يُحيي الفلسطينيون، اليوم الإثنين، الذكرى الخامسة والخمسين لـ«يوم الجريح الفلسطيني» الذي يعد شاهداً حياً على انتهاكات الاحتلال الصهيوني.
ويأتي «يوم الجريح» هذا العام في ظل تصعيد كبير باعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني، خاصة بعد وصول حكومة نتنياهو المتطرفة إلى الحكم في الكيان الصهيوني.
وفي عام 2022، سُجلت 10 آلاف و587 إصابة بين صفوف الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين، معظمها في أغسطس.
وذكر الجهاز المركزي للإحصاء أن عدد الجرحى خلال الفترة ما بين الأعوام 1987 إلى 1993، نحو 130 ألف جريح، في حين بلغ عدد جرحى «هبة النفق» التي استمرت ثلاثة أيام (25-26-27 سبتمبر 1996) نحو 1600 جريح، وبلغ عدد الجرحى في الأعوام الممتدة بين عام 2000 و2008 حوالي 35099 جريحاً.
أما في العدوان على قطاع غزة في الأعوام 2008 و2012 و2014، فقد بلغ عدد الجرحى الفلسطينيين في حرب الاحتلال على قطاع غزة عام 2008 نحو 5450 جريحاً؛ وفي حربها عام 2012 نحو 1526 جريحاً؛ وفي حربها عام 2014 حوالي 11 ألف جريح.
نموذج فريد
وقال عضو المكتب السياسي، رئيس مكتب الشهداء والجرحى في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، زاهر جبارين: “مع ذكرى يوم الجريح ما زال جرحانا الميامين يسطّرون أنموذجاً فريداً من الصمود والتحدي والإصرار على الثبات في طريق المقاومة والنضال والتمسّك بالحقوق والثوابت، فهم وإنْ فقدوا قطعاً من أجسادهم، لكنَّهم لم يفقدوا حبّهم للأرض وفي القلب منها القدس والأقصى؛ حيث جاد أكثر من ربع مليون جريح بدمائهم من أجل فلسطين، تخضبت أرضها بدمهم الطاهر، فأنبتت زهراً للحرية، وتنوَّعت جراحاتهم وآلامهم، لكنَّهم لم ييأسوا من استكمال مسيرتهم النضالية”.
وأكد جبارين، في تصريح صحفي، في ذكرى «يوم الجريح الفلسطيني»، أن دماء الجرحى والشهداء لن تضيع سدى، بل ستزهر في أرض التحرير، ولن يفلح المحتل المجرم في الإفلات من المحاكمة على الجرائم التي اقترفها ويقترفها في كلّ يوم بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن خيار المقاومة سيبقى الخيار الإستراتيجي في التعامل مع الاحتلال الصهيوني المجرم، مهما بلغت التضحيات، ومهما قدّمنا من شهداء وجرحى وأسرى قرابين على طريق النصر والتحرير.
ونوه جبارين بأن قضية الجرحى قضية وطنية بامتياز، لا يمكن نسيانها أو تجاوزها، لافتاً إلى أنه من حقّ جرحانا جميعاً الحصول على حقوقهم الكاملة، دون نقص أو تمييز؛ فكلّهم أبناء الوطن، وكلّهم قدَّموا وضحّوا من أجل فلسطين.
فيما أكّدت حركة التحرير الوطني الفلسطينيّ (فتح) أنّ يوم الجريح الفلسطينيّ هو تخليدٌ للتضحيات الجسام التي قدّمها الجرحى، ودورهم الاستثنائي والتاريخي، ورسالة إلى العالم بأنّ الاحتلال «الإسرائيلي» يواصل ارتكاب الجرائم بحق أبناء شعبنا.
ويمثل يوم الجريح يوماً وطنياً بامتياز يحييه أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، بتنظيم العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية الوطنية؛ وفاء للجرحى وتقديراً لتضحياتهم ولمعاناتهم المتواصلة، وتذكيراً للعالم بجرائم الاحتلال.
وكان الراحل ياسر عرفات أصدر مرسوماً رئاسياً في الـ13 من مارس 1968 يقضي بتحديد يوم 13 من مارس من كل عام «يوماً للجريح الفلسطيني».