مع اقتراب ما يسمى بعيد الفصح اليهودي، قامت منظمات الهيكل المزعوم بنشر فعاليات العيد التي تستمر على مدى أسبوع، وتضمنت الفعاليات أن ذبح القرابين سيتم في قرية دير ياسين المهجرة، في إشارة غير مسبوقة لاستفزاز مشاعر الفلسطينيين، حيث تم تنفيذ أكبر مذبحة بحق الفلسطينيين في تلك القرية المهجرة، وكان تاريخ المذبحة التاسع من شهر أبريل عام 1948م نفذتها العصابات اليهودية التي تشكل منها الجيش الصهيوني لاحقاً.
د. ناجح بكيرات، رئيس الأكاديمية القرآنية في المسجد الأقصى والمبعد عنه بقرار من سلطات الاحتلال، قال لـ”المجتمع”: الخطورة في ذبح القرابين هذا العام أن معهد الهيكل المسؤول عن فعالية الذبح طالب حكومة الاحتلال بتحديد مكان وزمان داخل المسجد الأقصى لتنفيذ هذه الفعالية الخرافية لفكرة خرافية لا أساس لها من الصحة، والمطالبة بتوفير المكان والزمان يعني أن يكون هناك تقسيم فعلي على الأرض، وهذا الأمر سيشعل شرارة لا يمكن أن تتوقف دفاعاً عن المسجد الأقصى، فحكومة الاحتلال تتبنى ما يتم وضعه من برامج استفزازية تلمودية من قبل جماعات الهيكل المزعوم.
وأضاف: ونتيجة لهذا الإعداد المكثف من قبل جماعات الهيكل المزعوم أصبحت الأعداد بالآلاف التي تشارك في فعالية ذبح القرابين الخرافية، وازدياد الأعداد يترتب عليه خطوات خطيرة من قبل المؤسسة الأمنية والرسمية في دولة الاحتلال من خلال إغلاق المسجد في وجه المصلين وتجفيف منابع المسجد الأقصى حتى يتسنى للمتطرفين تنفيذ فعالياتهم التلمودية والخطيرة على المسجد الأقصى الذي هو الآن في أخطر مراحل التهويد ووجوده.
بدوره، اعتبر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني فعاليات ذبح القرابين لها أبعاد كارثية كونها تشارك فيها حاخامات دينية وسياسية وحزبية، فهي ليست كما يدعي الاحتلال فعاليات لجماعات متطرفة من أجل تضليل الرأي العام العالمي.
وأضاف الكسواني: تزداد الخطورة على المسجد الأقصى يوماً بعد يوم بعد أن أدار الاحتلال ظهره لواقع المسجد الأقصى وأنه من أقدس مقدسات المسلمين، وسن قوانين تتعلق بساحاته ومحيطه والحفريات المستمرة التي لم تتوقف لحظة واحدة منذ احتلال المدينة.
وشدد الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية المحظورة في الداخل المحتل، على ضرورة إفشال كل فعالية تهويدية بحق المسجد الأقصى الذي يتعرض لمؤامرة خطيرة، وتواجد المسلمين فيه هو العامل الرئيس في كبح جماح المتطرفين وحكومتهم العنصرية، مشيراً إلى أن الهيكل المزعوم وإعادة بنائه لم يعد على أجندة الجماعات المتطرفة بل أعلى الهرم السياسي فيها الكيان ينادي بهذه الخرافة؛ ما يشير إلى خطورة الوضع الراهن الذي أصبح يبدأ بفعاليات تلمودية تستبيح كل ساحات المسجد الأقصى ومنع المسلمين من دخوله أثناء تنفيذ الفعالية، وهو تنفيذ لخطة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بشكل عملي وتطبيقي، وهنا تكمن الخطورة الإعلان عن شيء من قبل حكومة الاحتلال والواقع شيء آخر، فكل ما أعلن عنه من تفاهمات لا قيمة لها على أرض الواقع في ظل الإصرار على تنفيذ فعاليات تلمودية مثل التدرب على ذبح القرابين من أجل الهيكل المزعوم.