انتصار المسلمين على الساسانيين
في الثالث والعشرين من شهر رمضان المُبارك خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في جوف الليل ثلاث ليالٍ منها ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان، وصلى في المسجد وصلى الناس معه، كان يصلي بهم ثماني ركعات في المسجد ويكملون باقيها في بيوتهم، وبصحة هذا الأثر عن رسول الله (عليه أفضل الصلاة والسلام) ثبتت مشروعية صلاة التراويح، أما سبب اقتصار النبي (صلى الله عليه وسلّم) على ثلاث ليالٍ، فهو خشية أن تُفرض عليهم؛ لأنه قال للصحابة لما سألوه عن ذلك: “قد رأيت صنيعكم فلم يمنعني من الخروج إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم”.
وأيضاً، فإن فعل عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) في جمعه الناس على أبي بن كعب، تؤكد هذه المشروعيّة لقوله (صلى الله عليه وسلّم): “عليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضّوا عليها بالنواجذ”، أما عدد ركعاتها، فقد ذهب الفقهاء في عددها، منهم من قال: إنها ثماني ركعات؛ لأن رسول الله صلاها ثماني، كما سبق ذكر ذلك، ومنهم من قال: إنها عشرون ركعة، لأن عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) صلاها عشرين ركعة، فكان (رضي الله عنه) صلّى في الناس بالصلاة التي كان يؤديها الصحابة مع الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلّم) في المسجد وفي بيوتهم، ومنهم من قال: إنها ست وثلاثون ركعة، أما عمر بن عبدالعزيز (رضي الله عنه) صلاها بالناس وفق اجتهاد خاص منه.
أما وقتها، فقد اتفق العلماء على أنه بعد صلاة العشاء، ثم أن الفقهاء متفقون على الجهر بالقراءة في التراويح.
عام 31هـ:
انتصار المسلمين على الساسانيين:
في الثالث والعشرين من شهر رمضان للعام 31هـ الموافق 652م، وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، انتصر المسلمون على الساسانيين بعد مقتل قائدهم “يزد جرد بن شهريار”، آخر ملوك الفرس، وانتهت بذلك دولة الفرس.
عام 69هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق 31 مايو 715م، وبعد أن تولّى الخلافة سليمان بن عبدالملك، بعد موت أخيه الوليد، عزل عن إمرة بغداد عثمان بن حيّان، وولى عليها أبا بكر بن مُحَمّد بن عمرو بن حزم، وكان من أكابر العلماء، وقد كان قتيبة بن مسلم حين بلغه ولاية سليمان الخلافة، كتب إليه كتاباً يعزّيه في أخيه الوليد، ويهنئه بولايته، ويذكر فيه بلاءه وقتاله، وهيبته في صدور الأعداء، كل هذا حتى لا يقوم سليمان هذا بعزله عن ولاية خراسان.
عام 220هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، أبصر النور أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية، تعود جذور أحمد بن طولون إلى أصول تركية، كان أحمد بن طولون جندياً تركياً، أصل اسمه “دولون”؛ أي بدر التمام، وكان أبوه من مماليك “نوح بن أسد”، والي “بخارى”، فأعتقه لِمَا رأى فيه من قدرة وكفاءة، ثم أرسله إلى الخليفة المأمون، فأعجب به، وألحقه ببلاط الخلافة، وتدرَّج في المناصب العسكرية حتى صار رئيساً لحرس الخليفة.
