دعا المجلس العسكري الانتقالي في السودان، اليوم الأحد، الأحزاب إلى تجنب المحاصصات والمصالح الضيقة لتحقيق طموحات الشعب، معلناً عن تشكيل لجنة تنسيقية معها.
جاء ذلك خلال لقاء قيادات بالمجلس بقيادات حزبية، من بينها أحزاب الحوار الوطني، وبعض الأحزاب المشاركة في الحكومة، في غياب “قوى إعلان الحرية والتغيير”، التي تعد المحرك الرئيس للاحتجاجات في الشارع.
فيما تداول ناشطون صوراً لعمر باسان، الأمين السياسي لحزب “المؤتمر الوطني” الذي يتزعمه عمر البشير، جالساً في الاجتماع ممثلاً عن حزبه.
ونقلت “وكالة الأنباء السودانية” عن الفريق عمر زين العابدين، رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي، دعوته (خلال الاجتماع)، قيادات الأحزاب السياسية إلى تجنب المحاصصات والنظر للمصالح الحزبية الضيقة، لتحقيق طموحات أهل السودان.
وأكد أن المجلس على استعداد تام لفتح حوار مع كل الأحزاب والقوى السياسية وصولاً إلى وضع آمن ومستقر.
أهمية التوافق
بدوره، أكد الفريق جلال الدين الشيخ، عضو المجلس، انحياز الأخير إلى خيار ثورة الشعب السوداني لجمع الشمل وتوحيد الكلمة.
وشدد ، خلال اللقاء ذاته، على أهمية توافق الجميع على الشروط والمواصفات لرئاسة الحكومة المدنية القادمة وشكلها، مبيناً أن تحديد عامين للفترة الانتقالية لم يكن طمعاً في السلطة.
كما طالب الفريق ياسر عبدالرحمن العطا؛ عضو المجلس الأحزاب بضرورة تقديم رؤى وأفكار ومبادرات حول شكل الحكومة التي تدير الفترة الانتقالية.
وأشار إلى تكوين لجنة تنسيقية بين الأحزاب والمجلس للإسهام في تحقيق تطلعات ورغبات الشعب السوداني.
ومساء السبت، أدى أعضاء المجلس العسكري الانتقالي اليمين الدستورية، حسب التلفزيون الرسمي.
وأصدر المجلس مرسوماً دستورياً بتعيين كل من عبدالفتاح البرهان رئيساً له، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، نائباً لرئيس المجلس.
كما شمل المرسوم تعيين أعضاء، هم: عمر زين العابدين، الطيب بابكر صلاح عبدالخالق، حلال الدين الشيخ، ياسر العطا، مصطفي محمد مصطفي، إبراهيم جابر، وشمس الدين الكباشي.
والأعضاء الثمانية هم ستة من الجيش وعضو من الشرطة والثامن من المخابرات.
ولليوم التاسع على التوالي، يواصل آلاف السودانيين الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش، للحفاظ على مكتسب الثورة، في ظل مخاوف من أن يلتف عليها الجيش كما حدث في دول عربية أخرى، وفقاً للمحتجين.
وأعلنت قيادة الجيش، الخميس الماضي، عزل واعتقال الرئيس عمر البشير، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت في 19 ديسمبر الماضي، تنديدا بالغلاء ثم طالبت بإسقاط النظام الحاكم منذ 30 عاماً.