قال سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح اليوم الثلاثاء: إن مشروع استغلال الجزر الكويتية هو مستقبل الكويت القادم، مؤكداً أن مباركة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لهذا المشروع تمثل دعماً رئيساً لهذه التوجهات الحكومية.
جاء ذلك في كلمة أمام سمو أمير البلاد عندما قدم لسموه حفظه الله برفقة السادة أعضاء لجنة السياسات والتنمية الإدارية بالمجلس الأعلى للتخطيط شرحاً حول مشروع استغلال الجزر الكويتية الشرقية الحرة وهي بوبيان وفيلكا ووربة ومسكان وعوهه.
وأوضح أن هذا المشروع يحتاج إلى تشريعات معينة وقرارات استثنائية إلى جانب القرارات والإجراءات الطبيعية التي تمضي بها الحكومة في مثل هذه التوجهات، مبيناً أن تلك التوجهات ليست ذات كلفة مالية حسب تقديرات أعضاء المجلس الأعلى للتخطيط.
وأضاف بالقول: «طويل العمر أنا دائماً أقول لإخواني أعضاء المجلس الأعلى للتخطيط: إن صاحب السمو يدعمكم ويعول عليكم الشيء الكثير، مؤكداً أن أعضاء المجلس هم خيرة الرجال المخلصين لبلدهم ولأميرهم في هذا الموضوع».
وعبر عن الثقة والقدرة على إقناع مجلس الأمة بأهمية المشروعات الكبرى، ومنها هذا المشروع، والتعاون في سن التشريعات والقوانين المطلوبة في حال مواجهة أي عائق أمام تنفيذ تلك المشروعات.
بدورهم، عرض أعضاء لجنة السياسات والتنمية الإدارية بالمجلس الأعلى للتخطيط أمام سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه المرحلة الأولى من رؤية شاملة لتنمية اقتصادية جديدة لبناء «كويت المستقبل»، بما تشمله من مشروعات جديدة طموحة وأخرى مطروحة؛ مثل مدينة الحرير، مقدمين لسموه شرحاً حول مشروع استغلال الجزر الكويتية الشرقية الحرة وهي «بوبيان وفيلكا ووربة ومسكان وعوهه».
وقال جاسر الجاسر: اليوم نعرض مرحلة أولى من مراحل تسعى لتقريب وتحقيق هذه الرؤية بالتركيز على الجزر الخمس التي تشكل نحو 5% من مساحة أرض الكويت، وهي في الغالب غير مستغلة.
وأوضح أن التركيز هنا على أن تكون مركز تجارة حرة، وانفتاحاً في التعامل مع الشرق والغرب، بما تتضمنه من مراكز مختلفة تحقق عدداً من جوانب التنمية، مضيفاً أن اللجنة شكلت فريق عمل استمر خلال سنة ونصف سنة تقريباً أو أكثر لإعداد هذه الرؤية مع الاستعانة بخبرات ومكاتب استشارية.
وذكر الجاسر أمام سمو الأمير أن هذه الرؤية عرضت على لجنة السياسات التي أقرتها ورفعتها للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، حيث أقرها المجلس برئاسة سمو الرئيس، وهي اليوم محالة إلى سموكم للنظر فيها والتوجيه كما ترون، مؤكداً استعداد أعضاء اللجنة لمناقشة أي تفاصيل أخرى.
وأوضح أن هذا العرض يشكل المرحلة الأولى من رؤية شاملة لتتسق مع أي مشاريع مطروحة أخرى مثل مدينة الحرير، أو أي فكرة أخرى، مؤكداً أن بمباركة سموك ستواصل اللجنة إن شاء الله عملها للمرحلة الثانية وللمرحلة الثالثة، لما يغطي كامل الأرض الكويتية إن شاء الله.
من جهته، قال عدنان البحر: إن الفكرة من مشروع تحمس له المجلس الأعلى للتخطيط مع مستشارين دوليين، وتبنته الحكومة برئاسة سمو رئيس الوزراء، وأعطته صفة الاستعجال؛ لأنه أولاً مشروع استثماري تجاري يعود دخله لدولة الكويت وينمي مواردها المالية.
