نعم أيها القارئ الكريم.. فلنحذر السفهاء، ولعلك تقلل من أهمية هذا التحذير بقولك: إنهم سفهاء فلماذا الخوف منهم؟! نعم.. نحذر ونكرر، ونكرر، ونكرر ونقول: احذروا السفهاء، فإن ساد رأيهم وفكرهم وحركتهم، فحينها خير من ينقل ويعمل على تحقيق أمنيات ومغازي العدو الصهيوني الماسوني والعدو عموماً المتربص بالأمة، هؤلاء السفهاء بعلم أو بجهل.. السفهاء خير من ينقل عداوات رؤوس الأهرام أو حتى الخلافات الاعتيادية؛ ينقلها السفهاء إلى القاعدة الشعبية وعفوية الشارع لصناعة العدوات العرقية والطائفية وغيرها، والتي تجعل حتى فسيفساء المجتمعات إذا جاز التعبير وصح متناحرة، وهي هدف ماسوني لنجاح وضعها المفصلي مع الأمة اليوم لسيادة العالم!!
نعم أيها القارئ الكريم؛ لا تستصغر فعلهم وتحركهم، فلو لم يكن السفهاء فعلهم هذا شنيع ومقيت؛ لما ذكرهم الله تعالى محذراً منهم في كتابه العظيم؛ مبيناً غرورهم وتعاليهم، وادعائهم أن لا حق ولا صواب إلا معهم، وأن الحق الإنساني، والرؤية البشرية، والعمق الفكري عبارة عن ” علب سردين ” بلون واحد، فإن كانت العلبة مختلف لونها فإنها السم الزعاف رغم توافق أغلب أصول ما بداخلها معهم في الكثير من المضمون.
نعم هؤلاء هم السفهاء الذين قال الله فيهم موجهاً لنا الترفع عنهم: ” ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. ” وحذر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سفهاء الأحلام “.. نعم.. لأن السفاهة متى ما تمكنت فنتائجها العملية والميدانية سيئة، وتخلط حينها الحابل بالنابل، أنا الحق، أنا المؤمن، أنا الصواب فقط، والمخالف إن لم يكن كافراً فهو مبتدع في أقل الأحوال.
نعم.. فلذلك هي الأخطر لسفاهة في تربيتها أصلا، وفي عقلها، ومهما ارتقى تعليمها ومواقعها المهنية! هذه النوعية من السهل البيع والشراء فيها من قبل سفيه عقل يحمل مالاً، يبيع ويشتري بماله سفهاء أصغر منه! والسفيه أصل سفاهته الغرور، ” وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون “.. والسفيه دائما غروره يسوقه على ان تبيع وتشتري به شهواته وهواه. واعلم أيها القارئ الكريم.. أن العدو له اعتماد كبير على هذه النوعية من السفهاء، وأعظم أعمال العدو وأخطرها على الأمة، أن ينقل العداوات من خلال السفهاء الذين يشتري ويبيع فيهم ” كالسلوقي ” لنقل هذه العداوات من رؤوس الأهرامات إلى القاعدة كما أسلفنا، ومن ثم صناعة التناحر بين فسيفساء المجتمع.
ولا تخفى علينا جميعا سفاهة حرب طائفية أصلاً دامت ثمان سنوات لتأصيل السفاهة للوصول إلى ما هو أدق من الطائفية تفتيتاً، واستمر سفيها من السفهاء بأوامر أسياده، فهاجم الكويت بتمثيلية اجتياح الكويت، فكانت أشد وأعمق تفتيتا؛ من حيث ترسيخ العداوات في الأرضيات الشعبية، وهكذا وصلنا اليوم إلى سفيه من السفهاء من كلاب الصيد ليعمل على نقل العداوات إلى ” الفسيفساء الشعبية ” إذا جاز لنا التعبير.
