الحمد لله كثيراً، الأمم المتحدة تعتمد قبل أيام قراراً بمكافحة «الإسلاموفوبيا»(1)، فقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة 15 مارس 2024م، قراراً بعنوان «تدابير مكافحة كراهية الإسلام»، جاء ذلك خلال اجتماع بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام أو «الإسلاموفوبيا»، وصوتت 115 دولة لصالح مشروع القرار الذي قدمته باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي، فيما امتنعت 44 دولة عن التصويت، ولم تصوت أي دولة ضد القرار(2).
ويدين القرار أي دعوة إلى الكراهية الدينية والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين، كما يبدو من تزايد حوادث تدنيس كتابهم المقدس والهجمات التي تستهدف المساجد والمواقع والأضرحة.
وتهيب الجمعية العامة في قرارها بالدول الأعضاء أن تتخذ التدابير اللازمة لمكافحة التعصب الديني والقوالب النمطية والسلبية والكراهية والتحريض على العنف وممارسته ضد المسلمين، وأن تحظر بموجب القانون التحريض على العنف وممارسته على أساس الدين أو المعتقد.
وقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»: «في جميع أنحاء العالم، نرى موجة متصاعدة من الكراهية والتعصب ضد المسلمين، يمكن أن يأتي ذلك بأشكال عديدة.. التمييز الهيكلي والنظامي.. الاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي.. سياسات الهجرة غير المتكافئة.. المراقبة والتنميط غير المبرر.. القيود المفروضة على الحصول على المواطنة والتعليم والتوظيف والعدالة».
ونبه الأمين العام إلى أن هذه العوائق المؤسسية وغيرها تنتهك التزامنا المشترك بحقوق الإنسان والكرامة، كما أنها «تديم حلقة مفرغة من الاستبعاد والفقر والحرمان يتردد صداها عبر الأجيال، وفي الوقت نفسه، ينشر الخطاب المثير للانقسام والتضليل الصور النمطية، ووصم المجتمعات المحلية، وخلق بيئة من سوء الفهم والشك».
إنها العودة الحتمية إلى قيم الإسلام ومبادئه التي تحرم الظلم وتنادي بالعدالة والحرية والمساواة، وتدعو للتعاون والتآلف والتعارف بين الناس!
ولعلنا نحن المسلمين أولى الناس بنشر السلام والحد من الكراهية بيننا وفي العالم، والتبليغ والإنكار على كل من ينشر الكراهية والعنف والتهديد الأمني ضد الآخرين بلا ذنب!
ما أروعك يا رسول الله عليك الصلاة والسلام عندما قلت: «لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ»(3)!
فداك أبي وأمي يا رسول الله! دخلت المدينة المنورة وأعلنت السلام ونبذ الكراهية في مجتمع تعددت مكوناته وتنوعت عرقياته؛ «أيُّها الناسُ، أفْشوا السَّلامَ، وأَطعِموا الطَّعامَ، وصَلوا باللَّيلِ والناسُ نيامٌ، تَدْخُلوا الجَنَّةَ بسَلامٍ»(4).
إنها العودة الحتمية إلى قيم الإسلام ومبادئه التي تحرم الظلم وتنادي بالعدالة والحرية والمساواة، وتدعو للتعاون والتعارف والتآلف بين بني البشر؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات: 13).
والحمد لله رب العالمين.
_______________________
(1) «الفوبيا» هي الخوف القهري اللاشعوري غير العقلاني وغير المبرر من موقف أو شخص أو ظاهرة، وعندما نضيف لها كلمة «الإسلام»، يصبح مصطلح «الإسلاموفوبيا» الذي يعني الخوف المبالغ به وغير المبرر من الإسلام، طارق السويدان، «الإسلاموفوبيا» معناها وحقيقتها.
(2) 15 مارس 2024م، شؤون الأمم المتحدة.
(3) صحيح مسلم.
(4) صحيح.