قطع محتجون لبنانيون، الخميس، عددا من الطرق غربي العاصمة بيروت، تنديدا بالغياب شبه التام للتيار الكهربائي، وإطفاء المولدات بدعوى عدم توفر مادة المازوت اللازمة لتشغيلها.
وتشهد مختلف المناطق اللبنانية انقطاعا للتيار الكهربائي لساعات طويلة، في ظل شح في مادة المازوت والوقود؛ بسبب ارتباطهما بالدولار، الذي ارتفعت أسعاره بشكل حاد أمام الليرة.
وأفاد مراسل الأناضول بأن عشرات المحتجين أشعلوا صناديق النفايات على طريق المطار (غربي بيروت)، فيما شهدت مناطق وسط بيروت تواجدا مكثفا للقوى الأمنية.
وبضاحية بيروت الجنوبية (معقل حزب الله)، قطع عشرات المحتجين عددا من الطرق؛ احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي وسوء الأوضاع المعيشية.
وفي البقاع الغربي، تجمع العشرات من سكان منطقة جب جنين أمام شركة الكهرباء في المنطقة؛ بسبب انقطاع التيار بشكل مستمر، مطالبين بزيادة ساعات التغذية.
وعبّر المحتجون عن غضبهم من الطبقة السياسية الحاكمة ومن الأوضاع التي حلت بالبلاد، وفقا لأحاديث أجراها مراسل الأناضول مع عدد منهم.
وتساءل محمد العلي، وهو أحد المحتجين: “أين الدولة؟ وأين الحكومة من الذي أوصلنا إلى هذا؟”، وأجاب مستنكرا: “نحن في فصل الصيف والكهرباء غائبة تماما عن المنازل الوضع لا يطاق”.
بدوره، قال عباس غالب: “تحملنا الفقر والجوع وغياب فرص العمل، لكن أن نتحمل أيضا النفايات في الشوارع وغياب الكهرباء هذا أمر غير مقبول”.
وغرق عدد من الشوارع اللبنانية في الأيام القليلة الماضية بالنفايات بعد امتناع الشركات المعنية، عن جمع النفايات؛ بسبب عدم حصولها على مستحقاتها من جانب الحكومة.
فيما شدد أحد المحتجين (رفض ذكر اسمه)، على أنه “لا أحد يستطيع إسكاتنا (المحتجين) من اليوم وصاعدا”، مشيرا إلى أن “تسكير (إغلاق) الطرقات هو الحل”.
ومطلع يوليو الجاري، أبلغ مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان (عامة)، وزير الطاقة ريمون غجر، بأنه قد يستحيل على المؤسسة الحفاظ على استمرارية المرفق العام لإنتاج ونقل وتوزيع التيار الكهربائي إلى المشتركين.
وتخيم على لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 – 1990)، ما فجر منذ 17 أكتوبر الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة تحمل مطالب اقتصادية وسياسية.