نعم.. ” الكاهن والكهنوت ” وهذا السفيه من وجهة نظري هو الأخطر والأشنع؛ رغم أنه مكمل لمسيرة من قبله من السفهاء بشكل أو بآخر، فهو يعتمد في عمله هذا على نتيجة مستقبلية لو استمر كما ” نعق وعوى ” . هو يعتمد بترحيب مكاتب المخابرات به للوصول إلى ما نطلق عليه محلياً ” فورة الدم ” من أجل الوصول لإتلاف ” الفسيفساء المجتمعية ” إذا جاز لنا التعبير تناحراً فيما بينهم، وهو الهدف الأسمى للتنظيم العالمي الماسوني الذي يعتمد اليوم بقوة في دول العرب والإسلام للوصول إلى هدفه يعتمد على ” الكهنوتية ” المتمثلة في سفهاء الأحلام من السلفية المزيفة وهم إلى السفلية أولى. وهؤلاء الكهنة الجدد طبق الأصل ” كوبي ” للكهنة والكهنوتية التي صنعتها الماسونية من أجل ابغاض الشعوب للدين والأخلاق قبل ساعات الصفر من الثورات في أوروبا.
نعم.. لا نستغرب من السفهاء حينما يشتري ويبيع فيهم من هو أكبر منهم سفاهة! ليتحركوا كمجاميع، ومن ثم إعلانهم: انهم أهلٌ للوطن والوطنية، وأنه ولا يمكن أن تكون لغيرهم حقيقة أو حق.
فلقد نبهنا الله تعالى من سفاهتهم وذكر صفاتهم وبينها بقوله رغم فسادهم إلا أنهم يدعون الفلاح؛ قال تعالى: “وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ” ويقول الله تعالى : ” وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ” وصفاتهم يدعون أن لا دين حق، ولا عقيدة حق، ولا نظرة حق، إلا ما يحملونه بكل دقائقه وإجماله، ثابتاً ومتحركاً، وينافقون أهل الصلاح والفلاح حين القوة، قال تعالى: ” واذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون ” نعم إذا التقوا مع أسيادهم وشياطينهم التي تديرهم؛ هكذا هم إذا دخلوا على من يملأ أفواههم ككلاب الصيد، ومن ثم يتغنون باسم الوطنية، وحب الوطن، والأوطان وما شابه من أكاذيب، واتهامهم الغير بالخيانة للأوطان وغيرها ، فهم ما عشقوا الا المال والجاه ، والبحث على وعن كل وسيلة لا شفاء غليلهم بمن يخالفهم ، نعم .. مخالفهم الذي بتصرفاته الحسنة الثابتة، ومنهجه القويم يكشف الاعيبهم ونفاقهم..
أخيراً.. الوطن وحبه والعمل لصالحه ليس حكراً على أحد، فإذا كان الأمر بما يتفوه به السفهاء كما يزعمون، لتوقفت الكثير والكثير من المؤسسات الخيرية والعملية والتعليمية الحكومية وغيرها من أجل عين السفهاء باسم حب الوطن المزيف الذي يدعيه السفهاء.
حب الأوطان وخدمتها لم تكن حكراً على أحد، فالقومي يجب أن ينطلق من هذا المنطلق، وكذلك الإسلامي واليساري، والقبلي والسني والشيعي، والنصراني وغيره، فلابد أن يفهم الجميع أن هناك مساحة وطنية تستوعبهم جميعاً رغم اختلافهم وتباينهم أحيانا. ولكن السفهاء لا يستوعبون ذلك، بل تصل فيهم الحال يستعين السفيه بمن هو خارج بلده ودينه على أبناء بلده وملته لا لشيء؛ إلا من أجل اقصائهم، رغبة لإشفاء الغليل، وإذلال المخالف لمجرد أنه يختلف معهم، بل يقدم قتال أخيه المسلم على قتال العدو البائن!
ــــــــــــــــــــــــ
(*) إعلامي كويتي.