عاد إلى البلاد في وقت مبكر صباح اليوم الخميس جثمانا الشهيدين الكويتيين إمام وخطيب مسجد الدولة الكبير الشيخ د. وليد العلي، والشيخ فهد الحسيني، على متن طائرة أميرية تنفيذاً لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بنقل الجثمانين إلى أرض الوطن.
وكان في مقدمة مستقبلي الجثمانين على أرض المطار وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، وذوو الشهيدين، وحشد من المواطنين والمشايخ، وسط حالة من الحزن والأسف الكبيرين مع الدعاء إلى الله تعالى أن يتغمدهما برحمته في أعلى عليين وأن يجزيهما خير الجزاء على أعمال البر والخير التي قاما بها، وأن يلهم ذويهما الصبر والسلوان وحسن العزاء.
وكانت الكويت رسمياً وشعبياً قد نعت الشهيدين العلي، والحسيني اللذين كانا بين ضحايا الاعتداء الإرهابي الآثم على أحد المطاعم في واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو، يوم الإثنين الماضي، حيث تابع الكويتيون بألم وأسى بالغين أنباء ذلك الهجوم الإرهابي الآثم خصوصا أنهما كانا هناك في مهمة لإنجاز عدد من الأعمال الخيرية.
وفي مكرمة أميرية سامية، فقد أصدر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أوامره بإطلاق اسمي الشيخين الشهيدين العلي، والحسيني على مسجدين جديدين في البلاد.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية محمد الجبري في تصريح صحفي، أمس الأربعاء: إن هذه المكرمة جاءت تكريماً من سموه للشهيدين الكويتيين اللذين اغتالتهما يد الغدر والإرهاب في حادث الاعتداء الأليم، ولما لهما رحمهما الله من دور بارز في الدعوة والعمل على ترسيخ مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة.
وأضاف الجبري أن هذه المكرمة الأميرية بينت العلاقة الوثيقة بين الحاكم وأبنائه فأيادي سموه حفظه الله تمتد إلى جميع أبنائه في كل ظرف وبأي حال لتداوي الجروح وتخفف الآلام وتكشف تلاحم ووحدة صف الشعب الكويتي وقربه من القيادة السياسية الحكيمة.
ورسمياً أيضاً، فقد حرصت وزارة الخارجية الكويتية على متابعة موضوع استشهاد الشيخين العلي، والحسيني منذ اللحظات الأولى لتلقيها الخبر وعبر سفارتها في موريتانيا المحالة إلى بوركينا فاسو وأرسلت أحد دبلوماسييها هناك لمتابعة التحقيقات والانتهاء من إجراءات نقل جثماني الفقيدين.
وبهذه الفاجعة تكون الكويت قد فقدت أحد أعمدتها في مجال العمل الدعوي والخيري والإنساني خصوصاً لناحية دور الفقيدين رحمهما الله في وزارة الأوقاف ولجنة تعزيز الوسطية في نشر سماحة الإسلام ورسالته الوسطية والاعتدال العمل الخيري في شتى البقاع.
وفضلاً عن ذلك، فإن للفقيدين مآثر عظيمة وجهوداً مباركة في الدعوة داخل الكويت وخارجها؛ حيث إن الكويت ستبقى منارة للوسطية والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال أبنائها الأوفياء.