البوابات الأمنية التي تم تركيبها على أبواب المسجد الأقصى زادت من الإذلال اليومي للمقدسيين المتوجهين للصلاة في المسجد الأقصى خلال أوقات الصلاة.
الناشط المقدسي عضو لجنة الدفاع عن المقدسات فخري أبو ذياب من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، تحدث عن نتائج هذه البوابات الأمنية وما تشكله من عبء نفسي وإذلال شخصي، وتنكيل يومي بالمقدسيين الذين تنتهك خصوصية حياتهم.
يقول أبو ذياب في اتصال معه: الاحتلال يريد من هذه البوابات الخطيرة أن يشعر المقدسي وكل وافد للمسجد الأقصى؛ أن المسجد الأقصى ليس ملكاً للمسلمين، وهو مكان أمني الدخول إليه يحتاج إلى عدة إجراءات أمنية تنال من حرية الشخص ومن كرامته ومكانته كإنسان، وهذا الشعور من أخطر القضايا التي يريد الاحتلال أن ينقلها للمقدسي.
ولفت أبو ذياب: عندما يشعر المقدسي أو أي شخص يريد الصلاة في المسجد الأقصى أنه سيكون من بنك أهداف المؤسسة الأمنية سيمتنع من الذهاب للمسجد الأقصى لتجنب هذا الأمر، وهذا يشكل هدفاً آخر؛ وهو إفراغ المسجد الأقصى من المصلين بشكل اختياري وبدون اعتقالات أو قرارات إبعاد، فهو طرد ناعم وهادئ، بدون ضجيج، وتجفيف للمسجد الأقصى من الناحية البشرية، فعلى سبيل المثال عندما أريد الذهاب للمسجد الأقصى أنا وزوجتي وعائلتي سأفكر ملياً في قضية البوابات الأمنية، وما سيتم التعامل به مع أفراد أسرتي وخصوصاً النساء؛ لذا يكون القرار الداخلي عدم الذهاب للمسجد الأقصى، والابتعاد عن هذه المشاهد المرعبة.
ونوه أبو ذياب قائلاً: التعامل الأمني الحاصل الآن يتعامل مع المسجد الأقصى كأي مؤسسة مدنية تابعة لدولة الاحتلال في المدينة المحتلة، فعند ذهاب المقدسي لمراجعة المؤسسات الرسمية في القدس المحتلة، يتم التعامل معه أمنياً بذات الطريقة التي تم فرضها عند أبواب المسجد الأقصى، وهذا يعني أن الاحتلال يتعامل مع المسجد الأقصى باعتباره مؤسسة إدارية تابعة لدولة الاحتلال، وهنا تكمن طريقة التهويد الجديدة التي تعتبر من أخطر ما يواجه المسجد الأقصى، ويأتي الرفض المقدسي بكل مرجعياته لهذه البوابات وهذه الإجراءات لعلم الجميع خطورة ما يتم تمريره من قبل حكومة الاحتلال وبدراسة مسبقة من مؤسسات الدولة العبرية.
وكشف أبو ذياب عن نوايا خبيثة إضافية لهذه البوابات؛ تتمثل في سياسة جس النبض، لصبغ ما تبقى من إسلامية وعروبة المدينة المحتلة بالصبغة اليهودية، وفرض سياسة الأمر الواقع على المسجد الأقصى، وما تم نشره من تصريحات لزعماء المستوطنين بأنهم شعروا بالراحة النفسية لعدم وجود أشخاص يشوشون عليهم رحلتهم للمسجد الأقصى، وأن هذا لم يتحقق منذ 50 عاماً يؤكد أننا في مشهد خطير، يتطلب الإصرار على موقف الرفض الكلي لكل ما تم فرضه بعد أحداث يوم الجمعة الماضي.