أكثر سلبيات “الواتسابيين”، هي سلبية “النسخ واللصق”، وهي سلبية كانت موجودة لدى “الطيبين” أيام المنتديات، وعادة النسخ واللصق حولت الجوالات إلى نقطة مرور في حين المفترض أن يكون جوال الواحد منا بمثابة نقطة التفتيش، نفحص المعلومة، ونعرضها على عقولنا، لنراها بعين المنطق والحكمة.
نسبة من رسائل “الواتساب” إما أخبار قديمة، طبعاً يكتبون عليها عاجل! ولها أشهر وأعوام، أو أحاديث موضوعة وواهية، ومرسلها يزعم هنا نشر سنة الرسول – عليه الصلاة والسلام – ونشر الحق لا يكون بالمختلق والكذب، أو رسائل تحوي حِكماً مغلوطة، ومعلومات ناقصة لا تمت للعلم والمعرفة بأي صلة.
من رسائل “الواتسبيين” المتكررة ووصلتني مراراً فتوى “طازة” تقول: “لا تقل لفلان: الله يخليك؛ فالتخلية: الترك، ويروى أن أحدهم قال لابن عثيمين: الله يخليك يا شيخ، فقال: إذا خلاني الله فمن يتولاني”!
وبعد البحث عن هذه الفتوى “الواتسابية” نجد أمرين:
أولهما: لم تثبت هذه الفتوى عن الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله تعالى، إذ كيف بعالم بمنزله هذا الرجل يجهل اللغة العربية، وعلى فرض أنها منسوبة إليه، فهي من دعاباته وممازحته للناس، لا على أنها إنكاراً للمعنى!
ثانيهما: في اللغة العربية، هناك جواب للدكتور سليمان العيوني، صاحب حساب “المفتي اللغوي” في “تويتر”، حيث يقول ما نصه:
هل قول الناس: “الله يخليك” صحيح؟
الجواب: نعم هو صحيح، معناه: الله يحييك ويطيل بقاءك، وأصل الكلام أن العرب تقول: لا أخلى الله مكانك، أي لا جعله خالياً بموتك، وهو دعاء بطول الحياة، وتقول: خلّى فلان مكانه، أي مات، أي جعله خالياً بموته، ثم إن الناس قالوا: “الله يخليك؛ أي يخليك مكانك، أي تركك فيه، ولا يجعله خالياً منك بموتك..”.
وبهذا تبطل هذه الفتوى “الواتسابية”، وللأسف “الفتوى” تروج عن أحد الدعاة عبر “اليوتيوب”، حيث يقول بعد إيراده الفتوى السابقة: من الخطأ في الدعاء قولنا: الله يخليك أي يتركك، والصحيح أن تقول: الله لا يخليك! وهو كلام لا يستقيم لغة!
قال أبو البندري – غفر الله له – ما ينطبق على “الواتساب” في هذه السلبيات ينطبق على أي وسيلة إعلام جديدة أو قديمة، كـ”الفيسبوك”، و”التويتر”، الفرق أن في تلك الوسائل ترى السلبيات تمر أمامك ويمكنك تركها وتجاهلها، بينما رسائل “الواتسابيين” تقتحم عليك جوالك عبر الخاص، وعبر القروبات، فكيف تقنع هواة “النسخ واللصق” بخطأ ما يرسلون؟!
تغريدة
“مضايا” السورية تحت الحصار الثلاثي: حصار بشار، و”حزب الله”، و”داعش”.. العالم يتفرج.. “مضايا” شاهدة على العصر.. في كل أطراف سورية الإنسان أسقط “حقوق الإنسان”.. قالها السوريون بداية الثورة: ما لنا غيرك يا الله! فنعم المولى ونعم النصير.
آخر سطر
وحين افترقنا..
تمنيت سوقاً..
“يبيع السنين”..
يعيد القلوب..
ويحيي الحنين..
هذه الكلمات لفاروق جويدة.