وفي مدينة بغداد عاصمة دولة الخلافة وُلِد أحمد بن طولون في (23 رمضان 220هـ/ 20 سبتمبر 835م)، وعُني به أبوه عناية فائقة، فعلمه الفنون العسكرية، وتلقى الفقه والحديث، وتردد على حلقات العلماء ينهل منها، ورُزق حسن الصوت في قراءة القرآن، وكان من أدرس الناس له وأعلمهم به، ثم رحل إلى طرسوس بعد أن تولى بعض أمورها بناء على رغبته، ليكون على مقربة من علمائها الذين اشتهروا بالفقه والحديث والتفسير، وبعد رجوعه صار موضع ثقة الخلفاء العباسيين لعلمه وشجاعته، والتحق بخدمة الخليفة المستعين بالله في (248 – 252هـ/ 862 – 866م)، وصار موقع ثقته وتقديره، كان من عادة الولاة الكبار، الذين يعينهم الخليفة للأقاليم الخاضعة له أن يبقوا في عاصمة الخلافة، لينعموا بالجاه والسلطان، والقرب من مناطق السيادة والنفوذ، وفي الوقت نفسه ينيبون عنهم في حكم تلك الولايات من يثقون فيهم من أتباعهم وأقاربهم، ويجدون فيهم المهارة والكفاءة، وكانت مصر في تلك الفترة تحت ولاية القائد التركي “باكباك”، زوج أم أحمد بن طولون، فأناب عنه وفقاً لهذه العادة ابن زوجته (أحمد) في حكم مصر، وأمدَّه بجيش كبير دخل مصر في (23 رمضان 254هـ/ 16 سبتمبر 868م)، وما إن نزل مصر حتى واجهته مصاعب عديدة ومشكلات مستعصية، وشغله أصحاب المصالح بإشعال ثورات تصرفه عما جاء من أجله، لكن ابن طولون لم يكن كمن سبقه من الولاة، فسرعان ما اشتد نفوذه، وأخمد الفتن التي اشتعلت بكل حزم، وأجبر ولاة الأقاليم على الرضوخ له وتنفيذ أوامره، وكانوا من قبل يستهينون بالولاة، ولا يعبؤون بقراراتهم، استخفافاً بهم، ويعملون على ما يحلو لهم.
وازدادت قدم ابن طولون رسوخاً، وقويَ سلطانه بعد أن أسندت ولاية مصر إلى “يارجوخ” والد زوجة ابن طولون، فعمل على تثبيت صهره، وزاده نفوذاً بأن أضاف إليه حكم الإسكندرية، ولم يكتفِ ابن طولون بما حقق من نفوذ في مصر، فتطلع إلى أن تكون أعمال الخراج في يده، وكان عامل الخراج يُعيَّن من قِبَل الخليفة العباسي، ولم يكن لوالي مصر سلطان عليه، غير أن أحمد بن طولون نجح في أن يستصدر من الخليفة المعتمد على الله (256 – 279هـ/ 870 – 892م) قراراً بأن يضيف إليه أعمال الخراج، فجمع بهذا بين السلطتين المالية والسياسية، وقويت شوكته، وعظم سلطانه، وكان أول عمل قام به أن ألغى المكوس والضرائب التي أثقل بها عامل الخراج السابق كاهل الشعب.
مظاهر الحضارة
كان أحمد بن طولون رجل دولة من الطراز الأول، فعُنيَ بشؤون دولته، وما يتصل بها من مناحي الحياة، ولم تشغله طموحاته في التوسع وزيادة رقعة دولته عن جوانب الإصلاح والعناية بما يحقق الحياة الكريمة لرعيته، ولذا شملت إصلاحاته وإسهاماته شؤون دولته المختلفة، وكان أول ما عُني به إنشاء عاصمة جديدة لدولته شمالي “الفسطاط” عام (256هـ/ 870م) عُرِفت بـ”القطائع”، وقد بناها على غرار نظام مدينة “سامراء” عاصمة الخلافة العباسية، واختار مكانها على جبل “يشكر” بين الفسطاط وتلال المقطم، وبنى بها قصراً للإمارة، وجعل أمامه ميداناً فسيحاً يستعرض فيه جيوشه الجرارة، ويطمئن على تسليحها وإعداده، ثم اختطّ حول القصر ثكنات حاشيته وقواده وجنوده، وجعل لكل فئة من جنوه قطعة خاصة بهم، فللجنود من السودان قطعة، وللأتراك قطعة، وكذلك فعل مع أرباب الحرف والصناعات، ومن هنا جاءت تسمية المدينة الجديدة بـ”القطائع”، وهي العاصمة الثالثة لمصر بعد الفسطاط والعسكر، وأنشأ في وسط المدينة مسجده المعروف باسمه إلى اليوم، وهو من أكبر المساجد، وتبلغ سعته 8487 متراً مربعاً، ولا يزال شاهداً على ما بلغته الدولة الطولونية من رقي وازدهار في فنون العمارة، ويعد من أقدم الأبنية الإسلامية التي بقيت على ما كانت عليه، واشتهر المسجد بمئذنته الملوية التي تشبه مئذنة مسجد سامراء، وقد انتهى ابن طولون من بنائه عام (265هـ/ 879م)، وبلغ من عنايته به أن عين له طبيباً خاصاً، وجعل به خزانة بها بعض الأدوية والأشربة لإسعاف المصلين من رواد المساجد في الحالات الطارئة.
