بعد أسبوعين من المطاردة من قبل قوات الاحتلال، ارتقى منفذ عملية إطلاق النار على حاجز شعفاط الشاب الفلسطيني عدي التميمي، مساء أمس الأربعاء، شهيداً إثر اشتباك مسلح نفذه ضد حراس مستوطنة “معاليه أدوميم” شرقي القدس المحتلة.
وتداول ناشطون مقطع فيديو يظهر بسالة استثنائية للشهيد التميمي وهو يخوض اشتباكًا بمسدس مع جنود الاحتلال وحراس أمن المستوطنة.
أثارت هذه العملية ردود فعل واسعة، وتصدر اسم الشهيد “عدي التميمي” منصات التواصل الاجتماعي، وسط احتفاء كبير بهذه العملية التي أسفرت عن إصابة عدد من المستوطنين.
عملية تاريخية
من جهتها، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، “شهيدها البطل المطارد المجاهد عدي كمال التميمي، من بلدة عناتا بالقدس”.
وقالت “حماس”: إن “هذه العملية الجديدة، واستبسال البطل التميمي، وإصراره على مقاومة الاحتلال، يثبت أركان ثورة شعبنا ضد الاحتلال المجرم، ويبعث برسالة التحدي له من قلب القدس، وينذره بأيام سوداء يُستهدف فيها جنوده وحراس مستوطناته وقطعانه المعربدة في بقاعنا الطاهرة، ويحوّل جبروته وغطرسته إلى مهزلة بأيدي مقاومينا الأبطال”.
وأضافت أن “القدس ورجالها وهم يرسمون ملاحم العزة، ويضربون الأنموذج في مجابهة المحتل برغم منظومته الأمنية وإجراءاته العسكرية المتطورة، ينتصرون لنداء المسجد الأقصى، ويؤكدون قدسيته وأحقية شعبنا فيه مسجدًا خالصًا للمسلمين، ولا حق للاحتلال فيه إلى الأبد”.
{tweet}url=1582811069042393088&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وكتب المحلل السياسي ياسر الزعاترة عبر صفحته في “تويتر”: انتصار رائع يسجّله البطل عدي التميمي (بطل عملية حاجز شعفاط).
وأضاف الزعاترة: إنه مشهد البداية للبطل عدي التميمي قاتل عدوه حتى آخر رصاصة؛ غير آبه بسيل رصاص يخترق جسده.
وتابع بقوله: هي البداية؛ لأن الشهداء “أحياءٌ عند ربهم يرزقون”، وهي كذلك لأن على دربه سيمضي آخرون، سلام عليه إلى يوم الدين.
وقال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني مراد العضايلة: لم أحتمل رؤية الفيديو، فهذا الشجاع يصاب ثم يقوم يطلق النار ثم يصاب ثم يقوم يطلق النار، مضيفاً: لقد آلمني استشهاده.. هذا الشاب هو وعد الله وقرآنه.
واستشهد العضايلة في تعليقه بحديث نبوي شريف: سئل النَّبيّ ﷺ: أَيُّ الشّهداء أَفضلُ قالَ: “الَّذين إِنْ يلقوْا فِي الصّفِّ لا يَلْفِتونَ وُجُوههُمْ حَتّى يُقتَلُوا، أُولئِكَ يَتَلبَّطُونَ فِي الْغرف العلا مِنَ الجنَّة، وَيَضحَكُ إِلَيهمْ رَبُّكَ، وَإِذا ضَحكَ ربّك إِلى عبد في الدّنْيَا فَلَا حِسابَ عَليهِ”.
وقال الكاتب أحمد بن سعيّد، عبر حسابه في “تويتر”: شاهدت هذا المقطع الذي يقاتل فيه عدي التميمي المحتلين حتى الشهادة، فتذكرت الأساطير والأفلام الهاليوودية.
“وترجل البطل المقدام”، بهذه العبارة تحدث الناشط الفلسطيني محمد المدهون، واصفاً عملية التميمي بـ”المشهد التاريخي”.
وقال المدهون، عبر حسابه في “تويتر”: “اكتبوا في سيرته الذاتية أن الفدائي البطل عدي التميمي (21 عاماً) ابن القدس نفذ عملية بطولية وتخفى عن الاحتلال ودوخهم 10 أيام ثم خرج عليهم ونفذ عملية ثانية اشتبك فيها حتى الرصاصة الأخيرة، حتى النفس الأخير، ثم ارتقى شهيداً مقبلًا غير مدبر”.
أما الكاتب رضوان الأخرس، فأشار عبر تغريدة له في “تويتر” إلى أن 10 أيام من الفشل عاشتها الأجهزة الأمنية والعسكرية “الإسرائيلية” التي استنفرت طائرات تجسس ومروحيات وأعداداً كبيرة من جنودها وضباطها وكلابها من أجل العثور على شاب فلسطيني واحد اسمه عدي التميمي بعد تنفيذه عملية شعفاط لكنه هو من خرج لهم وتجاوز تحصيناتهم ليشتبك معهم اشتباكاً تاريخياً.
وقال الكاتب الصحفي تركي الشلهوب: عدي التميمي أيقونة جديدة من أيقونات الصمود الفلسطيني التي لم ولن تنتهي، ودليل آخر على أن هذا الشعب لن يتخلى عن أرضه وأقصانا.
وأضاف الشلهوب: هناك من يُصرُّ على الموت كإصرار البعض على الحياة.. أولئك هم الذين يرسمون طريق النصر، وأولئك الذين قال الله تعالى فيهم: (من المؤمنينَ رجالٌ صدقوا ما عَاهَدوا الله عليه فَمنهُم مَن قَضى نَحبَهُ ومِنهُم مَن يَنتَظِر وما بَدَّلوا تَبدِيلًا).
