فيما كان العالم الإسلامي يمر بعواصف من الانتهاكات لحقوقه والاعتداءات عليه، ناشد أكثر من 250 عالماً ومتخصصاً وأكاديمياً، وما يقارب 45 صحفياً من العالم الإسلامي بحكوماته وهيئاته وشعوبه التحرك العاجل لنصرة الشعوب والأقليات الإسلامية في فلسطين وفي البوسنة والهرسك والصومال وبورما وكشمير والهند وجنوب الفلبين.
كان ذلك في كوالالمبور بماليزيا في ختام مؤتمر “الوحدة الإسلامية.. الإطار النظري وخطوات التطبيق”، الذي عقد في الفترة ما بين السادس والتاسع من شعبان 1413هـ/ الثامن والعشرين إلى الحادي والثلاثين من يناير 1993م، تحت إشراف الندوة العالمية للشباب الإسلامي (التي مركزها الرئيس في الرياض).
واستطلعت “المجتمع” آراء بعض العلماء والمفكرين الذين حضروا المؤتمر حول الوحدة الإسلامية، وكان رأي د. يوسف القرضاوي عن أسباب معوقات هذه الوحدة، فقال: هناك معوقات كثيرة، من ضمنها أن وحدة الاتجاه لم تحقق بعد، فهناك من يتجه إلى اليمين وهناك من يتجه إلى اليسار، وهناك من يستورد من الشرق، وهناك من يستورد من الغرب، ما دام هناك مذاهب واتجاهات مستوردة من هنا وهناك لا يمكن أن يجتمع الجميع، لهذا لا بد قبل هذه التوصية إلى الجميع لكي يوحدهم الإسلام منهجاً بعد أن وحدهم اعتقاداً، وهنا يقول القرآن: (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ) (الأنعام: 153)، فما دامت هناك سبل متفرقة فلا بد أن يتفرق الناس، هناك أيضاً الولاءات المختلفة؛ هذا يوالي ذاك البلد، وذلك يوالي غيره، فلا بد من تحديد الولاء أيضاً.
من ناحية أخرى، هناك مصالح للأسف تكرس الإقليمية والتجزئة، فالكثيرون يستفيدون من هذا الوضع؛ وضع التجزئة فلذلك، يريدون أن يتشبثوا به، لكن المصلحة العليا للأمة تقتضي أن يتجاوز هذا الوضع الذي فرضته أوضاع غير إسلامية بعد زوال الخلافة الإسلامية وسقوط هذه القلعة التاريخية وقيام الدويلات القومية والإقليمية.
ولا بد من عمل لتقريب الثقافات وإذابة الفوارق المختلفة حتى يمكن إقامة تضامن حقيقي ينتهي إلى وحدة مأمولة.
_______________________________________________________________________
العدد: (1038)، ص38-41 – بتاريخ: 25 شعبان 1413هـ – 16 فبراير 1993م.