قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم السبت: إن العقوبات ولغة التهديد لا تجدي مع تركيا، وإنه على الولايات المتحدة أن تعي هذه النقطة جيداً.
تصريح تشاووش أوغلو جاء لدى مشاركته في منتدى الدوحة الـ19 في قطر.
وأضاف: العقوبات ولغة التهديد لا تجدي إطلاقاً، وعلى الولايات المتحدة أن تعي هذه النقطة جيداً، وأعتقد أنها فهمتها، كما أن (الرئيس دونالد) ترمب يعارض هو أيضاً العقوبات.
وشدد تشاووش أوغلو على أنه إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد تركيا فإن بلاده مضطرة للرد عليها.
وقال: لا أريد الحديث عن أسوأ سيناريو عن علاقات البلدين حال فرض الولايات المتحدة عقوبات ضد بلادنا.
وأوضح أن بلاده تسعى من أجل تجاوز المشكلات العالقة بين البلدين دون عقوبات عبر الحوار.
أمريكا حليف لنا
وأكد الوزير التركي أن الولايات المتحدة حليفة لتركيا، وأن العلاقات مع ترمب أفضل نسبياً، مشيراً إلى بعض المشكلات في العلاقات مع الكونجرس الأمريكي.
وأفاد بأنه في حال اتخاذ القرارات تركيا ليست مضطرة لاختيار بلد على حساب بلد آخر وإنما تحقيق التوازن، مبيناً أن الولايات المتحدة تعارض شراء تركيا منظومة “إس-400” الدفاعية الروسية.
وجددت التأكيد على أن تركيا اشترت منظومة “إس-400″؛ لأن روسيا قدّمت عرضاً مناسباً لتركيا.
وفيما أكد تشاووش أوغلو امتلاك تركيا علاقات جيدة مع روسيا؛ أشار إلى اختلاف وجهات نظر البلدين حيال قضايا سورية وشبه جزيرة القرم وليبيا.
وأضاف: لا يمكن أن تكون ليبيا وسورية ساحة تنافس بين تركيا وروسيا، نعم هناك قضايا تتوافق أو تتعارض فيها آراء تركيا وروسيا عليها؛ لكن لا يمكن أن تقول: إن تركيا وروسيا تتنافسان في هذين البلدين.
وتابع الوزير التركي: لا نوافق روسيا في بعض القضايا، لكننا نعمل سوية من أجل الوصول إلى حل دائم في سورية.
مزاعم الأرمن
وحول موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على قرار للاعتراف بالمزاعم الأرمنية، قال تشاووش أوغلو: أولئك الذين يستخدمون التاريخ لأغراض سياسية هم جبناء لا يريدون مواجهة الحقيقة.
وأضاف أنه لا ينبغي للسياسيين ذوي المعرفة المحدودة بالتاريخ أن يحكموا على التاريخ.
وأشار إلى أن مجلس الشيوخ اتخذ هذا القرار، بعد خيبة أمل تعرض لها بسبب قيام تركيا بعملية عسكرية ضد الإرهابيين في شمال سورية، وبسبب اللوبي الأرمني واللوبيات الأخرى في الولايات المتحدة.
ورداً على سؤال هل تغير موقف تركيا حيال نظام بشار الأسد أم لا؟ أجاب تشاووش أوغلو، قائلاً: موقفنا واضح، نعتقد أن الشخص الذي قتل أكثر من 500 ألف شخص لا يستطيع توحيد البلاد، لذلك خلال هذه الفترة نعتقد أن الحكومة غير شرعية، لكن إذا ما تم إعداد دستور ملائم لإجراء انتخابات ديمقراطية ونزيهة، حينها يجب أن يقرر الشعب السوري.
وتابع: لكننا نعتقد بوضوح أن الأسد لا يستطيع توحيد البلاد بعد ما حدث في السنوات العشر الماضية.
وحول عملية “نبع السلام” التركية، أكد تشاووش أوغلو أن المزاعم التي تقول بأن العملية تسعى إلى تغير ديموغرافي في شمال سورية، ما هي إلا دعاية سوداء، مشدداً على أن تنظيم “ي ب ك” الإرهابي هو من قام بإجراء تغيير ديموغرافي في شمال سورية ليس إثنياً فحسب، بل أيديولوجياً أيضاً.
وأكد أن 350 ألف لاجئ من أكراد سورية في تركيا، و200 ألف منهم ما زالوا في شمال العراق لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم؛ لأن تنظيم “ي ب ك” الإرهابي قام بتهجريهم.
ولفت إلى أن تركيا لم ولن تتسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان في أي وقت من الأوقات، نافياً كل المزاعم التي تطلق ضد تركيا في هذا الصدد.