قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان: إن الموت يهدد حياة 20 ألف مدني في الشطر الشرقي من قضاء الشرقاط، شمالي البلاد، نتيجة الحصار الذي يفرضه “داعش” على السكان.
وذكر المرصد، في تقرير له، الإثنين، أن تنظيم “داعش” يفرض حصاراً على المدنيين في الشطر الشرقي من قضاء الشرقاط (140 كم شمال تكريت مركز محافظة صلاح الدين)، فضلاً عن عمليات خطف وتعذيب لمن يشك بتواصلهم مع القوات الحكومية.
وحذر المرصد من أن الوضع ينذر بكارثة إنسانية لا تقل خطورة عما حدث في ساحل الموصل الأيمن، في إشارة إلى الشطر الغربي من الموصل حيث قضى آلاف المدنيين جوعاً وعلى يد مسلحي “داعش”.
وأشار المرصد، في التقرير، إلى أن الجوع يفتك بالمدنيين هناك (الشرقاط) في وقت يسعى التنظيم إلى إحكام قبضته بشكل أكبر عليهم وعدم السماح لهم بمساعدة بعضهم خاصة في حالات المرض، إلا لمن كان لديه عنصر يُقاتل معه.
وقبل الشروع بحملة تحرير الموصل منذ تسعة أشهر، كانت القوات العراقية قد استعادت السيطرة على الشطر الغربي من قضاء الشرقاط (يقسمه نهر دجلة غلى نصفين)، التي تشمل نصف المدينة والقرى المحيطة به، لكن الشطر الشرقي من المدينة والقرى المحيطة به لا تزال في قبضة “داعش”.
ووفق المعلومات التي أوردها المرصد، فإن 40 قرية ضمن الشطر الشرقي للشرقاط لا تزال تحت قبضة التنظيم، فضلاً عن نصف مركز القضاء.
وذكر المرصد، نقلاً عن سكان لا يزالون في تلك المناطق، من دون أن يذكر أسماءهم الحقيقية خوفاً من ملاحقة “داعش”، أن أسعار المواد الغذائية تواصل ارتفاعها حتى بلغ سعر لتر زيت الطعام إلى 40 دولاراً تقريباً (بدلاً من نحو دولار ونصف الدولار) بينما بلغ كيلو الجرام من السكر 90 دولاراً (من نحو دولار ونصف الدولار).
وأضاف أن جميع المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية والأدوية متوافرة لكن أسعارها باهظة، مما دفع كثيرين إلى طبخ الحشائش كوجبة غذائية بديلة.
ونقل المرصد عن وسمي الصحن، وهو مدير بلدية القسم الشرقي للمدنية، قوله: إن أكثر من 20 ألف مدني مهددون بالموت في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” بسبب الحصار المفروض عليهم منذ الخامس عشر من يونيو 2016م.
وطالب المرصد الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بـ”ضرورة إيجاد حل سريع وعاجل لما يحدث من كارثة إنسانية يعيشها سكان الساحل الأيسر في قضاء الشرقاط ومحاولة فك الحصار الاقتصادي الذي يفرضه التنظيم عليهم عبر فتح ممرات جوية تنقل المساعدات لهم”.
ومن المنتظر أن تبدأ القوات العراقية حملة عسكرية جديدة في الأسابيع القليلة المقبلة لاستعادة السيطرة على قضاء تلعفر، غرب الموصل، بعد أن انتزاع السيطرة على الأخيرة إثر معارك عنيفة استمرت قرابة تسعة أشهر.