هم في الوضع القانوني أطفال..
هم في العرف الاجتماعي قُصّر..
هم في العرف السياسي مجموعة إنسانية بحاجة إلى الحماية..
وهم في العرف الاجتماعي فئة تبحث عن نفسها، ومصالحها، وحاجاتها.
لكنهم في العرف الفلسطيني، هم فئة من الشباب الشجعان، الذين يحملون قضايا الوطن في قلوبهم، ويتمسكون بالهوية، ويدافعون عن الأرض..
هذه هي حال الفئة الشابة في فلسطين، التي أطلقت مؤخراً انتفاضة القدس، من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.
منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، مارس الفتيان الفلسطينيون دوراً كبيراً في مواجهة الاحتلال، وإدامة الانتفاضة، وكانوا هم أكثر فئة نفذوا عمليات طعن ضد الاحتلال في أكثر من مكان.
خلال 48 ساعة، في يومي السبت والأحد 13، و14 فبراير الحالي، نفّذ خمسة من الفتيان والفتيات عمليات جهادية ضدّ الاحتلال، ونجحوا في تجديد دماء انتفاضة القدس، وأعلنوا بدمائهم استمرار المعركة مع الاحتلال.
نهاد رائد واكد (15 عاماً)، فؤاد مروان واكد (15 عاماً)، نعيم أحمد صافي (17 عاماً)، والفتاة كلزار العويوي (17 عاماً)، والفتاة ياسمين رشاد الرزو (14 عاماً)، نجحوا في تنفيذ عمليات طعن وعمليات إطلاق نار ضدّ الاحتلال، قرب مدينة جنين، وشرق مدينة بيت لحم، وفي مدينة الخليل وفي مدينة القدس.
استشهد الخمسة، فجنود الاحتلال يسارعون لإطلاق النار على كل من يشتبه به.
ثلاثة فتيان، وفتاتان، خمسة شهداء خلال 48 ساعة، في إشارة واضحة إلى المزاج الفلسطيني العام، الذي يتبنّى خيار المقاومة والانتفاضة، ويواجه الاحتلال ويرفض التراجع.
هذا الجيل هو الذي يخيف الاحتلال، وهو الذي ينفّذ أسلوب المقاومة الفردية، التي لا يمكن وقفها.
هذه الفئة الشابة، جعلت من نفسها قلعة ضخمة يصعب على الاحتلال دخولها، وسحبت كل أدوات الضغط، وأضعفت وسائل الرعب التي اعتادت حكومات الاحتلال على استخدامها.
من يراقب المواقف الصهيونية يجد أن أسلوب الفتيان هذا شكّل ظاهرة مخيفة للاحتلال، لا يمكن للاحتلال اليوم أن ينجح أمام هؤلاء، فبات الاحتلال يتخوف من المستقبل القادم، حيث استطاع هؤلاء إيجاد أزمة داخل الكيان الصهيوني.
فشركاء نتنياهو يتهمونه بالعجز، ورئيس الحكومة في أسوأ أوضاعه شعبياً، والجيش الصهيوني لا يجد أساليب لقمع الانتفاضة، وزعيم المعارضة إسحق هرتزوغ يقول لنتنياهو: “وعدت بأنك السيد أمن، وأنك قوي ضدّ الإرهاب، ووعدت بالقضاء على “حماس”.. فبمَ أوفيت؟ صفر، نحن في ذروة انتفاضة ثالثة، مع عشرات القتلى ومئات الجرحى، وأنت لا تتحرك.. أنت مشلول من الخوف”.