أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الحرب في أوكرانيا تسببت في تشريد 10 ملايين شخص في الجمهورية السوفييتية السابقة، جاء ذلك وفقاً لما صرح به رئيس المفوضية فيليبو غراندي، على موقع “تويتر”، أمس الأحد.
وحسب بيانات المفوضية، فإن نحو 3.4 ملايين شخص نزحوا إلى الخارج، حيث عبروا الحدود إلى الدول المجاورة لأوكرانيا، فيما نزح العدد الباقي من منازلهم داخل بلادهم فراراً من الهجمات، وأضاف غراندي أن هؤلاء الذين يشنون الحرب في أي مكان في العالم مسؤولون عن معاناة السكان المدنيين الذين يتم إجبارهم على الفرار.
ترحيل آلاف السكان
ومن جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن الحصار الذي تضربه روسيا على مدينة ماريوبول الساحلية “إرهاب سيبقى في الذاكرة لقرون قادمة”، بينما قالت السلطات المحلية: إن الآلاف من سكان المدينة نقلوا قسراً عبر الحدود.
وقال مجلس المدينة، في بيان عبر قناته على “تيليجرام” في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي: تم ترحيل عدة آلاف من سكان ماريوبول إلى الأراضي الروسية خلال الأسبوع الماضي.
وذكرت وكالات أنباء روسية أن حافلات نقلت عدة مئات ممن تصفهم موسكو باللاجئين من ماريوبول إلى روسيا في الأيام القليلة الماضية.
قصف مدرسة تؤوي مئات المدنيين
وأعلنت السلطات الأوكرانية، أمس الأحد، أيضاً أن روسيا قصفت مدرسة تؤوي 400 شخص في مدينة ماريوبول المحاصرة، وقال مجلس مدينة ماريوبول في تطبيق المراسلة “تيليجرام”: بالأمس ألقى المحتلون الروس قنابل على مدرسة الفن رقم (12)، مضيفاً أن حوالي 400 امرأة وطفل وكبار السن كانوا يحتمون هناك من القصف، وأضاف أن مدنيين مسالمين لا يزالون تحت الأنقاض، مشيراً إلى أن المبنى دمر.
وظل الكثير من سكان ماريوبول، البالغ عددهم 400 ألف نسمة، محاصرين لأكثر من أسبوعين، فيما تسعى روسيا للسيطرة على المدينة، الأمر الذي سيساعدها في الحصول على ممر بري إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا في عام 2014.
قرب إبرام تفاهم
أعلنت أنقرة، أمس الأحد، أن موسكو وكييف حققتا تقدماً في المفاوضات الهادفة إلى وضع حدّ للغزو الروسي لأوكرانيا، وباتتا قريبتين من إبرام تفاهم، وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو: بالطبع، هذا ليس أمراً يسهل تحقيقه بينما الحرب تتواصل والمدنيون يُقتلون، لكننا نريد أن نقول: إن الزخم ما زال موجوداً.
وتابع، في تصريحات من محافظة أنطاليا في جنوب تركيا: نرى أن الطرفين قريبان من (إبرام) اتفاق.
وزار تشاووش أوغلو روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع، في ظل محاولة أنقرة التي تربطها علاقات قوية بالبلدين، أداء دور وسيط بينهما، كما استضافت تركيا، الأسبوع الماضي، لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا في أنطاليا.
وأشار أوغلو إلى أن تركيا تتواصل مع المفاوضين الروس والأوكرانيين، رافضاً كشف أي تفاصيل بشأن المباحثات، وشدد على أن تركيا تؤدي دور وسيط نزيه ومسهّل.
من جهته، أفاد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في حوار مع صحيفة “حرييت”، أن روسيا وأوكرانيا تتفاوضان على 6 نقاط، هي: حياد كييف، نزع السلاح والضمانات الأمنية، “اجتثاث النازية” من أوكرانيا كما تطالب روسيا، إزالة العوائق أمام استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا، وضع “الجمهوريتين” الانفصاليتين في منطقة دونباس، ووضع شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في العام 2014، وحضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيكسي روسيا على القبول بمباحثات “جدية” لوضع حد للغزو الذي بدأته القوات الروسية، في 24 فبراير.
مقتل 902 مدني
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس الأحد: إن 902 على الأقل من المدنيين قُتلوا وأُصيب 1459 آخرون في أوكرانيا حتى منتصف ليل 19 مارس بالتوقيت المحلي، وأضاف المكتب أن سقوط معظم الضحايا جاء نتيجة استخدام أسلحة متفجرة مثل القصف بالمدفعية الثقيلة ومنظومات إطلاق الصواريخ المتعددة والضربات الصاروخية والجوية.
وتابع المكتب أنه يُعتقد أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير؛ لأن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، التي لها فريق مراقبة كبير في البلاد، لم تتمكن بعد من تلقي تقارير الضحايا من عدة مدن تضررت بشدة بما في ذلك ماريوبول أو التحقق من هذه التقارير.
_____________________________
المصدر: “الوكالة الفرنسية”، “الوكالة الألمانية”، “رويترز”.