وأضاف أن ثاني تلك الدوافع لأنه يخلق فرص عمل وخدمات في منطقة شمال الخليج، من خلال منطقة تجارية حرة تكمل المناطق التجارية الحرة الأخرى إن كان في جنوب الخليج في إمارة دبي وغيرها، فضلاً عن كونه مصدراً تقتدي فيه التشريعات في البر الرئيس والخطة الرئيسة للدولة.
وقال: إن ثالث الدوافع أن يكون في وجوده ونجاحه وحاجة جيرانه في المنطقة له سواء في مجال الاستثمار أو الخدمات المالية واستخدام التسهيلات التجارية والتخزينية؛ بأن يحرص الجميع على وجوده كمشروع محايد ومستقل ومطمئن؛ لأن في استقراره فائدة للمنطقة كلها.
وأضاف بالقول: «طويل العمر تحمس الجميع لأننا رأينا فيه مشروعاً يساعدنا في تحقيق هذا كله»؛ ليكون لبنة يمكن أن تشيد عليها التنمية الاقتصادية الجديدة لبناء الكويت الجديدة مستقبلاً.
وأوضح البحر أن الفكرة تقوم على أن يكون المشروع مملوك استثمارياً ومالياً لدولة الكويت، ولكن بصفة مستقلة في إدارته وفي تشريعه وفي خدماته ليتساوى فيه الجميع أياً كانت جنسيته وصفته، سواء كان مستثمراً أو ساكناً أو تاجراً.
وذكر أن «هذا ملخص يا طويل العمر وعادة كل المشاريع الصغيرة تحتاج كالبرعم الصغير في الحقل إلى حماية ورعاية إلى أن يشتد عوده ليوقف ويستطيع أن يعتمد على ذاته»، مؤكداً الحاجة من سموه إلى هذه الرعاية وهذه العناية في هذا المشروع ليكون إن شاء الله “عند حسن ظنك طويل العمر”.
بدوره، قال ناصر الروضان: إن دعم سموكم ومتابعتكم وما يصدر من المجلس الأعلى للتخطيط من آراء واقتراحات يعكس اهتمام سموكم بهذا الأمر، وأضاف أن هذا الأمر كبير ولا يمكن أن ينفذ بالأمور الاعتيادية وبالبيروقراطية القاتلة وبطء الإجراءات؛ لذلك يحتاج أن يصدر بقانون خاص.
وأكد أن هذا ما يتطلع إليه المجلس الأعلى للتخطيط من سمو الأمير لدعم هذا المقترح ومساندته حتى يرى النور، «ونشوف الكثير من المشاريع المشابهة لهذا المشروع على أرض الكويت»، مقدماً شكره لسمو أمير البلاد رعاه الله.
من جهته، قال خالد عيسى الصالح: إن «مناسبة مثل هذه يا طويل العمر لابد أن كلمة الحق تقال بأنه مشروع ممتاز»، مستذكراً بداية النهضة في الكويت حين وقع المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر اتفاقية تصدير النفط عام 1930م بكمية محدودة وسعر محدود.
وأضاف في هذا الصدد؛ أن القطاع الخاص في أول موسمين للغوص والسفر كان أهل الكويت يغوصون 3 أشهر يبحثون عن اللؤلؤ، ليس لبناتهم ولا حريمهم، بل لبيعه في الخارج في فصل الشتاء، والآن انتهى هذا الأمر لا غوص ولا سفر فكلها وظائف حكومية.
وأكد بالقول لسمو الأمير: إن الأوان آن في وقتك وفي عهدك وقيادتك يا طويل العمر إلى عمل تنفيذي حقيقي، فهذا حلم من الأحلام، مضيفاً: «إذاً إحنا نطمع بأن تكون هذه فلابد من إعداد الأجهزة حتى تكون قادرة».
وقال: «تسمح لي يا طويل العمر بكلمة حق لابد أن أقولها بحضورك وحضور الإخوان: يكفي أنك اخترتنا فرداً فرداً، فآن الأوان أن نحترم ونترجم هذا الحلم إلى واقع، والله يطول في عمرك ويبارك فيك يا طويل العمر».