تواصل زعيمة ميانمار، أونغ سان سو تشي، الحائزة على جائزة “نوبل للسلام”، صمتها إزاء الانتهاكات، التي يتعرّض لها مسلمو الروهنجيا، رغم كل ردود الأفعال، والانتقادات التي وجهها لها المجتمع الدولي.
وحصلت سو تشي على جائزة “نوبل للسلام” عام 1991 لـ”دورها كقائدة للمعارضة الديمقراطية في ميانمار خلال سنوات الحكم العسكري”، ومؤخرًا تعرّضت لانتقادات واسعة بسبب عدم تعليقها على الانتهاكات التي تعاني منها أقلية الروهنجيا.
وفي تصريحات بشأن الوضع في آراكان، قالت سو تشي: “هناك اتهامات متبادلة، وعلينا أن نستمع إليهم جميعًا، وقبل أن نتحرك علينا التأكد من أن هذه الاتهامات تقوم على أسس متينة، نحن بلد فتي يواجه العديد من المشكلات، ولا يمكننا التركيز فقط على بعضها”.
ولاقت تلك التصريحات انتقادات لاذعة على الساحة الدولية، ودعا سياسيون وموسيقيون، وكتّاب، وحائزون على جوائز “نوبل”، وشخصيات ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، زعيمة ميانمار للخروج عن صمتها، والتحرّك لإيقاف ما يجري في آراكان.
وسُحبت بعض الجوائز التي حصدتها “سو تشي” سابقًا، فيما أُطلقت حملات لسحب جوائز أخرى نالتها.
وفي هذا الصدد، قرر المطرب الأيرلندي بوب جيلدوف، أمس الإثنين، إعادة جائزة “العاصمة دبلن للحرية”، التي حصل عليها مناصفة مع سو تشي، وقال في بيان: “نحن نخجل لارتباط سو تشي بمدينتنا دبلن”.
وفي بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت الماضي، أوضحت الفرقة الإيرلندية لموسيقى الروك (U2)، أنها نظّمت الكثير من الحملات على مدار السنوات بغية إطلاق سراح سو تشي.
واستدركت الفرقة بالقول: “غير أننا لم نتوقع أبداً بقاء سو تشي صامتة لهروب أكثر من 600 ألف شخص من الاضطهاد بميانمار”.
وفي أكتوبر الماضي، قرر مجلس مدينة أكسفورد البريطانية سحب جائزة “حرية المدينة” من سو تشي، التي نالتها عام 1997، لبقائها صامتة حيال أعمال العنف التي يتعرض لها مسلمو آراكان.
وفي سبتمبر الماضي، أطلق موقع إلكتروني كندي حملة لجمع توقيعات من أجل سحب الجنسية الكندية الفخرية من سو تشي، التي مُنحت إياها عام 2007.
كما دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في سبتمبر الماضي، لجنة جائزة “نوبل” لسحب جائزتها للسلام “فورًا” من زعيمة ميانمار، التي تسلمتها عام 1991.
ووجهت الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزي، والقس الجنوب أفريقي ديزموند توتو، الحاصلان على جائزة “نوبل”، دعوة إلى سوتشي لعدم التزام الصمت إزاء ما يجري في إقليم آراكان.
وقال توتو في رسالة إلى زعيمة ميانمار: إن “الصور والمشاهد التي تظهر معاناة مسلمي آراكان أغرقتنا بالحزن والخوف”.
وأضاف: إذا كان صمتك هو ثمن وصولك إلى أعلى منصب بميانمار، فإنه لا شك بأن هذا الثمن باهظ جدًا.
ودعت 5 سيدات حائزات على جائزة “نوبل للسلام” زعيمة ميانمار إلى رعاية حقوق مسلمي آراكان ووقف أعمال العنف الممارس ضدهم.
كما بعثت مؤسسة “النساء الحاصلات على نوبل” رسالة إلى زعيمة ميانمار تحمل توقيع كل من الحائزات على “نوبل”: آلان مايريد كوريغان (مناضلة مسالمة من إيرلندا الشمالية)، وجودي ويليامز (أكاديمية وناشطة أمريكية في منع الألغام)، وشيرين عبادي (محامية إيرانية وقاضية ومُدافعة عن حقوق الإنسان)، وليما غبوي (ناشطة سلام ليبيرية)، وتوكل كرمان (ناشطة يمنية في مجال حقوق المرأة).
وقالت السيدات في رسالتهن: كم من مسلم آراكاني ينبغي أن يقتل حتى ترفعي صوتك من أجل الدفاع عن مسلمي آراكان المكبوتة أصواتهم، وكم من مسلمة آراكانية ستتعرض للاغتصاب، وكم سيقتل منهم؟
وأضفن: صمتك لا يتوافق مع النهج الديمقراطي الذي دائمًا ما كنت تحدثيننا عنه ودعمناك فيه من أجل بلادك.
ومنذ 25 أغسطس الماضي، يرتكب جيش ميانمار ومليشيات بوذية، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنجيا المسلمة، في إقليم آراكان.
وأسفرت الجرائم المستمرة منذ ذلك الحين عن مقتل الآلاف من الروهنجيا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلًا عن لجوء قرابة 826 ألفًا إلى بنجلاديش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار المسلمين الروهنجيا “مهاجرين غير شرعيين” من بنجلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم”.