بعد فشل جيش الاحتلال طيلة 10 أيام بكل ما يملك من امكانيات فى القبض عليه خرج الأسد #عدي_التميمي من عرينه ليواجه جنود الاحتلال بشجاعة متناهية ويظل يقاتل مقبلا غير مدبر فى بطولة نادرة نشرها الاسرائيليون تأكيدًا لمقتله لكن نشرها جاء تأكيدًا وتشريفا لبطولته التي سيخلدها التاريخ للأبد pic.twitter.com/pIbf7LEfUv
— A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) October 19, 2022
الإعلامي في قناة “الجزيرة” أحمد منصور كتب هو أيضاً قائلاً: بعد فشل جيش الاحتلال طيلة 10 أيام بكل ما يملك من إمكانات في القبض عليه خرج الأسد عدي التميمي من عرينه ليواجه جنود الاحتلال بشجاعة متناهية ويظل يقاتل مقبلاً غير مدبر في بطولة نادرة نشرها “الإسرائيليون” تأكيدًا لمقتله، لكن نشرها جاء تأكيدًا وتشريفاً لبطولته التي سيخلدها التاريخ للأبد.
وكتب البرلماني الكويتي السابق ناصر الدولية: رحم الله عدي التميمي، ونسأل الله تعالى أن يجعله في الفردوس الأعلى هو وأصحابه الذي شهروا أسلحتهم في وجه العدو المحتل فتساقطوا كالنجوم المتوهجة التي تضيء سماء المجد والتاريخ.
وقال المغرد دخيل الخليفة: هي بطولات الشعب الفلسطيني التي لن يكررها شعب آخر.
اهالي مخيم شعفاط يخرجون بحشودٍ ضخمة ويتوجهون إلى منزل #عدي_التميمي .. هذه الحشود تُرعبهم أكثر من العمليات ذاتها! pic.twitter.com/4orW6CUcpe
— تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) October 19, 2022
إلى ذلك، توجهت حشود كبيرة من الفلسطينيين بعد تنفيذ العملية إلى منزل الشهيد عدي التميمي، وانتفضت الضفة الغربية، نصرةً وتقديرًا للفدائي الشهيد البطل عدي التميمي، في حين دعت فصائل العمل الوطني في نابلس وطولكرم (شمال الضفة)، إلى الإضراب الشامل في الضفة الغربية والقدس، اليوم الخميس، ضمن فعاليات ثورية وفاءً للشهيد.
وفي 8 أكتوبر الجاري، نفذ الشهيد عدي التميمي عملية إطلاق نار عند حاجز شعفاط بمدينة القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل مجندة صهيونية وأصيب آخرون.
وكتب الشهيد عدي التميمي وصية بعد تنفيذه عمليته الأولى عند حاجز شعفاط قال فيها: عمليتي في حاجز شعفاط كانت نقطة في بحر النضال الهادر، وأعلم أني سأستشهد عاجلاً أم آجلاً، وأعلم أني لم أحرر فلسطين بالعملية، ولكن نفذتها وأنا واضع هدفاً أمامي أن ثمرة العملية مئات من الشباب ليحملوا البندقية من بعدي.
وصية التميمي
أبرز العمليات الفدائية
وشهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة في أقل من 7 أسابيع فقط من (22 مارس – 6 مايو 2022) 7 عمليات فدائية أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المستوطنين، ومن أبرزها:
في 22 مارس 2022، خرج الاستشهادي محمد غالب أبو القيعان (34 عامًا) لتنفيذ عملية طعن ودهس في مدينة بئر السبع المحتلة ما أسفر عن مقتل 4 صهاينة.
وفي 27 مارس، نفذ الفلسطينيان خالد، وأيمن إغبارية، وهما من مدينة أم الفحم المحتلة، عملية إطلاق نار بطولية في مدينة الخضيرة وسط فلسطين المحتلة، أسفرت عن مقتل صهيونيين وإصابة 10 آخرين.
في 29 مارس، كانت ضربة نوعية في عاصمة وهمهم المبدد، في مدينة “تل أبيب” بمنطقة بني براك، حيث قتل 5 مستوطنين وأصيب 6 آخرون، في عملية بطولية نفذها الشهيد ضياء حمارشة من جنين.
وفي 31 مارس، نفذ فلسطيني عملية طعن على متن حافلة قرب مفترق غوش عتصيون، أسفرت عن إصابة مستوطن بجروح خطيرة، واستشهد المنفذ نضال جمعة جعافرة (30 عامًا) على يد قوات الاحتلال جنوب مدينة بيت لحم.
في 7 أبريل، وفي شارع “ديزنقوف” بـ”تل أبيب”، كانت ملحمة من ملاحم التحرير المرتقب، الشهيد رعد حازم يتجول في الشارع الأكثر حيوية في المدينة المحتلة، وينشر الرعب ويقتل 3 صهاينة ويصيب 15 آخرين.
في 29 أبريل، نفذ الشابان يوسف عاصي، ويحيى مرعي، في العشرينيات من العمر، عملية سلفيت من النقطة صفر عند مدخل مستوطنة أرييل، حيث ترجلا من سيارة قبل أن ينسحبا من المكان، وقتل فيها حارس أمن صهيوني.
وفي 5 مايو، نفذ الشابان أسعد الرفاعي، وصبحي أبو شقير عملية فدائية مزدوجة في مستوطنة إلعاد (قرب تل أبيب)، وكان بطلها الساطور والسلاح الناري، وأسفرت عن مقتل 3 مستوطنين على الأقل وإصابة 4 آخرين.