تراجعت العديد من الأحزاب المؤيدة للانقلاب في تونس ، عن دعمها المطلق للإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيّد في 2 يوليو الماضي ، بما في ذلك “حركة الشعب”( قومية ) ، أكبر المؤيدين لسعيّد ، وحزب ” تونس للأمام ” ( يساري ) فضلا عن العديد من الشخصيات في مقدمتهم نزيهة رجيبة المعروفة باسم ( أم زياد ) .
الشواشي: التشكيك في المعارضين عمل جبان ومخجل ومشين
وقد تزامن التراجع في المواقف المؤيدة والدعوة لوضع سقف زمني للإجراءات الاستثنائية مع تعليقات على الاجراءات التي اتخذت بحق عدد من الشخصيات الاعتبارية مثل الرئيس الأسبق محمد منصف المرزوقي، و الاتهامات الموجهة لمعارضين مثل حمّة الهمامي، ( حزب العمال ) و محمد نجيب الشابي،( حركة أمل ) ورضوان المصمودي ،( قيادي بحركة النهضة ) و آخرين .
عمل مشين
وقال الأمين العام لحزب ” التيار الديمقراطي ” غازي الشواشي في تدوين له على فيسبوك يوم الأحد 17 أكتوبر 2021 م، ( وكان الحزب مؤيدا لإجراءات سعيّد ويعد أمينه السابق مفتي الانقلاب الذي زيّن له ما فعله بعد ذلك ) قال ‘ قد تختلف مع حمة الهمامي أو نجيب الشابي أو المنصف المرزوقي حول مواقفهم أو افكارهم باعتبارهم رجالات سياسة و قامات وطنية مناضلة و لكن أن يصل الأمر إلى تخوينهم أو التشكيك في وطنيتهم و في نزاهتهم فهذا عمل جبان ومخجل ومشين’ .
وأضاف غازي الشواشي، أنه بعد الذباب الأزرق والذباب البنفسجي الذي تفنن طيلة سنوات في تشويه خصوم أسيادهم دخل اليوم الذباب الأصفر أو ما سمي بالحشد الشعبي على الخط لتشويه المناضلين الوطنيين و ترذيل النخبة السياسية والمجتمعية في بلادنا خدمة لزعيمهم الملهم و للنظام الشعبوي المتخلف الذي يبشرون به ” على حد قوله .
رجيبة: الرئيس نفسه لا يتكلم إلا بالتخوين والوعيد دون أن يتجشم مشقة التوضيح وتجنب التعميم
نسخة من سعيّد
من جانبها انتقدت الناشطة نزيهة رجيبة، ( كانت من أنصار سعيّد ) حملات التشويه التي طالت ”من لهم تاريخ نضالي ومن اختار أن يعارض إجراءات قيس سعيد” ومحاولة ”قتلهم معنويا” وذلك من قبل من وصفته بـ “الحشد الشعبي” المتكون من ”غلاة أنصار الرئيس وفلول النوفمبريين ( نسبة لانقلاب بن علي في 7 نوفمبر 1987 م) أي ممن لا تاريخ لهم ومن لهم تاريخ أسود”.
وقالت نزيهة رجيبة، في تدوين على صفحتها ب فيسبوك ”هذه الهجمة لم تأت من عدم فالرئيس نفسه لا يتكلم إلا بالتخوين والوعيد دون أن يتجشم مشقة التوضيح وتجنب التعميم”.
وأضافت ”رئيسة ديوان الرئيس تفعل نفس الشيء أما شقيقه فقد قالها بكل صراحة : يجب إقامة نخبة جديدة على أنقاض النخبة القديمة”.
وتوجهت لقيس سعيّد قائلة ” السيد الرئيس.. موكول إليك أن تمسك عنا أفاعيك النهّاشة ، وأن تفهمهم أننا أناس جديرون بالاحترام والتقدير لوطنيتنا وسابق تضحياتنا وأن المعارضة عموما فعل وطني سواء جاءت من مناضل قديم أو من مناضل جديد وأنكم لا تملكون الوطنية حصريا ولا من صلاحياتكم توزيعها على من تريدون وحجبها عمن تعادون”.
المغزاوي: حركة الشعب لا تؤيد مشروع رئيس الجمهورية
لسنا من مؤيدي الرئيس
وفي تصريح مثير للأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي والذي وضع نفسه ناطقا باسم الانقلاب ، دون تكليف، منذ 25 يوليو الماضي، قال” إن حركة الشعب لا تؤيد مشروع رئيس الجمهورية القائم على مبدأيْ الديمقراطية المباشرة ( اللجان الشعبية في ليبيا سابقا ) والبناء القاعدي.
وذكر على هامش الاجتماع الذي عقده يوم الاثنين 18 أكتوبر 2021 م مع هياكل و منخرطي الحركة في محافظة قابس أن الرئيس سعيّد لم يدعو حركته للحوار الذي ينوي عقده قريبا .
عبيد البريكي: لا توجد ديمقراطية في العالم بلا أحزاب تحكم وأخرى تعارض
أما الأمين العام لحركة تونس إلى الأمام، عبيد البريكي، وهو أيضا من مؤيدي الانقلاب فقد تراجع بدوره وقال في مؤتمر لحزبه لمدينة الحمامات إنه “لا توجد ديمقراطية في العالم بلا أحزاب تحكم وأخرى تعارض وأنه لا بد من تشريك الأحزاب والمنظمات الوطنية في الحوار الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية”، معتبرا أنه “يخطئ من يتوهم أنه بالإمكان طرح المسألة الاجتماعية، دون الحوار مع المنظمات وخاصة الاتحاد العام التونسي للشغل” .
وفي سياق متصل قال عدنان الحاجي، رئيس المجلس المركزي لحركة تونس إلى الأمام “أعتقد أن صوت الأحزاب غير مسموع اليوم وهذا موقف رئيس الدولة منذ حملته الانتخابية”.
عدنان الحاجي: الهدف هو التمديد في الاجراءات الاستثنائية والتي يمكن أن تتواصل إلى سنة2004
وأن هذا التمشي “يطرح أمام الفاعلين السياسيين إشكاليات بخصوص مستقبل المسار الديمقراطي في تونس”
وقال موجها خطابه لقيس سعيّد “إذا كان البرلمان هو الخطر الداهم فها قد تم تجميده، لذا يجب حله وإذا كانت الحكومة خطرا داهما فها قد تم تغييرها بحكومة جديدة .. لكنني أعتقد أن الهدف من الإبقاء على هذه الوضعية، هو التمديد في الاجراءات الاستثنائية والتي يمكن أن تتواصل إلى سنة 2024، في ظل عدم تسقيفها بتاريخ محدد”.