في تقرير مطول نشره موقع “أويل برايس”، المتخصص في أخبار الطاقة العالمية، سلط التقرير، الذي كتبه المحلل سيمون واتكينز، الضوء على الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية من قبل إيران وحلفائها في المنطقة، منوهاً بأنه يجب على السعودية أن تستعد للمزيد من تلك الهجمات.
استهل الكاتب التقرير بقوله: “فإنه لولا عدم اليقين بشأن رد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية عام 2020، لكانت إيران شنت المزيد من الهجمات قبل التي شنتها مؤخراً في 4 و7 مارس”.
إستراتيجية الهجوم المباشر
واشنطن ترغب في تقليل اعتمادها على السعودية باعتبارها القوة الإقليمية الرئيسة المضادة لإيران
وأضاف أنه بعد رحيل الرئيس دونالد ترمب، كانت إستراتيجية الهجوم المباشر على السعودية مجهزة من قبل إيران، مشيراً إلى أن طهران رأت أن الوقت مناسب للهجمات الجديدة على السعودية بعد سماح بايدن باستهداف جماعات مسلحة تدعمها في سورية.
وكانت هجمات بايدن رداً على استهداف المنطقة الخضراء في العراق بثلاثة صواريخ في مسعى لتدمير السفارة الأمريكية هناك، وفقاً للكاتب.
وأشار إلى أنه قبل أيام، أطلقت مليشيا أخرى موالية لإيران وابلاً من الصواريخ على مجموعة أهداف عسكرية في أربيل، مشيراً إلى أن الضربات الإيرانية كانت تستهدف الجيش الأمريكي وأهدافاً تعمل لصالحه بالوكالة.
إيران قررت التصعيد
إيران قررت التصعيد وضرب الحليف الأمريكي الأبرز في منطقة الشرق الأوسط
ولفت التقرير إلى أنه بالنظر إلى الرد الأمريكي على هذه الهجمات، فمن الواضح أن إيران قررت التصعيد وضرب الحليف الأمريكي الأبرز في منطقة الشرق الأوسط الذي لا يمتلك أسلحة نووية وهي السعودية.
وأن الفائدة الفورية والأكثر وضوحاً بالنسبة لإيران من أي هجوم ناجح يستهدف منشآت النفط السعودية يتمثل في ارتفاع أسعار النفط.
وأضاف أن حجم الزيادة في الأسعار ومدتها يعتمد على مقدار الضرر الذي يلحق بالبنية التحتية النفطية السعودية في أي هجوم من هذا القبيل، وأن الفائدة الرئيسة الأخرى التي تعود على إيران من مهاجمة السعودية عبر الطائرات بدون طيار أو الصواريخ على وجه الخصوص، هي أنها تضيف مزيدًا من الضغوط إلى العلاقة المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
النفط مقابل الحماية
السعودية أخطأت في تقدير الأهمية الاقتصادية والجيوسياسية لقطاع النفط الصخري
أشار التقرير كذلك إلى أن حجر الأساس للعلاقة بين السعودية وأمريكا وفق اتفاق الملك عبدالعزيز آل سعود، والرئيس فرانكلين روزفلت، في عام 1945، كان أن تتلقى واشنطن النفط الذي تحتاجه من السعودية في مقابل حماية أمن آل سعود.
وأخطأت السعودية في تقدير الأهمية الاقتصادية والجيوسياسية الهائلة لقطاع النفط الصخري بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
بالمقابل، الولايات المتحدة فقدت جزءاً من ثقتها في علاقتها التاريخية التي تشكل حجر الزاوية مع السعودية، بعد حرب الأسعار التي شنتها الرياض بين عامي 2014 و2016.
ثم فقدت الولايات المتحدة ثقتها بالكامل عندما شنت الرياض حرب أسعار مرة أخرى في عام 2020، وعقدت واشنطن العزم على تقليل الاعتماد على المملكة تدريجياً في أي شيء باستثناء مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وكان ينبغي أن يفهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تلك الرسالة، عندما اتصل به ترمب شخصياً، في 2 أبريل 2020، ليخبره أنه إذا لم تبدأ “أوبك” في خفض إنتاج النفط وإنهاء حرب الأسعار فعلياً، فسيكون عاجزاً عن منع المشرعين من تمرير تشريع لسحب القوات الأمريكية من المملكة.
توجهات واشنطن الجديدة
ويخلص الكاتب إلى حقيقة مهمة؛ وهي أن واشنطن ترغب في تقليل اعتمادها على السعودية باعتبارها القوة الإقليمية الرئيسة المضادة لإيران لصالح تحالف واسع من الدول العربية يمكنه العمل بشكل جماعي، ويظهر ذلك جلياً في الموجة الأخيرة من اتفاقات تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” وبين الإمارات والبحرين.
إيران من جهتها تدرك ذلك، ورغم أنها استغرقت بعض الوقت لإعادة تنظيم قيادة الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس بعد مقتل قاسم سليماني، لكنها عادت إلى شن الهجمات على المنشآت النفطية، ويمكن للسوق توقع المزيد من هذه الهجمات بشكل دوري في المستقبل.
رابط التقرير الأصلي: https://2u.pw/PEMNs.