سلسلة طويلة من جرائم حرق القرآن لا زالت تفجر الغضب ضد المتطرفين الغربيين، وآخرها ما حدث في السويد، والذي دفع الأزهر الشريف إلى المطالبة بإصدار تشريع دولي لحماية المصحف الشريف بالتزامن مع مطالبة رسمية مصرية بالتصدي للعنف.
غضب مصري
وأعرب الأزهر الشريف في بيان رسمي له عن “استياءه البالغ واستنكاره الشديد لِمَا أقدم عليه بعض المتطرفين الإرهابيين ممن ينتمون إلى اليمين المتطرف في السويد، على حرق نسخ من المصحف الشريف، وتعمد تكرار هذا الفعل المشين رغم خروجه على كل القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على ضرورة الالتزام باحترام مقدسات الشعوب وعقائدهم وأديانهم”.
وأكد الأزهر أن “التعدي على المقدسات الدينية ليس من حرية التعبير لا في قليل ولا في كثير، وإنما هو رِدة حضارية وهمجية تضرب بالقيم الإنسانية عرض الحائط، وتعود بالسلوك البشري إلى عصور الظلام، وتغذي مشاعر العنف والكراهية، وتقوِّض أمن المجتمعات واستقرارها”.
ودعت مشيخة الأزهر في بيانها إلى ضرورة سن تشريعات دولية تمنع الإساءة للمقدسات الدينية وللأمم والشعوب وكفالة الضمانات اللازمة لحماية حقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها.
وفي السياق نفسه، أعلنت مؤسسات الدولة رفضها لما جرى في السويد.
وأظهرت وسائل الإعلام المحلية الخاصة والرسمية بمصر استنكاراً للجريمة، وطالبت عبر بعض الإعلاميين بالتصدى، وفق ما رصده مراسل “المجتمع”.
وأدانت مصر في بيان لوزارة الخارجية المصرية بأشد العبارات قيام مجموعة من اليمينيين المتطرفين في السويد بالإساءة المُتعمدة للقرآن الكريم وما ترتب على ذلك من تأجيج لمشاعر المسلمين حول العالم خلال شهر رمضان الكريم.
وقال البيان: “تأتي هذه الواقعة ضمن الممارسات اليمينية المُتطرفة التي تُحرض ضد المهاجرين بوجه عام والمسلمين على وجه الخصوص، وتؤكد مصر رفضها المساس بالثوابت والمُعتقدات الدينية أيًا ما كانت، والزج بممارسات استفزازية تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية”.
وأضاف أن مصر “تؤكد على ضرورة احترام الحق فى حرية الدين والمعتقد كحق أساسي من حقوق الإنسان، كما تدعو مصر إلى إعلاء القواسم المشتركة من التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الشعوب، ونبذ دعوات التحريض والكراهية، والتوقف عن أعمال العنف والتخريب والأعمال الاستفزازية التي من شأنها الإضرار باستقرار المجتمعات وأمنها وسلامها”.
جرائم متكررة
وتكررت جرائم حرق القرآن في السنوات الأخيرة في دول غربية والهند وفق ما جرى رصده.
وشهدت السويد كذلك في أغسطس عام 2020، حرق القرآن من قبل جماعات يمينية متطرفة، ما أثار غضباً واسعاً.
وفي العام 2019، حرق رئيس حزب “النهج الصلب” بالدنمارك اليميني المتطرف “راسموس بالودان” المصحف الشريف، وهو ما تكرر في النرويج في ذات العام على يد متطرف معادي للإسلام.
وفي العام 2017، شهدت ولاية كاليفورنيا بأمريكا، على مدار يومين متتالين من شهر رمضان، وقائع حرق للمصحف أو تمزيقه أمام مسجد النور بجنوب ساكرمنتو.
وفي نوفمبر عام 2015، نظم اليمين المتطرف في أسبانيا وفرنسا وهولندا، مظاهرات معادية للإسلام والمسلمين مع حرق للمصحف الشريف، وسط تنديد إسلامي كبير.
وشهدت جزيرة كورسيكا الفرنسية في ديسمبر عام 2015 وأبريل 2016، وقائع حرق للمصحف الشريف.
وفي العام 2011، قام القس الأمريكي تيري جونز بحرق المصحف وبث المشهد عبر الإنترنت قبل أن يتم القبض عليه واحتجازه لفترة وجيزة.
وفي العام نفسه، أحرق جندي بريطاني يدعى “أندرو راين” نسخة من القرآن الكريم ، أمام المتسوقين في مدينة “كارلايل”.
واعتاد المتطرفون الهندوس حرق المصحف الشريف في العديد من احتجاجاتهم في السنوات الأخيرة.
وفي أواخر العام الماضي، دنس متطرفون هندوس نسخة من المصحف الشريف بوضعها على ركبة تمثال آلهة هندوسية، ما أشعل احتجاجات كبيرة.