.
أكثر ما أخاف الكيان الصهيوني أن أعمال انتفاضة القدس امتدت إلى الداخل الفلسطيني (48)، عمليات طعن ودهس وقعت في “تل أبيب” ورعنانا” و”كريات غات” و”ريشون لتسيون” و”بتاح تكفا” و”بيت شيمش” والخضيرة وبئر السبع.
الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948م شاركوا في مراحل الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، نزلوا إلى الشوارع واصطدموا مع شرطة الاحتلال.
الشعور الوطني والانتماء الديني والقومي له جذوره في المجتمع الفلسطيني، يرد الاحتلال على الفلسطينيين بمزيد من القمع والظلم والعنصرية والتمييز.
أسلوب نشأت ملحم أسلوب موجع للاحتلال: شخص فلسطيني يحمل هوية “إسرائيلية” يستطيع التحرك والتنقل، يجيد اللغة العبرية، لديه دوافع سياسية، يستطيع أن يضرب في أي مكان، وأن يختفي.
السلطات الصهيونية التي صُدمت بالعملية ونتائجها حاولت تشويه صورة نشأت ملحم، من خلال محاولة ربطه بـ”تنظيم الدولة الإسلامية”، وتحميله أفعالاً جنائية.
يريد الاحتلال أن يقول كل شيء حتى لا يقول: إنه تحرّك لأهداف سياسية.
جهات “إسرائيلية” كثيرة، في المقابل، قالت: إن التمييز والعنصرية وممارسات الحكومات “الإسرائيلية” وما يتعرّض له الفلسطينيون، كلها عوامل دفعت ملحم للانتقام.
“الإسرائيليون” هؤلاء يقولون: ماذا إذا قام عشرة شبان من أمثال نشأت ملحم بعمليات مشابهة.
الجواب: إن ذلك سيكون ضربة موجعة للاحتلال، لها نتائجها السياسية والأمنية.
القبضة الأمنية “الإسرائيلية” فشلت في منع الفلسطينيين من الانتماء لهويتهم الوطنية، أصبح نشأت ملحم ظاهرة تثير الإعجاب لدى الشباب الفلسطيني، وتبعث على اتباع نفس الأسلوب.
الخبراء الصهاينة يتوقعون استمرار انتفاضة القدس لأشهر قادمة، وهم يتوقعون تكرار الهجمات في قلب مدنهم، ونشأت ملحم فتح الباب.