قبل أيام قليلة فقط من تسليم السلطة إلى خلفه الرئيس المنتخب جو بايدن، خطا دونالد ترمب خطوة تجاه تثبيت التطبيع بين “تل أبيب” والدول العربية من خلال إيعازه بنقل “إسرائيل” من القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي إلى القيادة المركزية التي تشمل الشرق الأوسط.
خطوة قال مسؤولون أمريكيون: إن الهدف منها تشجيع التعاون العربي “الإسرائيلي” في مواجهة إيران، وذلك عقب تطبيع دول عربية علاقاتها مع “إسرائيل”، حسبما نقلت وسائل إعلام أمريكية.
خطوة ترمب، أكدها البنتاغون، الجمعة، حيث أعلن إخراج “إسرائيل” من نطاق عمليات القيادة العسكرية في أوروبا وضمها إلى نطاق القيادة المركزية “سنتكوم”.
وكانت “إسرائيل” ضمن نطاق عمليات القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا، بهدف فصلها عن الدول العربية التي كانت في ذلك الوقت خصما لها، بحسب ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم.
وتعدُّ هذه الخطوة الأحدث في سلسلة تحرّكات إدارة ترمب لتشكيل أجندة الأمن القومي، التي سيرثها الرئيس المنتخَب، جو بايدن.
وبموجب القرار، ستُشرف القيادة المركزية على السياسة العسكرية الأمريكية التي تشمل “إسرائيل” والدول العربية، فيما يمثل “خروجاً عن هيكل القيادة العسكرية الأمريكية المعمول به منذ عقود”.
وجاء قرار الإدارة الأمريكية استجابة لدعوات وجهتها جماعات موالية لـ”إسرائيل”، من بينها “المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي”، وهو مجموعة مقرّها واشنطن تدعم التعاون العسكري الوثيق بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”.
فقد قال المعهد اليهودي للأمن القومي في تقرير: إنه في حين “أدى وجود “إسرائيل” ضمن نطاق عمليات القيادة العسكرية في أوروبا إلى منافع متبادلة واضحة على مر السنين، فإن أولوية سنتكوم” هي مواجهة إيران وقوى التطرف الأخرى في الشرق الأوسط”.
وأضاف التقرير: “جميع شركائنا في المنطقة -بما في ذلك “إسرائيل”- يتحدون حول وجهة نظر مشتركة لهذا التهديد واتخاذ خطوات جريئة مثل الاتفاقيات الإبراهيمية لمواجهته بشكل تعاوني”.
ووفق “وول ستريت جورنال”، فإنه “بعد الاتفاقات الإبراهيمية التي أدت إلى تطبيع علاقات “إسرائيل” مع الإمارات والبحرين، عززت الجماعات الموالية لإسرائيل محاولاتها لتحمل القيادة المركزية الأمريكية على عاتقها مسؤولية العمليات العسكرية والتخطيط التي تنطوي على “إسرائيل” لتعزيز تعاون أكبر بين هذه الأخيرة وجيرانها العرب”.
بدورها، ذكرت صحيفة “ستارز آند سترايبس” التي يصدرها الجيش الأمريكي أن خطوة ترمب “جاءت بعد تحسن العلاقات بين “إسرائيل” ودول عدة في العالم الإسلامي خلال العام الماضي”.
وأضافت أن القيادة المركزية الأمريكية باتت الآن مسؤولة عن تنسيق الأنشطة العسكرية مع “إسرائيل”، بعد قرار ضم الأخيرة لنطاق عملياتها.
وأوضحت أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كانت إدارة بايدن القادمة ستؤيد التغيير الذي أحدثه ترمب في آخر أيامه بالسلطة.
ويعتقد بعض مراقبي الأمن في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أنه كان “من الطبيعي أن تكون إسرائيل تحت مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية لأن إيران هي التهديد الأمني الرئيس في المنطقة”، بحسب الصحيفة الأمريكية.