في تعليقه على الانسحاب الأميركي من أفغانستان كتب المحرر بصحيفة ديلي تلجراف (Daily Telegraph) أليستر هيث أن الولايات المتحدة تتراجع على كل الجبهات وأن ساستها غير الأكفاء عاجزون عن عكس مسار هذا الانحدار.
وقال هيث في مستهل مقاله إنه لا توجد إمبراطورية أبدية وإن كل الإمبراطوريات تسقط في نهاية المطاف بسبب الغطرسة والإذلال.
وأضاف أن الكارثة الإنسانية المؤلمة المتمثلة في الانسحاب الفاشل من أفغانستان هي فقط أحدث علامة على انتهاء الحقبة الأميركية، حيث لم تعد واشنطن شرطي العالم ويوشك أن يكون هناك مستقبل مقلق من الخلافات بين القوى الإقليمية التوسعية والسلطوية.
وأشار الكاتب إلى أن النفوذ الأميركي بلغ ذروته من أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، وأن نهضة الرئيس السابق رونالد ريجان وهدم جدار برلين وإنهاء الشيوعية ومعسكرات الاعتقال السوفيتية وصعود وادي السيليكون واختراع الإنترنت كانت كلها أعواما للهيمنة الأميركية وأيام مجد السلام الأميركي.
ومع ذلك يرى الكاتب أن كل ما سبق كان انحرافا قاسيا عن المسار ودلالة على الفكرة الأميركية، وبعد ذلك سار كل شيء بشكل خاطئ، وعانى العالم من محاولة طويلة الأمد وفاترة، وفي نهاية المطاف غير مثمرة بشكل كارثي، لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.
ويضيف الكاتب أنه بعد مرور 20 سنة أصبحت خطة أميركا العالمية حطاما وأصبحت نخبها مرتبكة بشأن كل شيء تقريبا، والغباء وعدم الكفاءة اللذان ظهرا في الانسحاب من أفغانستان يؤكدان أنهم لا يفهمون بقية العالم ولا يصلحون لحكم بلدهم، ناهيك عن العالم.
وأوضح الكاتب أن التعميم الساذج أعمى الأميركيين، وأنهم لم يعودوا يفهمون الدين أو القبلية أو التاريخ أو الاختلافات الوطنية أو لماذا تريد البلدان أن تحكم نفسها.
وأفاض في ذكر فشل وتراجع أميركا في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وقال إن فكرة السلام الأميركي لم تحقق أي شيء ذي أهمية في هذه الأماكن، وفي ظل هذه الظروف كيف لا يمكن أن تكون الإمبراطورية الأميركية في حالة انهيار نهائي!
وخلص إلى أن أميركا، عمليا، لا ينبغي لها أبدا أن تحاول بناء دولة وأن التغيير يجب أن يكون تلقائيا وطبيعيا، وإلا لن يكون مستداما.
واختتم هيث مقاله بأن الغرب فقد السيطرة وأنه ستكون هناك تحركات سكانية جماعية وحروب عملة ومعارك على الموارد الطبيعية. ومع أن الإمبراطورية الأميركية كانت على الأقل تؤمن بالحرية والديمقراطية، فإن ما سيحل محلها لن يتظاهر حتى بأنه ليبرالي.