وأنشأ ابن طولون “بيمارستاناً” عام (259هـ/ 873م) لمعالجة المرضى مجاناً دون تمييز بينهم، حيث يلقون عناية فائقة، وتقدَّم لهم الأدوية، ويُستبقَى منهم من يحتاج إلى رعاية ومتابعة داخل البيمارستان، ولم يكن المرضى يدخلون بثيابهم العادية، وإنما كانت تقدم لهم ثياب خاصة، كما هي الحال الآن، وكان المريض يودع ما معه من مال وحاجات عند أمين البيمارستان، ثم يلحق بالمكان المخصص له إلى أن يتم شفاؤه فيسترد ما أودعه، وكان ابن طولون يتفقد المرضى، ويتابع أعمال الأطباء.
وفاته
بعد عقد صلح بين ابن طولون والموفق، وحلول الصلح بينهما، زحف ابن طولون ليقمع الفتنة التي شبت في طرسوس، فلما وصل إلى هناك، وكان الوقت شتاء والثلج كثيراً، لم يعُقْه ذلك عن نصب المجانيق على سور طرسوس لإخماد الثورة، لكنه مرض ولم يستطع الاستمرار في الحصار، فأسرع بالعودة إلى مصر، حيث لقي ربه في (10 ذي القعدة 270هـ/ 10 مايو 883م).
عام 584هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، وفاة الشاعر الناثر والأمير الفارس أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ، المعروف بأسامة بن منقذ، أحد أبطال المسلمين في الحروب الصليبية، له ديوان شعر مطبوع، ومذكرات بعنوان “الاعتبار” وكتب في الأدب.
عام 1280هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق 2 مارس 1864م، تنازلت الدولة العثمانية عن بناء القلاع بأراضي إمارة الجبل الأسود، الواقعة على شواطئ الأدرياتيكي إلى الشمال من ألبانيا، وكانت إمارة الجبل الأسود خاضعة لحكم الدولة العثمانية، وأراد أميرها الاستقلال بحكمها، كما قام بمساعدة ثوار أقلم الهرسك ضد الدولة العثمانية التي ما لبثت أن تمكنت من القضاء تماماً على جميع حركات التمرد، وشرعت في بناء عدة قلاع وحصون داخل الجبل الأسود، فتدخلت الدول الأوروبية لإثناء الدولة العثمانية عن هذا الأمر، واضطر السلطان العثماني إزاء ذلك إلى التخلي عن بناء هذه القلاع والحصون.
عام 1371هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، الحكومة التركية تسمح بدخول جميع أعضاء السلالة العثمانية عدا الأمراء أبناء السلاطين إلى تركيا بعد إلغاء الخلافة العثمانية في مارس 1923م، وطرد سلالة بني عثمان إلى خارج تركيا، بعدما حكموا البلاد مدة 963 عاماً، منها 407 أعوام هي مدة الخلافة.
عام 1918هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك تُوفي السلطان العثماني مُحَمّد رشاد، امتاز حكمه بسيطرة حزب “الاتحاد والترقي”، وانهزام تركيا في الحرب العالمية الأولى، تولى مُحَمّد رشاد السلطة بعد أخيه عبدالمجيد الثاني والذي عزل لمقاومته الكثير من الأفكار والمخططات اليهودية – الأوروبية، وعلى الأخص قضية توطين اليهود في فلسطين، كان مُحَمّد رشاد رجلاً مثقفاً ثقافة إسلامية، ألمَّ بالأدب الفارسي واهتم بدراسة التاريخ الإسلامي عامة والتاريخ العثماني خاصة، عارض السلطان مُحَمّد رشاد رغبة حزب “الاتحاد والترقي” بدخول الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا، لكنه وافق مضطراً وأعلن الجهاد الإسلامي بصفته خليفة للمسلمين، ودعا المسلمين كافة لدعم الدولة العثمانية، وحينما توفي في رمضان كانت معظم الدول الإسلامية قد سقطت في أيدي الحلفاء إنجلترا وفرنسا.