لأول مرة في تاريخ الكويت يُنادى في الآذان “صلوا في بيوتكم”!
لأول مرة نسمع النداء من المآذن ولا يلبيه أحد من المسلمين!
النظام نفس النظام، والحكومة نفس الحكومة، والناس هي الناس، لكن العلة في كورونا!
من يصدق أن يأتي يوم تغلق فيه المساجد؟ من يصدق أن يأتي يوم بلا حفلات غنائية ولا سينما ولا مسارح؟ من يصدق أن يأتي يوم لا تستطع أن تذهب لمراكز التسوق ولا تأكل في مطعم ولا تذهب لنوادي التسلية؟
من كان يتوقع أن يأتي يوم بلا دوري كرة قدم ولا دوري أبطال أوروبا ولا تشاهد رونالدو، وميسي؟
هل العالم تغير؟ لا.. إنها كورونا!
نعم كورونا التي انهارت بسببها الأسواق العالمية وقد تقتل ملايين البشر، وهي لا تتعدى كونها فيروس لا يرى بالعين المجردة؛ “وما يعلم جنود ربك إلا هو”.
لا أريد أن أتحدث عن سلبيات هذا المرض الذي يسببه هذا الفيروس، لأن له فوائد أيضاً لا يمكن تجاهلها ولا يمكن تحققها بسهولة!
صحيح أن النشاط التجاري توقف، لكن أيضاً تم توفير الكثير من المصروف الذي انحصر في شراء المواد الغذائية! ولم نعد نصرف وقوداً للسيارات المتوقفة عند البيت، ولا على العزايم والمناسبات، ولا على الوجبات السريعة والبطيئة، ولا على التسوق الذي يستهلك جزءاً رئيساً من دخل الأسرة خاصة مع اختفاء ظاهرة الفاشنستات!
عموماً هنا لا بد للحكومة ولأهل الخير الانتباه إلى أن هذا الوضع جعل كثيراً من الناس لا دخل له! خاصة من كان يعتمد على حرفة أو صنعه أو كان يملك مطعماً أو محلاً تجارياً صغيراً، كذلك أصحاب البسطات في سوق الجمعة وغيره، وكثير من المهن التي تضرر أصحابها!
من أدخل الوافدين
دار حديث وجدل كثير حول دخول آلاف من الإخوة الوافدين للبلاد بدون فحص مما تسبب في انتشار المرض! وتم تحميل بعض شركات الطيران الخاصة مسؤولية استغلال الوضع وزيادة عدد رحلاتها! والحقيقة لا أرى أي مسؤولية على هذه الشركات التي كانت تسيّر رحلاتها بموافقة وعلم الطيران المدني! كما أنها لم تكسر القانون أثناء خط سيرها، ومن تم نقلهم تم إدخالهم للبلاد بعلم وموافقة إدارة الهجرة والجهات الأمنية والصحية في البلاد!
إذن من يتحمل إدخالهم هو من أعطى الإذن بنقلهم وإدخالهم دون فحص!
ومع هذا نتمنى أن نؤجل كل محاسبة اليوم إلى أن تنكشف الغمة!
وبالمناسبة، كثير من هؤلاء الوافدين اليوم يعانون من قلة الموارد وصعوبة المعيشة خاصة بعد منعهم من استخدام وسائل النقل الجماعي وإغلاق المطاعم والمحلات التي كانوا يسترزقون من ورائها، حتى الخروج للحدائق للتنفيس عن ضيق المكان تم منعهم منه! لذلك أتمنى أن تخصص الحكومة رحلات مجانية لمن أراد منهم العودة إلى بلاده للعيش الكريم فيها مع حق الاحتفاظ بإقامته صالحة.
________________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “القبس” الكويتية.