تناولت الصحف الألمانية العمل الإرهابي الأخير في إسبانيا، واختلفت تعليقات الصحف حوله، حيث اعتبرت بعض الصحف أن نشر الكراهية والإرهاب لا يقتصر على الفكر “الإسلاموي المتشدد”، وإنما هو أيضاً نتاج اليمين المتطرف، في حين طرحت صحف أخرى تساؤلات حول مدى كفاية الإجراءات المتخذة من قبل الدول الغربية لمكافحة الإرهاب في الدول العربية.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة “فرانكفورتر روندشاو” الألمانية تعليقها بالقول: “الإرهابيون يجبروننا مرة أخرى على طرح الأسئلة المألوفة: هل استنتجنا الدروس الصحيحة من التفجيرات السابقة؟ والإجابة بالطبع لا، فعلى سبيل المثال لا يوجد تعاون كاف بين القوات الأمنية الأوروبية لموجهة اعتداءات الإرهابيين، كما يجب على الدول الأوروبية التركيز على التساؤلات التالية: إن كانت قد اتخذت ما يكفي من الإجراءات ضد مكافحة الأسباب المحلية للإرهاب، وهل يكفي حقاً زيادة الأمن الداخلي من خلال القمع؟ كما على الديمقراطيات الغربية الإجابة عن سؤال ما إذا قد تصدت بشكل كافٍ لأسباب الإرهاب، كما تصدت له مثلاً في العراق أو سورية، إذ يشارك هناك تحالف لمكافحة “الدولة الإسلامية” بشكل أثر على التنظيم الإرهابي بشكل كبير، بيد أن هناك نقصاً في وسائل إعادة إعمار المناطق المحررة.
وفي صحيفة “هايلبرونر شتيمه” (صوت هايلبرون) المحلية نقرأ أن الإرهاب والكراهية لا يقتصر على “الإسلامويين المتشددين”: الحقيقة المرة هي أننا لا نستطيع حماية أنفسنا من الهجمات عن طريق عمليات الدهس باستخدام الشاحنات أو الطعن بالسكاكين، ولكن ما نستطيع حمايته والحفاظ عليه هو موقفنا من الإرهاب وانفتاحنا، كما أن الكراهية لا تقتصر على الفكر “الإسلاموي المتشدد”، نحن نرى في الولايات المتحدة إلى ماذا تؤدي الكراهية من اليمين المتطرف، ويجب أن تخشى البلاد الآن أيضاً من أعداء الداخل، إذ إن دهس شخص من البيض العنصريين حشداً من الناس، هو عمل إرهابي أيضاً.
أما صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الألمانية فتحدثت عن الإرهابيين وضحاياهم: أرواح القتلى الأبرياء لن تكون مقدسة، إذا علم الإرهابيون أن من بين الضحايا الذين أوقعوهم “إخوة” مسلمين لهم أيضاً، وعبارات مثل “استمروا على هذا المنوال” أو “هذا كاف لحد الآن” لن تكون رد الفعل الأول ولا الوحيد على اعتداء وحشي كاعتداء برشلونة، هذه الأيام هي أيام الحداد على الضحايا والأمل بشفاء المصابين والتضامن مع أسرهم، وأخبار هؤلاء القتلة ومؤيديهم لن تكون الأخيرة، ولكننا لن نسمح لهم بتدمير قيمنا وأسلوبنا في الحياة.
وتناولت صحيفة “هانوفرشه ألغمانيه تسايتونغ” تعليقها عن الأمان في إسبانيا، والذي لم يعد موجوداً بعد ذلك أي مكان في العالم: كان من المفترض أن يكون صيفاً سهلاً، وخصوصاً صيفاً بدون إرهاب، وأن يسود الاستمتاع بعطلة مشمسة، ولكن ليس في تركيا أو مصر أو تونس، ولهذا تحولت إسبانيا إلى ملاذ آمن للسياح في هذا العالم الذي يزداد خطورة يوماً بعد يوم (…) ويبدو الآن أنه لم يعد هناك أمان في أي مكان، ولا حتى في إسبانيا نفسها.