تأملْ معي هذه الكلمات وهي مجتزأة من عناوين إخبارية:سحل.. سحب.. قتل.. ضرب.. تهجير.. اغتصاب ..إحراق.. قطع رؤوس الرجال.. شق بطون النساء.. ذبح الأطفال
تأملْ معي هذه الكلمات وهي مجتزأة من عناوين إخبارية:سحل.. سحب.. قتل.. ضرب.. تهجير.. اغتصاب ..إحراق.. قطع رؤوس الرجال.. شق بطون النساء.. ذبح الأطفال.. إلخ.
كل ما سبق يتحدى أفلام “الهوليود” أن تنتجه، وكل ما سبق هي ممارسات تمارسها حكومة أفريقيا الوسطى ضد المسلمين، فبعد حظر الإسلام في أنجولا، وهدم المساجد، جاء الدور على المسلمين في أفريقيا الوسطى، الذين يتعرضون لأبشع الجرائم على يد المليشيات النصرانية المتطرفة!
وتمثل الأقلية المسلمة في جمهورية أفريقيا الوسطى 15% من عدد سكانها البالغ خمسة ملايين نسمة، ويعتبر الإسلام الديانة الثانية بعد النصرانية التي تصل نسبها إلى 50%.
لا تحزن إذا علمت أن الابتلاءات التي تصيب المسلم ليست جديدة، فهي قديمة، فمنذ إشراقة الإسلام بل ومن قبل والطغاة يمارسون هواياتهم في تعذيب المؤمنين، ومنذ القدم والمستضعفون يصطلون بنيران العذاب، وألوان العذاب هذه تأخذ أشكالاً متعددة، فتارة تكون جماعية وحيناً فردية، وقد تستمر سنين وقد تنجلي.. لكن عذاب المؤمنين مستمر على مر العصور!
ولا تحزن إذا رأيت الصمت العالمي لمنظمات حقوق الإنسان التي قد تتعاطف مع فرد لكنها تتباطأ مع مجموعة، وإذا عرف السبب بطل العجب، فحقوق الإنسان كالثوب مفصل على مقياس الرجل الغربي وكفستان صنع للمرأة الغربية، فما عداهم يحرم عليهم لبسه، لكن هذا الثوب يتوسع ويشمل الشرق المسكين، ويتسع هذا الثوب لكل الطوائف والتيارات الفكرية، لكنه يضيق فلا مكان للإسلام السُّني فيه! وعلى ذلك قس حرية التعبير والديمقراطية وهلم جرا.. فهي جنة لمن يُسبِّح بحمد الثقافة الغربية، ونار لمن يناوئها ويختلف معها!
وإياك أن تدخل في نفسك مثقال ذرة من حزن إذا تيقنت أن العالم العربي في مناصرته لقضايا المسلمين كالمريض يعاني الألم ويقاسي أوجاعه؛ لذا لا ترج منه “ضغطاً” سياسياً، ولا دعماً مالياً، فهو مشغول بنفسه لم يتحرك لنجدة جيرانه القريبين فكيف له أن يطير شرقاً وغرباً!
تشترك أفريقيا الوسطى ودماج اليمنية وميانمار في أن الإرهاب يمارس ضدهم لإخراجهم من بلدانهم، ولسان حال عدوهم يقول: “أخرجوهم من قريتكم”.
نقول لهم: لكم الله، فنِعم الإله الذي ينصر فهو القادر على أن يجعل حكومات الطغاة من مخلفات الماضي، وقادر على أن يرسل عليهم “ريح عاد”، “وصيحة ثمود”.
وقد علمت الثورة السورية الناس التوحيد، وأعطتهم درساً في التوكل، وما فتئ السوريون منذ اندلاع أزمتهم وهم يرددون: “ما لنا غيرك يا الله”!
ولله در الشاعر المصري محمود غنيم في هذا الوصف:
إني تذكرت والذكرى مؤرقة مجداً تليداً بأيدينا أضعناه!
ويح العروبة كان الكون مسرحها فأصبحت تتوارى في زواياه!
أنّى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ تجده كالطير مقصوص جناحاه!
للتواصل
تويتر: @alomary2008