انتهى تفويض تحقيق دولي في استخدام أسلحة كيماوية في سورية، يوم أمس الجمعة، بعد أن عرقلت روسيا للمرة الثالثة خلال شهر محاولات الأمم المتحدة لتجديد تفويض التحقيق الذي قالت موسكو إنه معيب.
وخلص التحقيق المشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين المحظور في هجوم في الرابع من أبريل، واستخدمت أيضاً لعدد من المرات الكلور كسلاح، واتهم التحقيق أيضاً “تنظيم الدولة الإسلامية” باستخدام غاز الخردل.
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو)، أمس الجمعة، ضد مشروع قرار صاغته اليابان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتمديد تفويض التحقيق لمدة شهر واحد.
وعرقلت روسيا مشروعي قرارين أعدتهما الولايات المتحدة يوم الخميس ويوم 24 أكتوبر لتجديد تفويض التحقيق، وكان المجلس شكل اللجنة في عام 2015.
وحتى الآن استخدمت روسيا حليفة سورية حق النقض (الفيتو) 11 مرة ضد تحركات محتملة لمجلس الأمن بشأن سورية منذ أن بدأت الحرب الأهلية السورية في عام 2011، وأيد مشروع القرار الذي أعدته اليابان 12 صوتاً، بينما امتنعت الصين عن التصويت وانضمت بوليفيا إلى روسيا في الاعتراض على مشروع القرار.
وبعد انتهاء الاجتماع انتقل المجلس إلى مناقشات مغلقة بناء على طلب السفير السويدي لدى الأمم المتحدة أولوف سكوج “لضمان أننا مقتنعون تماماً بأننا استنفدنا كل السبل وكل الجهود” لمحاولة تجديد تفويض اللجنة.
وبعد مناقشة مقتضبة، قال السفير الإيطالي لدى الأمم المتحدة سيباستيانو كاردي، وهو رئيس مجلس الأمن لشهر نوفمبر، للصحفيين: سيواصل المجلس العمل في الساعات والأيام المقبلة بشكل بناء لإيجاد موقف مشترك.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا: إن التحقيق لا يمكن تمديده إلا إذا تم إصلاح مواضع الخلل الأساسية في عمله، وقال: إن المحققين قاموا خلال العامين الماضيين بتوجيه اتهامات لا أساس لها لسورية.
وكان مجلس الأمن صوت أيضاً على مشروع قرار منافس أعدته روسيا، يوم الخميس الماضي، لتجديد تفويض لجنة التحقيق لكنه أخفق بعد ما حصل على موافقة أربعة أصوات فقط.
ويحتاج أي مشروع قرار لإقراره موافقة تسعة أعضاء وألا تستخدم أي من الدول دائمة العضوية بالمجلس وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا حق النقض (الفيتو).
وقالت نيكي هيلي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، للمجلس، يوم الجمعة: روسيا تهدر وقتنا.
وأضافت هيلي: تصرفات روسيا اليوم وفي الأسابيع الأخيرة كانت تهدف إلى التأجيل والتشتيت وفي نهاية المطاف إلى هزيمة الجهود الرامية إلى ضمان المساءلة عن الهجمات بالأسلحة الكيماوية في سورية.
وفي حين وافقت روسيا على إنشاء آلية التحقيق المشتركة ظلت تشكك باستمرار في نتائجها وأساليب عملها.
وكان الهجوم الذي وقع في الرابع من أبريل الماضي على خان شيخون أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص ودفع الولايات المتحدة إلى إطلاق صواريخ على قاعدة جوية سورية. وحذرت هيلي يوم الخميس قائلة: سنفعلها ثانية إذا كان يتعين علينا ذلك.
ورغم المأزق العلني والحرب الكلامية بين الولايات المتحدة وروسيا في الأمم المتحدة قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز يوم الخميس إن الرئيس دونالد ترمب يعتقد أن بإمكانه العمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن قضايا مثل القضية السورية.
ووافقت سورية على التخلص من أسلحتها الكيماوية في عام 2013 بموجب اتفاق بوساطة من روسيا والولايات المتحدة.