بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية الألماني الجديد هورست زيهوفر لصحيفة “بيلد” الألمانية، وقال من خلالها: إن “الإسلام ليس جزءاً من ألمانيا” قامت الدنيا ولم تقعد في ألمانيا، إذ توالت ردود الفعل المؤيدة والمعارضة لتصريحاته.
وقد كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أول المعارضين لتلك التصريحات، إذ قال شتيفن زايبرت، المتحدث باسمها، في ندوة صحفية عقدت هذا الصباح: “إن الإسلام هو أيضاً جزء من ألمانيا، صحيح أن المسيحية واليهودية طبعت تاريخ ألمانيا، لكن الملايين من المسلمين يعيشون في ألمانيا، فعلى أساس القيم والنظام القانوني أصبح الإسلام الآن جزءًا من ألمانيا أيضاً”.
كما اتهم ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب “اليسار” زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي زيهوفر بأنه يريد بتصريحاته تلك مهادنة أنصار حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، إذ قالت الرئيسة المحلية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية بافاريا ناتاشا كونن في تصريحات لمحطة “إن تي فاو” التلفزيونية الألمانية: “الدافع على الأرجح (لتصريحات زيهوفر) هو استقطاب ناخبات وناخبين أدلوا بأصواتهم لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا”.
وتابعت كونن بالقول: “التفوه بمثل هذه العبارة يحرض المواطنين ضد بعضهم البعض”.
وبدورها، استهجنت أيدان أوزووز، وزيرة الهجرة السابقة تصريحات زيهوفر في تدوينة لها على “تويتر” اختتمتها بعبارة: “سيد زيهوفر، ألمانيا هي منذ وقت طويل وطن للكثير من المسلمين”.
ومن جانبها، قالت بياتريكس فون شتورش، نائبة رئيس حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي في تدوينة على “تويتر”: “إن زيهوفر يقرأ من برنامج حزب “البديل من أجل ألمانيا”.
وفي السياق نفسه، قال رئيس الكتلة البرلمانية للبديل الألماني في برلمان ولاية سكسونيا-أنهالت، أندري بوغنبورج: إن القول بأن المسلمين المندمجين على نحو جيد والملتزمين بالقانون جزء من ألمانيا، لكن الإسلام ليس كذلك “هو رسالة جوهرية لحزبنا”، مضيفاً أن تبني زيهوفر الآن لهذا القول “يؤكد صحة موقفنا”.
أما جيم أوزدمير، الرئيس السابق لحزب الخضر، فقد علق على تصريحات زيهوفر بسخرية في تدوينة له على تويتر: “زيهوفر يقول: إن الإسلام ليس جزءاً من ألمانيا، ولكن السياسية الإيزيدية من الحزب المسيحي الديمقراطي دوزين تيكال لا يسمح لها بأن تكون ضمن الحكومة الألمانية، كلاهما أمر خطأ”.
غير أن وزيرة الزراعة الألمانية يوليا كلوكنر دافعت عن زيهوفر، داعية إلى التفريق بين انتماء المسلمين والإسلام لألمانيا، وقالت السياسية المنتمية لحزب ميركل المسيحي الديمقراطي: “التطرف والأصوليون لا ينتمون إلينا في ألمانيا، جذورنا مسيحية-يهودية، لكن بالطبع ينتمي إلينا أفراد من العقيدة الإسلامية”.
ولم تقتصر ردود الفعل على الساسة فقط، وإنما امتدت لتشمل بعض الفنانين الساخرين، إذ قال الإعلامي الساخر يان بومرمان معلقاً على تصريحات زيهوفر: “هورست زيهوفر لا ينتمي إلى كل ما هو خارج عن بفاريا”، أما برنامج “هويته شو”، وهو برنامج أسبوعي ساخر يذاع على القناة الثانية الألمانية، فقد علق المشرفون عليه في تدوينة على “تويتر” تقول: “بالنسبة لهورست زيهوفر، الإسلام ليس جزءاً من ألمانيا، إنه أمر مضحك لأن الكثيرين في ألمانيا يظنون الشيء نفسه عن زيهوفر”.
يذكر أن الرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف استخدم عبارة “الإسلام جزء من ألمانيا” عام 2010 وأيدته في ذلك ميركل، إلا أن ساسة آخرين عارضوا هذه العبارة.